..وترجل «الرفيق الشيوعي التاريخي»

نعيم حسين

تدخل إلى مملكته التي يديرها مع أبنائه في المدينة الصناعية في منطقة البص قضاء صور فيستقبلك بإبتسامته المحبة. وقبل ان تجلس، يبادرك الحديث الذي يختلط فيه السياسي بالأحداث التاريخية بذكريات الماضي. يتجول وسط أولاده حاملا إحدى قطعه الحديدية الغريبة الشكل في محاولة لإصلاح شيئاً ما، ويبحث وسط أكوام من الخردة والقطع الحديدية عن غرض ما، لا أعرف كيف يتمكن من أن يجده. شغله وبحثه وابتكاراته المتواصلة لا تمنعاه عن الاسترسال في الكلام.

أبو جميل، هو واحد من حراس الفكر والأخلاق الشيوعية وأحد أسرار صمود الحزب الشيوعي رغم كل المعضلات والأزمات

اقرأ أيضاً: كريم مروة.. «العلامة الفارقة» في الفكر الشيعي – الشيوعي

لا أعرف كيف يتمكن من تجميع افكاره وسط البحث والعمل في ظل ضجيج المطارق واعمال الجلخ والقص ولحام قضبان، الحديد. التي يقوم بها ابناؤه. تجذبك حماسته وتفاؤله ونكرانه لذاته وتركيزه على الشأن العام رغم كل مرارات الأوضاع. اعتقد ان ما أنهى حياته لم يكن تقدمه بالعمر، إنما بسبب عدم تمكنه من الاستمرار بالبوح بآرائه وافكاره بعدما ضرب المرض حنجرته. 

الرفيق الشيوعي

“الرفيق الشيوعي التاريخي” نعيم الشيخ حسين، أبو جميل، هو واحد من حراس الفكر والأخلاق الشيوعية وأحد أسرار صمود الحزب الشيوعي رغم كل المعضلات والازمات التي عصفت وتعصف به. لقد تحمل كما كثيرون امثاله الظلم والقمع والقهر ولم يركع، وأورث أولاده هذه الأفكار والمبادئ. للفقيد الرفيق أبو جميل الرحمة ولعائلته وقريته الوطنية عيترون ولحزبه الشيوعي واصدقائه العزاء.

السابق
السرقات تطال المال والأدوية المخدرة.. صيدليات الشويفات وخلدة وعرمون تنتفض!
التالي
بالصور والفيديو: 15 باصاً إنطلقت من طرابلس.. الى مجلس النواب در!