بعد التهديد الأميركي لإيران.. الخضوع أم الحرب؟

عدنان الزرقي

أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي أن حكومته المقبلة ستلعب دوراً جدياً في تخفيف حدة الصراع الإيراني الأمريكي وإبعاد العراق والمنطقة عن تداعياته الخطيرة، لكن عدداً من المراقبين أشاروا إلى أن أوراق اللعب السياسية الداخلية ليست كلها بأيدي العراقيين، حيث إن العراق يعيش تحت وطأة التجاذبات السياسية ذات الأبعاد الخارجية.

وتبدو الأيام المقبلة حاسمة لجهة فرز وتحديد المواقف من الجميع لجهة قبول الزرفي من عدمه. وبينما أعلن ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي انسحابه من المشاورات الجارية داخل البيت الشيعي، معلناً تأييده للزرفي في الوقت الذي لا يعلن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم اعتراضه على تكليف الزرفي، فإن الكتلة الوحيدة التي لا تزال تعلن رفضاً واضحاً هي كتلة الفتح بزعامة هادي العامري. أما ائتلاف دولة القانون، وطبقاً لآخر ما صدر عن زعيمه نوري المالكي، فإنه مع موافقة الأغلبية كشرط لتمرير رئيس الوزراء المكلف.

اقرأ أيضاً: البنتاغون أمر قيادات عسكرية بالتخطيط لتصعيد القتال الأميركي في العراق

ايران ترفض وأميركا تهدّد

وبعد تواصل مسلسل إطلاق الصواريخ على القواعد والسفارة الأميركية في العراق، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمرت القادة العسكريين بالتخطيط لتصعيد المعركة الأميركية في العراق، وأصدرت الأسبوع الماضي توجيها بالإعداد لحملة لتدمير مجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران والتي هددت بشن مزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية.

لا يخفي مراقبون ان تكليف النائب في كتلة النصر عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة بدعم من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الى جانب سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر، دون ممانعة من السيد عمار الحكيم زعيم كتلة الحكمة البرلمانية، وبموافقة كردية سنية، يجعل موقف ايران وحلفائها غاية في الصعوبة

ويضغط بعض كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، من أجل اتخاذ إجراءات جديدة قاسية ضد إيران وقواتها، معتبرين أن “هناك فرصة لمحاولة تدمير الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، حيث إن القادة في إيران مشتتون بسبب أزمة وباء كورونا في بلادهم”، حسب الصحيفة.

وقد كان مفاجئا تصريح مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر قبل اسبوع، الذي دعم فيه ترشيح الزرفي وهدّد ايران بعاقبة العرقلة قائلا “نأمل ألا تقوم إيران وحلفاؤها بتقويض تسمية عدنان الزرفي لتشكيل الحكومة الجديدة في العراق”!

هذا في حين أكد المتحدث باسم تحالف الفتح الموالي لإيران، اليوم الثلاثاء  أن التحالف يرفض التفاوض مع الرئيس المكلف.

وتابع بيان الحشد أنه “ليس بيننا وبين الرئيس المكلف أي تفاوض أو تفاهم، ولازال الموقف كما هو، نطالب بحفظ حق الأغلبية وعدم الالتفاف عليه، للأغلبية حق الترشيح وللرئيس حق التكليف”، مضيفاً أنه “لا يصح الا الصحيح”.

الخوف من المحاسبة

 وتساءل حميد الكفائي في جريدة صوت العراق: “لماذا أصيبت القوى السياسية العراقية المسلحة الموالية لإيران بالهلع من تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة؟

وأجاب الكاتب: “من خلال استعراض سريع لتاريخ هؤلاء، نعرف بأنهم لم يجتمعوا يومًا لمصلحة وطنية، لكنهم يجتمعون وينسقون ويتعاونون للاحتفاظ بمصالحهم ومصلحة إيران التي ترعاهم وتسندهم. إنهم يخشون من أن الحكومة المقبلة، خصوصًا إذا كانت مدعومة دوليًا، سوف تحاسبهم وتكشف سرقاتهم وجرائمهم بحق العراقيين وتفكك ميليشياتهم التي تمكنوا عبرها من السيطرة على العراق”.

فهل ستتراجع ايران في اللحظة الاخيرة وتلجم فصائل الحشد الشعبي عن المعارضة بقوة السلاح لترشيح الوسطي عدنان الزرفي، أم سيتحول العراق فعلا الى ساحة حرب

اقرأ أيضاً: من يتآمر على شيعة العراق؟

ولا يخفي مراقبون ان تكليف النائب في كتلة النصر عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة بدعم من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الى جانب سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر، دون ممانعة من السيد عمار الحكيم زعيم كتلة الحكمة البرلمانية، وبموافقة كردية سنية، يجعل من موقف ايران وحلفائها غاية في الصعوبة، خصوصا ان اميركا دخلت هذه المرة بقوة على خط الازمة محذرة الجارة الشرقية بلسان مساعد وزير الخارجيتها  شنكر كما ظهر لاستباق اية عمليات تهديد وضغط يمكن ان تمارسها ايران وحلفاؤها لترهيب الاقطاب العراقية المستقلة الداعمة للزرفي.

ويبقى السؤال الاهم: هل ستتراجع ايران في اللحظة الاخيرة وتلجم فصائل الحشد الشعبي عن المعارضة بقوة السلاح لترشيح الوسطي عدنان الزرفي، أم سيتحول العراق فعلا الى ساحة حرب، تجزم اميركا هذه المرة انها سوف تعمد فيها الى تدمير مواقع كافة الاحزاب والمليشيات المسلحة الموالية لطهران؟

السابق
«كورونا» يتسلل الى السراي.. معلومات عن اصابة رتيب في سرية الحرس الحكومي!
التالي
مصرف لبنان باع المصارف 2282 مليون و300 الف دولار.. أين تذهب كل هذه الدولارات؟