«المنتفضون» في لبنان يصطدمون مع الجهة الخاطئة

الثورة اللبنانية

يدمي قلب كل لبناني غيور مشهد التصادم الذي حصل أمس الأحد، بين المنتفضين اللبنانيين في انتفاضة 17 تشرين والقوى الأمنية اللبنانية وذلك في تطور ملفت بدأت فيه مشهدية الدماء والتخريب تظهر في الآفاق.

وكان محتجون اصطدموا لليوم الثاني على التوالي مع القوى الأمنية في محيط مجلس النواب، وعمد المتظاهرون إلى رشق قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات النارية لترد القوى الأمنية بقوة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي لتفريقهم.

اقرأ أيضاً: احتجاجات «نوعية» في إستقبال الحكومة اللبنانية الجديدة

وبعد ساعات من المواجهات وبعد تقدم قوة كبيرة من مكافحة الشغب والجيش اللبناني، نجحت القوى الأمنية في تفريق المتظاهرين الذين غادروا محيط البرلمان اللبناني، لتبلغ حصيلة الجرحى خلال يومين فقط بلغت 520 شخصا خلال يومين من المواجهات.

هذه المشاهد تذكرنا بالحرب الأهلية اللبنانية، وقد بدأت تتوارد معلومات من هنا وهناك راجمة التحركات المطلبية بالتدخل الخارجي مرة أخرى الذي كان عند بداية الأزمة أمريكياً ولاحقاً سعودياً وحالياً يتم التداول بالتدخل من قبل المخابرات التركية، في حين يُصرُّ فريق على تحييد الدور السوري والإيراني عن مشهدية ما يجري، والذي يبدو في الأفق أن المواجهات بين الشعب والقوى الأمنية ستتفاقم في الأيام القليلة المقبلة..

ما ينبغي فعله من المنتفضين هو التوجه إلى السياسيين لإزعاجهم وملاحقتهم والضغط باتجاههم لا الضغط باتجاه القوى الأمنية كما يحصل اليوم..

وكيفما كان فإن المراقب المنصف يجد أن المنتفضين يتصادمون مع الجهة الخاطئة، فرموز السلطة الفاسدة لم يرف لهم جفن إزاء مشاهد المواجهات العنيفة غير السلمية التي تلاحم فيها المتظاهرون والقوى الأمنية في وسط بيروت بالأمس، وكأن ما يجري في البلد لا يعني أحداً من رموز السلطة!

نحو منازل السياسيين

 والذي كان ينبغي أن يفعله المنتفضون بالأمس هو المواجهة الحقيقية والفاعلة بوجه السياسيين في بيوتهم ومراكز تواجدهم لأنهم هم الذين أوصلوا البلد إلى ما وصل إليه من التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنقدي والمالي، واستمرار المواجهات بين الشعب والقوى الأمنية لن يغير في المعادلة شيئاً ما دام السياسيون مرتاحون على وضعهم.

اقرأ أيضاً: الحكومة تستفز الحراك.. الى التصعيد درّ!

 فما ينبغي فعله من المنتفضين هو التوجه إلى السياسيين لإزعاجهم وملاحقتهم والضغط باتجاههم لا الضغط باتجاه القوى الأمنية كما يحصل اليوم..

فهل سيفيق القيمون على الحراك الشعبي قبل أن تذهب جهودهم سدى؟ وهل ستقوم الانتفاضة الشعبية بالتوجه إلى مراكز القرار الحقيقية لملاحقة السياسيين في عقر دارهم بدل من إجهاد الجيش وقوى الأمن المولجة الحفاظ على سلامة الوطن والمواطن؟

السابق
طارق المجذوب وزيراً جديداً للتربية قبل أشهر على الإمتحانات الرسمية.. فمن هو؟
التالي
تحضيرات لتظاهرات حاشدة.. والجيش يمنع عشرات الباصات المتوجهة الى المجلس متابعة طريقها!