اللبنانيون يعلنون حالة طوارئ «كورونية».. هلع وحجر وتموين من الجنوب الى البقاع!

كورونا
مرة جديدة تأتي حكومة حسان دياب متاخرة كالعادة في خطواتها التدريجية المستغربة للحد من "كورونا". وفي حين لم يعلنها دياب صراحة حالة "طوارىء" سادت لبنان في كل مناطقه حال من الهلع. وتزود الناس بالمؤن تمهيداً لحالة عزل ذاتية منزلية وقائية طويلة. (بالتعاون بين جنوبية و"تيروس" و"مناشير").

أن تاتي متأخراً خير من ألا تأتي ابداً، دائماً ما تصح الا في حال “الكورونا” ولبنان. حتى عصر هذا اليوم إنتظر رئيس الحكومة حسان دياب و”خلية الازمة” لإعلان شبه حالة طوارىء وليشمل التعطيل المطاعم والادارات الرسمية وكل الاماكن العامة ووقف الرحلات نهائياً من البلدان التي تعتبر موبوءة.

وكالعادة ووفق مصادر سياسية معارضة، صارت لازمة في خطابات دياب رمي الاتهامات على الآخرين وتحميل المسؤولية لاحد ما من دون ان يعرف منه ودائماً هو وحكومته ضحية المزايدات السياسية والاعلامية. وهنا تسأل المصادر هل المطلوب ان نخسر الف لبناني وان يصاب 10 آلاف مواطن حتى تعلن الحكومة حال الطوارىء والحجر الطوعي للمواطنين والتزام منازلهم؟

بيان دياب

وبعد إجتماع لجنة “كورونا” من الوزارات، خرج دياب ليتلو كالعادة بياناً مكتوباً ومقتضباً. وقال دياب إن “لبنان كان من أوائل الدول التي اتخذت إجراءات صارمة في التعامل مع فيروس الكورونا”، مشيرا الى “اتخاذ اجراءات صارمة في مطار رفيق الحريري الدولي، وأن الحكومة لن تتأخر عن أي اجراء لحماية اللبنانيين”.

ولفت دياب الى أنه “طلب وقف الرحلات من والى ايطاليا، كوريا الجنوبية، ايران والصين، ووقف دخول جميع الاشخاص القادمين من الدول التي تشهد انتشارا للفيروس مثل فرنسا ومصر وسوريا والعراق والمملكة المتحدة واسبانيا”. كما طلب من الادارات العامة والبلديات “وضع جدول مناوبة بالحد الادنى من الموظفين بشكل يؤمن معاملات المواطنين، بالاضافة الى اتخاذ التدابير التي من شأنها منع التجمعات في الاماكن العامة والخاصة”.

هذا الكلام من دياب اذا يدل على شيء فإنه يدل على عقم المعالجة الحكومية لملف “كورونا” منذ بدايته وحتى اليوم. فبعد الاعلان عن الاصابة الاولى وهذا لسان كل الشارع كان يجب ان تغلق المدارس والمرافق العامة وكل ما يمكن ان يشكل نقطة تجمع ونقل العدوى بين اللبنانيين. وحتى الساعة لا يمكن التكهن بعدد الذين يحملون الفيروس واين يمكن ان ينشروه بعد مخالطتهم مصابين او حاملين المرض من دون ان يعرفوا وهذا وبال كبير على البلد. وتقول المصادر اننا امام امتحان عسير لا ينفع معه الا الدعاء والحظ لان “الفاس دخل الراس”.

عبد الصمد واحمد سعيد!

في المقابل وبدل ان تكحل وزيرة الاعلام منال عبد الصمد كلام دياب، اعمته وخرجت ببيان الليلة اقل ما يقال فيه انه يشبه بيانات صوت العرب وصوت احمد سعيد الذي زف انتصار الجيش المصري على الجيش الاسرائيلي في حين كانت سيناء تسقط وكل الجبهات خسرها الجيش المصري كما خسر كل طائراته على الارض بينما في بيانات سعيد كانت تطير.

