«عامل» في مواجهة «كورونا».. فريق استجابة سريعة بحال التفشي في مخيمات النازحين

كورونا
تنشط في كل أنحاء لبنان منذ أكثر من أربعين عاما، وهي المؤسسة التي لم تتخلَ عن مهمتها طيلة الحرب الأهلية اللبنانية، ولا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا عن دعم المحاصرين في تل الزعتر، ولا عن دعم النازحين السوريين، وهي المؤسسة الأولى التي ساعدت جرحى الحرب بالتعاون مع دول صديقة في تركيب الأطراف الإصطناعية. إنها مؤسسة "عامل". فكيف تعمل اليوم على مواجهة وباء الكورونا؟

في حديث مع المسؤولة الإعلامية في مؤسسة عامل، زكية قرنفل، حيث اطلّعت “جنوبية” على طريقة عمل المؤسسة في هذا الظرف بالذات، فقالت “في اجتماع لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، كون المؤسسة عضو فاعل فيه، تم وضع خطة عمل وطنية مشتركة بإشراف وزارة الصحة، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية بهدف تأمين الدعم الممكن في مجال الرعاية الصحية الأولية والخدمات الاجتماعية الضرورية لأن هذه الأزمة تُرخي بظلّها على كاهل 70% من الشعب اللبناني الرازح تحت خط الفقر”.

الخطة

وبحسب المسؤولة الإعلامية في عامل “تسير الخطة وفق ثلاثة مسارات: الأول: تأهب وتأهيل كل مراكز الرعاية الصحيّة الأولية التابعة للمنظمات المعنية. والثاني: المساهمة في قيادة حملة التوعية والتوجيه للوقاية من انتقال الفيروس. أما الثالث فهو المضيّ قدُماً في حملة التضامن لكن بصيغ مناسبة.

وضع خطة عمل وطنية مشتركة بإشراف وزارة الصحة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية 


الجمعيات المشاركة 

وعرضت للمنظمات المنضوية ضمن الخطة، و هي: جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وجمعية تنظيم الأسرة في لبنان، وجمعية النجدة الشعبية اللبنانية، والحركة الإجتماعية، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومؤسسة معروف سعد الثقافية الإجتماعية الخيرية، والهيئة الصحيّة الإسلامية، ورابطة كاريتاس لبنان، ومؤسسسة عامل الدولية، وهيئة الإسعاف الشعبي، والمركز الوطني للتنمية والتأهيل، وجمعية بيروت للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة فرح الاجتماعية، والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات والهيئات العاملة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية المحلية والدولية”.

الوصول 27 ألف إصابة؟ 

وتتابع “هذه المنظمات وبرعاية وزارة الصحة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ستقوم كل منها بدور تكاملي ضمن المناطق التي تنشط بها. حيث يقف لبنان على مفترق طرق خطير، إذ ستحدد الأيام المقبلة مستوى تأثره بـ”كورونا”، خصوصاً في الإطار الصحيّ، إذ يمكن أن تصل نسبة الاصابات بحسب الدراسات إلى 27 ألف إصابة، 3000 منها حرجة وتحتاج لعناية استشفائية مركزّة، أو من الممكن ألا تتعدى الاصابات عتبة المئات، وهذا يعود إلى فعاليّة الخطة الوطنية المقررة للتصديّ لانتشار الكورونا”.

الحاجة إلى التعاون

وتؤكد أن “لبنان يشهد حملة توعية كبيرة على المستوى الرسمي، إضافة إلى مساهمات القطاع الخاص المالية لدعم الصليب الأحمر، والمستشفيات الحكومية، في ظل محاولات الحكومة لإحتواء الأزمة والتصرف بمسؤوليّة على مستوى البلديات والوزارات المعنيّة، ولكن هذا لا يكفي، فهناك حاجة ملّحة لتعزيز التعاون بين كل من القطاع الأهلي والحكومي والخاص”. 

دور الإعلام المطلوب 

من هنا، ترى أنه “يجب قيادة حملة توعية حول الوقاية من انتشار الفيروس على صعيد وطني، باستخدام منصات التواصل الإجتماعي وكافة الوسائل الإعلامية التابعة للمنظمات المنضوية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية كافة للوصول إلى الناس بصيغ مسموعة ومكتوبة ومرئية، مع مواصلة حملات التوعية الميدانية بالتعاون مع البلديات للوصول إلى أكبر قدر من سكان المناطق المهّمشة في بيوتهم”.وتضيف “يعيش حالياً أكثر من 2.5 مليون إنسان في لبنان تحت خط الفقر، بعدما فقد حوالي 25 ألف موظف مصدر رزقهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب إلى ما نسبته 40%، وعجز القطاعات الغذائية والصحيّة عن الاستمرار، فيما تخسر الليرة اللبنانية قيمتها يوماً بعد يوم، وفي ظل تفشيّ فيروس “كورونا”، الذي سرّع وتيرة الإنهيار الإقتصادي”.

