أين صار تفاهم عون – نصرالله؟

مستجدات تأليف الحكومة الجديدة أظهرت أن هناك تطورات تتجاوز هذا الملف. وكان السؤال الذي طرحته اوساط وزارية في حكومة تصريف الاعمال هو: ماذا  يجري بين قصر بعبدا وحارة حريك؟

في معلومات لـ”النهار” ان المفاوضات الدائرة على صعيد التأليف تقف عند حاجز “الثلث المعطّل” الذي يريده فريق رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحرّ” من حصتيّهما، سواء أكان عدد أعضاء الحكومة المقبلة 18 وزيرا، كما أصرّ على ذلك الرئيس المكلّف حسان دياب، أم أكثر من ذلك، كما تطالب أطراف عدة في الاكثرية التي سمّت دياب رئيسا مكلّفا.وبدا وفق هذه المعطيات أن “حزب الله” هو من يقف هذه المرّة معارضا لهذا الثلث، خلافاً لما عمل عليه منذ إتفاق الدوحة عام 2008.

اقرأ أيضاً: حكومة الجبنة وثورة الجياع!

ما هي الاسباب التي جعلت الحليفيّن عون و”حزب الله” يفترقان، وللمرة الاولى منذ تفاهم مار مخايل الشهير عام 2006، على رغم محاولات الجانبيّن إظهار ان العلاقات بينهما هي على ما يرام؟

تجيب الاوساط الوزارية على هذا السؤال بالقول ان ظروفا غير مسبوقة يمرّ بها التفاهم يضعه على مفترق طرق بالغ الدقة.فمن ناحية فريق عون ،يعتبر حصوله على الثلث المعطّل مسألة “حياة أو موت” بالنسبة لمستقبله السياسي الذي يرتبط بضمان وصول رئيس التيار الوزير جبران باسيل الى سدة الرئاسة الاولى. أما من ناحية “حزب الله”، فيعتبر أن المواجهة التي تخوضها الجمهورية الاسلامية مع الولايات المتحدة الاميركية تضعه في موقع حذر من من تبدّل الحسابات عند الحلفاء والخصوم على حد سواء، بمن فيهم عون نفسه.

من ناحية “التيار الوطتي الحر”، يمثل حصوله على الثلث المعطّل ، بوليصة تأمين لبقائه في موقع السيطرة على مقاليد الحكم. فهم ضامن لهذه السيطرة في حالات عدة واهمها حصول طارئ يؤدي الى فراغ في سدة الرئاسة الاولى، ما يحتم ادارة البلاد عبر مجلس الوزراء، كما حصل أبان حكومة الرئيس تمام سلام منذ العام 2014 ولغاية عام 2016 خلال فترة الفراغ الرئاسي.

أما ناحية “حزب الله”، فهو ليس غائبا عن السمع فيما يتعلق بالضغوط الاميركية على الداخل اللبناني. ومن هذه الضغوط ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل عندما زار لبنان قبل أسابيع وألتقى مطوّلا باسيل قال للاخير: “لقد وصلت (أي باسيل) الى الخط الاحمر في علاقاتك بحزب الله وعليك التفكير بما يتوجب عليك عمله”.

مراقبون يتابعون تطوّر احوال الحزب حالياً يقولون ان ضائقته الناجمة عن شح الموارد التي كان يتمتع بها، جعلته غير قادر على توفير مساعدات لحلفائه. وتحدث هؤلاء عن دعم يصل الى نصف مليون دولار شهريا كان يسدده الحزب لحليف بارز لكنه توقف عن الدفع بسبب هذه الضائقة.

بعد 14 عاماً على تفاهم مار مخايل، يجوز السؤال أين صار؟

السابق
إيران من الأزمات إلى «أزمة نظام»‏‎ ‎
التالي
«هجوم قضائي مضاد» لنانسي عجرم.. الإدعاء على مهددينها السورييَن زكور وبشار!