خيبة «أمل» من «حزب الله»: بري خط أحمر لا تُجرّبونا!

بري
الانتقادات المستمرة من "حزب الله" للرئيس نبيه بري ولـ"حركة امل" في المجالس الخاصة وللحلفاء، أحبطت بري واصابته بخيبة امل، واغضبته ودفعته الى تنبيه "حزب الله" بضرورة التوقف عن هذه الانتقادات والحملات وإلا سيستعمل الشارع لإحراجه!

بعد الاحداث الاخيرة امام مجلس الجنوب وتعمد “الجناح العسكري” في “حركة امل” في منطقة الجناح و”بيروت الغربية”، نصب “كمين” لمجموعة من ناشطي الحراك في منطقة الجناح، يتردد ان مسؤولين كبار في “حركة امل” ضاقوا ذرعاً بالانتقادات المستمرة التي تطال رئيس مجلس النواب ورئيس الحركة نبيه بري في المجالس البلدية وبعض القرى الجنوبية والمؤسسات التابعة لـ”حزب الله” او المحسوبة عليه، وفق ما تؤكد اوساط حزبية شيعية متابعة.

وفي ظل هذا المناخ، يعيش الشيعة في الجنوب والنبطية والبقاع على غرار كل اللبنانيين، القلق الاقتصادي والمعيشي اليومي ومعظمهم غير مبالين بما يجري من صراعات وتناتش حصص بين “الثنائي الشيعي” ومحازبيه.

قبل ثورة 17 تشرين الاول، كانت القرى الشيعية جنوباً وبقاعاً تعيش “ازمة” بلديات ولا سيما في مجال الاتفاقات بين الحزبين على المداورة في رئاسة المجالس البلدية.

وشهد هذا الملف صراع غير مسبوق بين الطرفين. وانتهى في معظم البلديات إما بخلافات عائلية او تسويات “عشائرية” او بحل البلديات في 4 او 5 قرى جنوبية.

صراع نفوذ وازمة ثقة

هذا الصراع وفق الاوساط، سببه النفوذ “المتعاظم” وإنعدام الثقة وتمادي “رؤوساء البلديات” المحسوبين على “حركة امل” في ملفات المشاعات وتلزيمات مجلس الجنوب وصولاً الى تعويضات إجتماعية وحوافز لمؤسسات تابعة لمحازبي “امل” كالمولدات الخاصة ومحلات توزيع “الانترنت” الى المقاهي في الاملاك العامة، والتي تغطي معظم مخالفاتها في قضاء صور الجهات الأمنية المحسوبة على الرئيس نبيه بري.     

وبعد اكثر من 118 يوماً على حراك  17 تشرين الاول، يعيش التنظيمان اليوم “حرب خفية” سياسياً مسرحها البلديات التابعة للطرفين. حيث تجلى هذا الخلاف عبر حشد مجلس الجنوب ورئيسه كل طاقاتهما لدفع كل البلديات الجنوبية والبقاعية لاصدار بيانات داعمة لبري ولمجلس الجنوب ولـ”ايادي” الخير في المشاريع: من جر مياه الشفة، الى “حيطان” الدعم والشوارع الفرعية والمدارس. كما دعا مجلس الجنوب البلديات المحسوبة عليه وعلى “حركة امل” الى مؤتمر صحافي في مبنى المجلس لتعديد “انجازاته” ودور بري التنموي.

وكل هذا التوتر زاد بعد الاحتحاج امام مجلس الجنوب والتعرض بالضرب والالات الحادة للناشطين والناشطات، وإبداء “حزب الله” انزعاجه مما جرى كونه يفتح الباب على ما لا تحمد عقباه.

يعيش التنظيمان اليوم “حرب خفية” سياسياً مسرحها البلديات التابعة للطرفين حيث تجلى هذا الخلاف عبر حشد مجلس الجنوب ورئيسه كل طاقاتهما لدفع كل البلديات الجنوبية والبقاعية لاصدار بيانات داعمة لبري ولمجلس الجنوب ولـ”ايادي” الخير في المشاريع

ووفق الاوساط نفسها، ما يجري اليوم وفي ظل التراكمات بين الطرفين وخيبة أمل “حركة امل” من اداء الحزب خلال الانتفاضة الشعبية، وخصوصاً ان “حزب الله” يُحمّل صراحة مسؤولية الانتقادات للطائفة في الشيعية الى بري و”حركة امل”. ويتجنب في المقابل انتقاده اعلامياً او علناً، بينما تشهد جلساته “الخاصة” الداخلية والحزبية والشعبية وكذلك مع الحلفاء انتقادات واسعة لبري و”حركة امل” والفساد. والعجز عن محاسبة اياً من المحسوبين عليه كونه “يشطر” الطائفة الشيعية الى نصفين. وإزاء هذا “التصعيد” بين الجانبين، تؤكد الاوساط وفي إطار رسم خطوط “حمر” امام “حزب الله” وجمهوره، وصلت “تهديدات” من بري الى “حزب الله” للتوقف عند هذا الحد كي لا يضطر الى الايعاز لعناصر “امل”، “الغير منضبطين” بالنزول

السابق
القاضية عون تدعي على ربيع الزين ومذكرة توقيف غيابية بحقه!
التالي
شيءٌ ما يحدث في الخفاء