خطة وطنيّة

ولفتت إلى ان تجمّع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان قام  بدوره الوطني من خلال “رفع مذكرة لرئاسة مجلس الوزراء بهدف وضع خطة استجابة تمنع الوصول إلى الانهيار الكلي، بالتزامن مع التحضير لاطلاق نداء محلي – عالميّ موّجه لمنظمات الأمم المتحدة، والمموّلين والمنتشرين اللبنانيين حول العالم بهدف تأمين المساعدات للعائلات الأكثر تضرراً من الأزمة، إضافة إلى تحفيز مبادرات التضامن والتعاضد الإجتماعي ضمن المجتمع اللبناني، كما يحصل في الكثير من الأماكن”.

التعاون مع المؤسسات الإعلامية كافة للوصول إلى الناس بصيغ مسموعة ومكتوبة ومرئية.

النداء الأخير

وأوضحت  على ان  التجمّع أطلق  ندائه الذي شدد فيه على “ضرورة اطلاق لائحة طبيّة تتضمن أبرز الأدوية والمعدات والأدوات التي يحتاجها الناس، والإتفاق على صيغ توزيع عن بعد عبر شبكة متطوعين مدربين، مع تزويد العائلات الأكثر ضعفاً بمعونات غذائية أساسيّة ومساعدات مادية عبر صيغة مُتفق عليها مع وزارة الشؤون الإجتماعية”. وتضيف بالقول “مع تأمين الدعم التعليمي للطلاب المتأثرين بأزمة “كورونا” عبر خطة دعم تعليمي ونفسي عن بُعد، والعمل على تأمين مشاريع لذوي الدخل الصغيرة سواء في مجال الصناعات اليدوية أو الزراعة، عبر التعاون في تأمين كل التدريبات اللازمة والحصول على التبرعات المطلوبة لدعم الأسر الأكثر فقراً في مختلف المناطق اللبنانية، وتشجيع المبادرات الصغيرة والفردية في مختلف المناطق، والتعاون مع شبكة من المغتربين والمتبرعين الدوليين”. وذلك كله من أجل “جمع المساهمات المالية والعينيّة بالشكل الآمن والممكن لدعم النداء”.

25 مركز بخدمة أهلنا

وبحسب المسؤولة الإعلامية في مؤسسة عامل الدوليّة “الخطة تركز على مواجهة تفشي الكورونا على امتداد لبنان من خلال 25 مركزاً، و6 عيادات نقالة، ووحدتي تعليم جوّالتين، ووحدة رعاية خاصة بأطفال الشوارع، بما يتلائم مع التوصيات الرسمية للاستمرار في تأمين الخدمات والحقوق الأساسية للفئات المهمشة والتصدي للفيروس باجراءات استثنائية”.

مهمتنا حماية مخيمات النازحين السوريين

وتعلن قرنفل أنه “بالتوازي مع عملها في المناطق اللبنانية، أطلقت “عامل” خطة لمنع تفشيّ الفيروس في مخيمات النازحين السوريين، بالتعاون مع المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان والمنظمات الدولية، تعتمد على تأهيل كافة المراكز الصحية وتدريب الكادر الطبي والاجتماعي للتصدي للفيروس، واطلاق نداء تضامنيّ على مستوى محلي ودولي لتأمين المساعدات للفئات الأكثر ضعفاً وتأثراً بالأزمة، والتعاقد مع مستشفيين في البقاع والشمال لتحويلها إلى مراكز طوارئ واستجابة لكورونا، واطلاق غرفة طوارئ (CALL CENTER) مشتركة مع مفوضية اللاجئين والمنظمات الفلسطينية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي تتألف من 9 ممرضات، اضافة إلى تدريب فريق خاص للاستجابة السريعة في حال تفشي الكورونا ضمن مخيمات النازحين، وإطلاق حملة إعلامية للتوعية على مخاطر الوباء وكيفية مواجهة تفشيه وانتشاره”.

السابق
بالفيديو.. من الأجواء اللبنانية إسرائيل تستهدف ريف حمص!
التالي
الأطباء.. اللبنانيون «يصفقون» والأمنيون «يضبطون»!