ناصر فرّان لـ«جنوبية»: الحراك نجح في تعطيل أدوات التخويف السلطوية والمذهبية

الحراك الشعبي
يُعرف الدكتور ناصر فرّان كفاعلية مدنية وثقافية ناشطة من مدينة صور ، برز بقوة في الحراك الجنوبي وفي مدينته ، ارتبط إسمه بمنتدى صور الثقافي، الذي ناضل في محاولات كسر "التابو" السياسي في منطقة مفتوحة على بحر الحضارات العريقة.

بالتزامن مع دخول الحراك شهره الرابع، إلتقت “جنوبية” فران، وإستطلعت مع ميدانياً ما الذي غيّره هذا الحراك على أرض الواقع في الجنوب، فرأى فرّان أن “حراك صور هو جزء كبير من حراك لبنان، والقوى المشاركة فيه معروفة كمنتدى صور الثقافي، والحزب الشيوعي اللبناني، ومنظمة العمل الشيوعي، وإتحاد الشباب الديموقراطي، إلى جانب جمعيات كثيرة، إضافة إلى شخصيات مستقلة”. 

حراك صور

أما أهم ما قام به حراك صور فهو بحسب فران، “كسر حاجز الخوف، إذ للمرة الأولى تحصل مظاهرات في صور تطالب باسقاط السلطة بكل مكوناتها وتحكي عن الفساد والهدر. وأضاف: “نحن كمنتدى نقيم النشاطات والندوات وورش العمل واللقاءات منذ ربع قرن تقريبا نحكي خلالها عن فساد السلطة، غير أن  المستقلين والذين لم يحركوا ساكنا سابقا نزلوا اليوم للمرة الأولى، إلى جانب ذلك استطعنا تنظيم حراك صور حيث لم نسمح لقوى السلطة أن “تركب” الموجة. وشعارنا منذ انطلاقتنا (كلنّ يعني كلنّ)، وأن كل من شارك في السلطة منذ الثمانينيات شريك في الفساد وفي خراب البلد”.

اقرأ أيضاً: حزب الله «المصلح والبريء».. يختبىء وراء «حركة أمل» لضرب الحراك في صور!

نقطة أمل

وردّاً على سؤال حول كيفية تحول حراك صور كنقطة أمل في نفق ضغط الثنائية الشيعية، يؤكد فرّان أنه “إلى الآن لا قيادة للحراك وهذا لا يعني أنه حراك فوضويّ، فكل واحد منّا هو قيادي ومسؤول ومبادر، وليس بحاجة لمسؤول أعلى منه، فأيّ مواطن من منطقة صور قادر أن يتواصل مع الجميع. ويوميا لدينا نشاطات في خيمة دوّار العلم، وندعو إليها ناشطين يعرفون  بتاريخهم الوطني، وكل من كان ضد السلطة طيلة السنوات الماضية يمكنه أن يدعو من يشاء، وأن يبادر، وأن يقدّم الافكار. فكل حزب، وكل جمعية، كل شخص هو مشارك وفاعل بالحراك”. 

كل واحد منّا هو قيادي ومسؤول ومبادر، وليس بحاجة لمسؤول أعلى منه

عبد الناصر فران

وعن دور أبناء  مدينة صور من المشارب السياسية والدينية المختلفة في الحراك، أكد فران أن “أهالي صور إلى أي طائفة أو مذهب إنتموا، كلهم من الرأيّ نفسه، لكن مشكلة الحراك أن الأهالي لم ينزلوا حتى الآن بشكل تام، لأسباب نتفهمها”. ولفت الى أن “أكبر مظاهرة قمنا بها شارك بها ما بين 1000 إلى 2000 شخص، بالمقابل يقول لنا عشرة إلى 15 شخص إنه لم يعد يستطيع التحمّل، فالوضع “تعبان” لكن الناس لا تزال اتكاليّة، وتتحمس لمن يطالب بحقوقها. لكنها تخاف النزول إلى الساحات، وتتقوقع”. 

الخوف من المشاركة

وكشف عن خوف البعض من المشاركة بالحراك، بالقول “بصراحة تجد الكثيرين الذين يقولون لنا نحن مع الحراك ومع الثورة، لكن كل واحد يصف السلطة الفاسدة أنها لدى الآخرين وليس لدى زعيمه هو. فالزعيم الآخر هو الفاسد. هذه هي الكارثة عندنا في لبنان. فاذا قمنا باستطلاع للبنانيين: هل تعتبر أن هناك فساد في السلطة؟ يقول لنا بكل تأكيد100%، ولا شخص سيقول لا. لكن عندما نذهب إلى تحديد المسؤولية، الشيعي يعتبر المشكلة عند سمير جعجع وعند سعد الحريري، ووليد جنبلاط الذي يعتبرها عند حزب الله وحركة أمل، وعند ميشال عون أو سمير جعجع. وهنا المشكلة في البلد. الكل يعترف بالفساد وبالمشكلة، لكن كل طرف يرمي التهمة على الطرف الآخر”. 

الفساد و”الترويكا”

وبرأيه أن “الكل في مواجهة الفساد، وكما كنا منذ العام 1992 نسمع الناس تتحدث عن الفساد و”الترويكا” و”الدويكا”، وعن الهيمنة. لكن بعد 4 سنوات توّجه أصواتها في صناديق الاقتراع  للسلطة نفسها، وهكذا بقينا 29 سنة نسمع الناس تشكو وتصيح. لكن يوم الإقتراع تذهب الغريزة إلى انتاج السلطة نفسها. لأن هذه السلطة تخوّف المذاهب من بعضها البعض لتستمر بسلطتها ولتظلّ محافظة على حاجز الخوف”.

الكثيرين الذين يقولون لنا نحن مع الحراك ومع الثورة، لكن كل واحد يصف السلطة الفاسدة أنها لدى الآخرين وليس لدى زعيمه هو

اقرأ أيضاً: «الحراك الجنوبي» يصدّع «الثنائية المتسلطة».. صور نموذجاً

ويختم حديثه متفائلاً “لكن من حسنات الانتفاضة أن حاجز الخوف تم كسره، واعطى ثماره عبر تعريف أبناء الساحات على بعضهم البعض، وتعرّف إبن صور على إبن طرابلس وإبن جبيل، وهذا ما سيمد الجسور بين الجزر والواحات الديموقراطية والجزر العلمانية اللاطائفية. فهم بفسادهم بنوا لنا جسور التواصل ضد الهيمنة، ومن المؤكد أن هذه الساحات ستعطي مردودها بالمستقبل”.

السابق
نائب جديد لقائد فيلق القدس.. من هو؟
التالي
دولة جديدة تصنف حزب الله «منظمة إرهابية».. من هي؟