بين «سَحّاب تشرشل» و«نسره العجوز».. محاولة إغتيال لستالين لم تحصل!

مؤتمر يالطا المنعقد في العام 1945

في حادثة تعكس حجم “الحذر” وانعدام الثقة بين “المنتصرين” الثلاثة الكبار في الحرب العالمية الثانية على زعيم النازية المنتحر ادولف هتلر، إشتبهت المخابرات الروسية بعبارة كتبها روزفلت لتشرشل على قصاصة ورق للفت انتباهه ،ان “سحاب بنطلونك مفتوح”. فطمأنه تشرشل بأن “النسر العجوز لن يطير من العش!”.

وإعتبر الجهاز الامني لرئيس الاتحاد السوفياتي ستالين ان هذه محاولة اغتيال لزعيمه العجوز في قصر يالطا حيث كانت تجري محادثات ثلاثية، فقامت الدنيا ولم تقعد بعد بحث وتحر وتقص للجهاز الامني لكن محاولة الاغتيال الموهومة لم تحصل!

مؤتمر يالطا 1945

وكان مؤتمر يالطا الذي إنعقد من 4 الى11 شباط 1945 بمثابة إجتماع لثلاثة من حلفاء الحرب العالمية الثانية  وهم الرئيس الاميركي فرانكلين دي روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، ورئيس الوزراء السوفيتي جوزيف ستالين، حيث إلتقى هذا الثلاثي في فبراير في منتجع مدينة يالطا الواقع في شبه جزيرة القرم، لمناقشة مصير ألمانيا المهزومة في الحرب، وبقية أوروبا بعد الحرب، وشروط دخول الإتحاد السوفيتي إلى الحرب المستمرة في المحيط الهادئ ضد اليابان، وتشكيل وتشغيل الأمم المتحدة الجديدة.

ويروي النص الذي نقله من صفحة روسية وترجمه الدكتور ابراهيم استنبولي وهي عبارة عن وثيقة كشفت عنها المخابرات الروسية بعد 80 عاماً، قصة ما جرى .

ويقول :” بينما كانت المحادثات الثلاثية بين الزعماء ستالين وتشرشل وروزفلت قائمة في يالطا، كتب روزفلت كلاماً على قصاصة ورق صغيرة، وسلّمها إلى تشرشل. قرأ تشرشل ما كتبه روزفلت ثم أحرق الورقة في منفضة سجائر أمامه، بعدها خربش الإجابة وسلمها إلى روزفلت. الذي قرأها ثم رماها أيضاً في المنفضة التي بجانبه. بقيت الورقة سليمة لأن روزفلت لم يكن يدخِّن.

إقرأ أيضاً: تمايز لحتي عن باسيل ..في أول إطلالة خارجية!

حالما غادر الزعماء طاولة المفاوضات، سارع أفراد جهاز الأمن السوفياتي إلى التقاط تلك الأوراق. كان مكتوباً بخط تشرشل: “لن يطير النسر العجوز من العش على أية حال”!

إقرأ أيضاً: روسيا في لبنان.. فاقد الشيء لا يعطيه

بالطبع، فسّر الأمن السوفياتي تلك الكلمات على أنه محاولة لاغتيال شخصية كبيرة وعجوز.. وقدروا أن ستالين هو المقصود.
قاموا بالتحري والتدقيق عن مثل هكذا اقتباس في الكتاب المقدس، وعند شكسبير، وديكنز، وحتى “أليس في بلاد العجائب”. لكنهم لم يعثروا على اي تفسير مقنع. أصبح الأمر أكثر وضوحا. ثمة محاولة اغتيال! النسر العجوز هو ستالين. والعش هو قصر المحادثات في ليفاديا. قاموا بتغيير الحرس. وعززوا المراقبة. وجلبوا كل ما يلزم من عتاد وذخيرة يمكن أن تلزمهم في أية معركة. ومع ذلك ، لم تحدث مفاجآت غير سارة. غادر الزعماء الكبار بهدوء إلى بلدانهم…
بعد سنوات عديدة، صادف أن وجد مترجم سوفييتي نفسه، كان في ذلك الحين في يالطا، بجانب تشرشل فسأله عما كان يقصده بعبارته تلك الغامضة والخطيرة.

فأجاب تشرشل : في حقيقة الأمر. كتب روزفلت لي: “سيد تشرشل، سحاب بنطلونك مفتوح”. فطمأنته بأن “النسر العجوز لن يطيرمن العش!”.

السابق
روسيا في لبنان.. فاقد الشيء لا يعطيه
التالي
سلامة «يُشرّع» تدابير المصارف لمنع ملاحقتها قضائياً!