«حزب الله».. «الشريك المضارب» لتشريع زراعة الحشيشة!

الحشيشة
أقرّت اللجان النيابية المُشتركة أمس إقتراح القانون الرامي الى تنظيم زراعة القنّب (الحشيشة)، بإجماع من الكتل النيابية كلّها بإستثناء «حزب الله»، وكان لافتا مخالفة الحزب لهذا الاجماع دون معارضة جدية سامحا بتمرير القانون، ورده البعض الى العقوبات المالية الاميركية واتهامها لحزب الله "بتحويل لبنان الى مستودع للمخدرات"، وانه يقوم بتصديرها الى الخارج.

برّر حزب الله معارضته لقانون تنظيم زراعة القنب أن “إقتراح القانون لا ينصّ على جدواه الإقتصادية”، ويعتبر “حزب الله” أن لا جدوى إقتصادية من هذه الزراعة أساساً، وسبق أن أعلن نوابه عن هذا الموقف في إجتماعات اللجنة النيابية الفرعية المُكلّفة درس هذا القانون.

في 27 صفحة ينظّم إقتراح القانون هذا عملية زراعة القنّب وإنتاجه وتصديره، ويحصرها في الإستعمالات الطبية والصناعية. وينص على تشكيل هيئة ناظمة لإدارة القطاع، يحقّ لها حصراً الترخيص بزراعة نبتة القنب وفق أحكام القانون نفسه وشروطه. ويحدّد الإقتراح مهمات هذه الهيئة، فضلاً عن سلطة الوصاية عليها وهي رئاسة مجلس الوزراء.

ممكن أن يلقى تشريع زراعة القنب معارضة دولية كما جرى في تسعينات القرن الماضي، عندما تدخلت أميركا ووافقت الوصاية السورية حينها على منع زراعة الحشيشة بكل أنواعها بشكل كامل

اقرأ أيضاً: الحديث عن قوننة زراعة الحشيشة زاد عدد المدمنين والمتاجرين

عربيد: لا فيتو دولي على زراعة القنب

رأى رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتجية الدكتور وليد عربيد أن “زراعة الحشيشة تأتي ضمن إطار الأدوية، (نبتة القنب) من أجل أن تكون هذه الزراعة بديلة للمزارعين عن زراعة حشيشة الكيف والأفيون وغيرها من المزروعات الممنوعة التي تصنف ضمن المخدرات، فتقوم بتحسين دخلهم.

ولكن هل ممكن أن يلقى تشريع زراعة القنب معارضة دولية كما جرى في تسعينات القرن الماضي، عندما تدخلت اميركا ووافقت الوصاية السورية حينها على منع زراعة الحشيشة بكل انواعها بشكل كامل؟، أجاب الدكتور عربيد: “لا يمكن أن تحارب زراعة القنب دولياً والماريغوانا في أميركا مشرعة”.

وتابع عربيد ان حتى حشيشة الكيف لم تعد القوانين الغربية تعاقب من يتعاطاها، ولم تعد تعتبر من المخدرات الخطرة التي يحاربها العالم مثل الكوكايين والأفيون وغيرهما، والمغرب نموذجا”.

من يطرح تشريع زراعة الحشيشة على المستوى السياسي، الواضح أنه لا يأخذ بالاعتبار ما يريده بالعمق حزب الله، الذي لا يناسبه تشريعها مهما كان السبب، لأنها تقطع عليه مالاً وفيراً من تهريب الحشيشة وسوق المخدرات المتنوعة

وبرأي الدكتور عربيد ان وزارة الخارجية والصحة، يمكن أن تسعيان لبيع المنتوج للاستخدام الطبي والصناعي، و لا بد من آلية وجهاز في الدولة لعملية ضبط الزراعة وشراء المحصول وبيعه، وهذا يستلزم وقتاً قد يمتد لعامين، فالتشريع سوف يطال منطقة البقاع والهرمل، والدولة لا يمكن ان تشتري بسعر عالٍ، لذلك فإن المزارعين لن يكونوا مسرورين بتدخل الدولة، وقد نشهد عمليات تهريب، والدولة لذلك يجب ان تستكمل تنظيم جهاز أمني خاص لا يسمح بمثل هذه التجاوزات”.

الزغبي: حزب الله لن يمرر القانون

أما الصحافي والكاتب السياسي الياس الزغبي فيقول أن “قراءتي من يطرح تشريع زراعة الحشيشة على المستوى السياسي، الواضح أنه لا يأخذ بالاعتبار ما يريده بالعمق حزب الله، الذي لا يناسبه تشريعها مهما كان السبب، مثل طبي أم اجتماعي أم اقتصادي، لأنها تقطع عليه مالاً وفيراً من تهريب الحشيشة وسوق المخدرات المتنوعة كالكبتاغون إلى باقي الأصناف، كما هو معروف من المصادر الدولية والمحلية”.

اقرأ أيضاً: برنامج الحشيشة مقابل الولاء

أما في حالة إدراك الحزب لحراجة موقفه بفعل العقوبات الاميركية، وان عمليات التهريب أصبحت مراقبة دولياً ولا يستطيع الاستمرار فيها، فإنه يمكن أن يبيع الحكومة الجديدة ويهديها  “قانون تشريع القنب” ولو على حسابه، على اساس ان بكون للاستخدامات الطبية، حتى لو أظهر معارضة شكلية كما هو حاصل الان.

ويختم الزغبي ان الدولة كان يمكن أن تستفيد من أرباح تشريع الحشيشة منذ زمن، ولكن “حزب الله” كان يمنع اي اقتراح قانون في السابق، لانه يعتبر ان البقاع منطقته، واهلها يتبعون لدائرته الحزبية والاجتماعية.

السابق
بعد إعلان طلاقها رسمياً.. نوال الزغبي: «لو كنت بدل نانسي عجرم لفعلتُ ذلك»
التالي
تعرّض عيادة علوش للتخريب.. والسبب: عملية «قص معدة»!