وتبدو عبد الصمد في “وهلة” من جراء اعلان محطة تلفزيونية ان الحكومة تتجه لإعلان الطوارىء وهنا السؤال: هل ما اعلنه دياب حالة طوارىء ملطفة ام نشرة جوية عن عاصقة “التنين” الآتية من مصر الينا؟

بدل ان تكحل وزيرة الاعلام كلام دياب، اعمته وخرجت ببيان الليلة اقل ما يقال فيه انه يشبه بيانات صوت العرب وصوت احمد سعيد الذي زف انتصار الجيش المصري على الجيش الاسرائيلي في حين كانت سيناء تسقط وكل الجبهات خسرها الجيش المصري

وقالت عبد الصمد في بيانها : “ما أحوجنا الى حس المسؤولية في زمن الأزمات، وما أبعدنا عنه في بعض الاعلام. لقد هالنا ما رأيناه على بعض شاشات التلفزة المحلية من افتراء على الدولة واتهامها بالتقاعس، ودعوة الى اعلان حال الطوارئ.

وتابعت :”لم تتقاعس الدولة في متابعة أزمة كورونا المستجدة والإحاطة بكل جوانبها، بشهادة العديد من السفراء الذين أبلغوا المسؤولين اللبنانيين ان بلادهم اتخذت من اجراءات لبنان نموذجاً لاعتمادها”.

إقرأ ايضاً: بالفيديو: اشاعات تجتاح مواقع التواصل عن اغماءات في بيروت.. ما صحتها؟

وختمت:” ان اعلان حال الطوارئ منوط حصرا بالحكومة، وتحديدا بثلثي أعضائها، فكيف تعلن محطة تلفزيونية حال الطوارئ؟”.

حجر ذاتي

وعلى هذا المنوال وفي حال من “الاسى واللوعة”، سيكمل اللبنانيون مشوارهم وفق المصادر مع “كورونا” مع اعلان عن 5 حالات جديدة ليصبح العدد 57 ومع الاعلان عن الوفاة الثانية، فغدت الشوارع وفي حال طوارىء ذاتية من المواطنين، مقفرة وخلت المطاعم من الرواد. وعجت المحال الغذائية والسوبر ماركت بالرواد للتموين والتزود بالاساسيات. وساد الخوف كل المناطق اللبنانية ولم يعد هناك من مزاح او استهتار او مجال لعدم التزام المنازل وعدم الاختلاط والخروج الا في حالات الضرورة القصوى.

بعد ان طمئن وزير حزب الله للصحة اللبنانية المواطنين منذ حوالي الإسبوعين بأنَّه لا شيء يدعو للقلق بشأن فيروس الكورونا و لم يتجَّرأ على اتِّخاذ قرار وطني و إنساني بالوقف الفوري للطائرات القادمة من إيران و بالعكس عاد و أخبر الشعب الذي يحيا بين سندان اليوروبوندز و مطرقة الجوع بسبب البطالة و الفقر بأنَّ فيروس كورونا قد انتشر و يجب أخذ الحيطة و الحذر.

الجنوب

ويعيش الجنوب اسوة بغيره من المناطق حالة طوارىء وهلع حقيقية، حيث منعت بلدية بلاط الجنوبية في قضاء مرجعيون “ديليفري” الأراكيل، وهددت اصحاب المقاهي بتسطير محاضر بحق كل من يخالف هذا القانون.

النبطية

وعلَّق إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق صلاة الجمعة وصلاة الجماعة. وطلب من زوار المسجد الوضوء في بيوتهم، اذا كان لا بد من الصلاة في المسجد، كما عمًّم بوقف مجالس العزاء في الحسينيات واقتصار تقديم واجب العزاء من دون االسلام والإقتراب.

صور

وفي صور، اوضح صاحب مقهى لموقع “تيروس”، انَّ “الديلفيري” اقتصر اليوم على طلب “الجمر”، فقط ويتم تحضير الأركيلة في المنزل وكلفة الشعَّالة التي تحتوي على حوالي 300 لـ400 غرام من الفحم 2000 ليرة.

و يضطر الى توصيلها حتى لا ينقطع رزقه، و لو لم يربح. ولكن على الاقل يبقى خلال فترة “الكورنا” في صدد الحفاظ على زبائن اراكيل “التوصيلة”.

المطاعم والمقاهي تعمل كالمعتاد

وفي قضاء صور و في الجنوب عموماً لا تزال، المطاعم و المقاهي تعمل ولم يلاحظ اصحابها اي نقص في عدد الزبائن، لا سيما كل ما تغيَّر هو طلب “نبريش” بلاستيك جاهز للأركيلة يُستخدم لمرة واحدة. وبدورها إدارات المطاعم و المقاهي تلزم الزبائن و الزوار بتعقيم الأيادي عند الدخول.

