صراع ماروني-«كوروني» يَصرع حال الطوارئ!

صراع ماروني بين ميشال عون وجوزاف عون
اعلان حال الطوارىء معطلة بفعل الصراع الماروني الرئاسي بين ميشال عون وجبران باسيل وجوزاف عون والذي من شأنه ان يدع "كورونا" "يفلت" بين اللبنانيين.

مع طي صفحة جزار الخيام العميل الياس الفاخوري عملياً برحيله الى واشنطن، بقيت تداعيات هذه الفضيحة ماثلة امام المسؤولين وترسباتها موغلة في التجاذبات الداخلية الخفية، ولا سيما داخل الطائفة المارونية بجناحيها السياسي والعسكري.

ووفق مصادر متابعة لما يجري خلف كواليس “كورونا”، تتجه الانظار كلها اليوم الى الاسباب المانعة لاعلان حالة طوارىء عامة، والتي ستؤول فيها الامرة والسيطرة في البلد الى قائد الجيش والمجلس العسكري. اي ان العماد جوزف عون سيكون الآمر والناهي طيلة فترة حالة الطوارىء العامة، ولا يعود للسياسة واهلها “خبز”، كما ينص مضمون قانون الطوارىء.

ويفترض ايضاً في حال الطوارىء الكاملة بقاء الناس في منازلهم، وان تؤمن السلطات حاجاتهم بالكامل، وهذا ما تهرب السلطة الحالية منه.   

من الاحتواء الى الانتشار

ومع استفحال “كورونا” وتوقع تصاعد الاصابات فوق الالف حالة، حتى نهاية آذار في حال الانتقال من مرحلة الاحتواء الى مرحلة الانتشار، تطرح اهمية اعلان حالة الطوارىء الكاملة نفسها على الساحة مع تأييدها العلني من مختلف القيادات السياسية في المعارضة والسلطة.

من الرئيس نبيه بري الى النائب السابق وليد جنبلاط  والدكتور سمير جعجع وخصوصاً، ان الرئيس بري وضع الامر في عهدة رئيس الحكومة حسان دياب واستغرب عدم اعلانه الطوارىء الكاملة منذ ايام سائلاً عن الاسباب.

إقرأ أيضاً: الجوع يلبس لبوس «كورونا»..«أمن ذاتي» من البقاع الى الجنوب!

واذا كان بري وجنبلاط وجعجع كل من جهته، يستشعر الخطر القادم على مناطقهم، وهنا تتوقع المصادر ان يكون عند كل واحد من هؤلاء معلومات او معطيات عن تفشي “الكورونا” في احياء بكاملها.

واقع مأساوي؟

وهذا الكلام واقعي وليس تهويلياً، على اعتبار ان نتائج الفحوصات التي تصدر تباعاً هي للايام الاربعة عشر الماضية، اي ان كل يوم سيكون لدينا اصابة من حالات بداية انتشار الفيروس، وهذا يعني ايضاً اننا امام واقع مأساوي وكارثي يرجو الجميع ان لا نكون قد وقعوا فيه.

وفي حين لم تظهر الى العلن الاسباب الحقيقية لمنع اعلان حالة الطوارىء، يجري الهمس وفق المصادر في  الكواليس، ان الامر مرتبط بصراع ماروني- ماروني بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل وجوزاف عون، اذ يشعر عون بتسليمه زمام الامور لقائد الجيش قد يعدم حظوظ صهره الرئاسية ليكون خليفته في بعبدا.

وتقول المصادر هنا يكمن لب الصراع بين الثلاثي الماروني، ولا سيما مع تردد ان لقائد الجيش لمسات في اخراج صفقة الفاخوري من فم باسيل.

هل الرئاسة المؤجلة لعامين ايضاً أهم من اللبنانيين وحياتهم؟ وهل تستأهل الكرسي حرق البلد بجثث ابنائه الذين سيموتون من جراء هذا الفيروس الخبيث لا سمح الله؟

فبعد ان قام الاخير بتسليك امور الفاخوري من واشنطن الى مطار بيروت، استفاد جوزاف عون من مرور الزمن العشري ليمرر صفقة الفاخوري، بسلاسة اذ اشرف على توقيفه الجيش بحكم ان المحكمة العسكرية وقضاتها يخضعون لقيادة الجيش، كما تسّلم الجيش امن الفاخوري من المستشفى الى عوكر.

صراع ثلاثي

ومن عوكر غادر بالطوافة العسكرية الاميركية والتي لا يمكنها ان تحلق او تنتقل، من دون اذن وعلم القوات الجوية اللبنانية التابعة للجيش اللبناني.

وهذا الصراع المستفحل اليوم في الخفاء وخطورته لانعكاسه اليوم على حياة الناس وإفلات الفيروس من السيطرة، يُكرّس العقد السياسية والشخصية والتي تغلب على الهّم الوطني.

وخصوصاً مع وباء لا يعرف منطقة او طائفة بعينها، بل سيطال الجميع والمسيحيين قبل غيرهم.

وما يحدث في بعض المناطق المسيحية ينذر بكارثة لن يسلم منها كل لبنان.

فهل الرئاسة المؤجلة لعامين ايضاً أهم من اللبنانيين وحياتهم؟ وهل تستأهل الكرسي حرق البلد بجثث ابنائه الذين سيموتون من جراء هذا الفيروس الخبيث لا سمح الله؟

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية لليوم23/3/2020
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 24 آذار 2020