البقاع

وللمرة الاولى تشعر قيادة “حزب الله” في البقاع بجدية، “كورونا” ومدى قدرته وسرعته على الانتشار. وكأن “حزب الله” يخبئ رقماً مختلفاً عن الرقم المعلن عنه من قبل وزير الصحة العامة حمد حسن.

في المقابل ازدحمت السوبرماركات في البقاع الاوسط، بالزبائن بعد “هجمة” غير مسبوقة من المواطنين عليها بعد إنتشار معلومات عن قرارات بمنع التجول للحد من انتشار الوباء، حيث بدأت تنفد بعض المواد الغذائية من رفوف المحال التجارية و”السوبر ماركات”، نتيجة هذه الهجمة.

ولفت صاحب إحدى “السوبر ماركات”، أن الناس يشعرون  بجدية كاملة، ولاحظنا ذلك من خلال كمية المنظفات، ومن خلال المواد التي يطلبونها. وقال “لم تنفد المستودعات من المواد انما الرفوف نتمنى على التجار أن لا تعمد الى احتكار البضائع التي يتهافت عليها الزبائن”.

تعقيم مكان العمل للوقاية من كورونا
تعقيم مكان العمل للوقاية من كورونا

وطالب المواطنين بتفعيل عمل موظفي وزارة الاقتصاد في المناطق لان هناك مواد غذائية بدأت تختفي من الاسواق، ويتم احتكارها وبيعها باسعار مضاعفة لا تتجاوز سعر صرف الدولار.

كما وصلت حالة الطوارئ غير المعلنة الى اقفال كافة المؤسسات الرسمية وقصر العدل والبلديات والمدارس والجامعات والمهنيات، ودور العبادة، كنائس ومساجد، في العديد من القرى والمناطق البقاعية.

البقاع الغربي

وعملت بلديات في البقاع الغربي على حملات التعقيم وندوات توعوية، وتم تأليف لجان مختصة في القرى التي حلت فيها المجالس البلدية، وهي شبه غائبة لمكافحة “كورونا” بمجهود من قبل شبان دقوا ناقوس الخطر في قراهم.

البقاع الأوسط

كذلك تعطلت البلديات وكل شيء في الأوسط شبه معطل باستثناء، المحال المخصصة لبيع المواد الغذائية والمنظفات وغيرها، بهدف تموين المنازل والتزام اصحابها العزل المنزلي وقائياً كإجراءات احترازية، حتى أن المساجد خلت من المصلين من دون أن تعلن دار الفتوى في البقاع عن اقفال المساجد موقتاً.

بعلبك والهرمل

وكانت عقدت قيادة منطقة بعلبك الهرمل اجتماعا خاصا وطارئا في مبنى قيادة المنطقة، حضره محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ومسؤول منطقة البقاع في حزب الله حسين النمر ومعاونه هاني فخر الدين، الهيئة الصحية الاسلامية ومسؤول الرعاية في الهيئة الصحية الاسلامية وتجمع الاطباء.

وقرر المجتمعون،” الاستمرار بالارشاد والتدقيق الذي تقوم به الهيئة الصحية مع المدارس والمؤسسات الصحية والغذائية.”

وكذلك “إتخاذ إجراءات إجراءات التعقيم اللازمة لكل الاماكن العامة والرسمية ، والدينية”.

و”متابعة الوافدين من خارج المنطقة. وتعميم استمارة الرصد الوبائي ومتابعتها من قبل اللجنة”.

كما قرروا” المتابعة مع وزير الصحة لاستحداث جناح للحجر في مستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى الهرمل”.

ودعوا الى “الاستفادة من سيارات الصليب الاحمر اللبناني لخدمة المصابي، وتجهيز سيارات للدفاع المدني، والتنسيق مع وزير الصحة العامة لاستحداث مخبر مرجعي لفحص Bcr “.

وعمموا “على البلديات ضرورة الانتباه الى الاماكن العامة ( كالمقاهي والحدائق والتشديد على عدم التجمع في هذه الاماكن”.

وتم إقفال موقت احترازي لكل من مقام السيدة خولة في بعلبك ومقام النبي شيت، ومقام السيدة صفية في بلدة حوش تل صفية، ومسجد رأس الإمام الحسين في بعلبك منعا لانتشار الفيروس وحرصا على صحة المواطنين.

السابق
بعد اعلان الـ «ام تي في» حالة الطوارئ.. هكذا علق المجلس الوطني للاعلام!
التالي
الاهمال الصحي يتكرر في مطار بيروت وركاب الطائرة الايرانية وصلوا الى منازلهم!