آخر رحلة لـ«سليماني».. تحقيق يبحث عن الجواسيس في مطاري دمشق وبغداد

سليماني

مر أسبوع على اغتيال قاسم سليماني، في حدث هز المنطقة وكاد يشعل حرباً لا تعرق نتائجها، إلا أن السؤال الأبرز الذي يدور في فلك المحور الإيراني: من ساعد في تدبير الاغتيال.

تقارير صحفية عدة بحثت في تفاصيل الحادث كان أبرزها تقرير وكالة رويترز التي تابعت سير التحقيقات في عاصمتي الحدث “بغداد ودمشق” خاصة أن سليماني تجنَّب استخدام طائرته الخاصة أثناء سفره إلى العراق، بسبب مخاوف متزايدة على أمنه الشخصي.

إقرأ أيضاً: توماس فريدمان: قاسم سليماني.. ملك الحسابات الخاطئة!

مع أن سليماني لم يدرج اسمه في سجلات الركاب بحسب موظف في شركة الطيران السورية، وكان وصوله الى مطار دمشق في سيارة بزجاج داكن “فيميه”، برفقة أربعة جنود من الحرس الثوري الإيراني.

لتدخل السيارة إلى باحة المطار في سياق مخالف لهيكلية الدخول في مطار دمشق، حيث تركن السيارات في الخارج ويدخل المسافر عبر الباب الرئيسي، إلا أن سيارة قاسم سليماني توقفت بالقرب من درج يقود إلى طائرة “إيرباص إيه320” تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران متجهة إلى بغداد.

في مطار بغداد كان أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية في استقباله قبل دقائق من العملية التي أسفرت عن مقتليهما معاً.

اجنحة الشام
استقل سليماني طائرة “أجنحة الشام” ليلة الاغتيال

بدء التحقيقات باكراً

بدأ التحقيق العراقي في الضربات التي قتلت الرجلين في الثالث كانون الثاني بعد دقائق من الضربة الأمريكية، في حين أغلق أفراد من جهاز الأمن الوطني المطار، ومنعوا عشرات من موظفي الأمن من المغادرة، وضمن ذلك أفراد الشرطة وموظفو الجوازات ورجال المخابرات.

إقرأ أيضاً: مات قاسم سليماني… شيِّعوا الخمينية

لكن بعد الحادث بدأت التحقيقات تأخذ منحاً مختلفاً تركّز على احتمالية وجود جواسيس تعقبوا سليماني، حيث ركزت التحقيقات على كيفية تعاون أشخاص يشتبه في أنهم مخبرون داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكي لمساعدته على تتبُّع وتحديد موقع سليماني.

المشتبه بهم

يقود التحقيق فالح الفياض، وهو مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، الجهة التي تنسق مع فصائل عراقية معظمها شيعية، والتي يحظى عدد كبير منها بدعم إيران ولها علاقات وثيقة بسليماني.

مصادر أمنية أفادت رويترز أن لدى محققي جهاز الأمن الوطني “مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد في تسريب تفاصيل أمنية بالغة الأهمية” للولايات المتحدة عن وصول سليماني.

المصادر قالت إن المشتبه فيهم بينهم موظفان أمنيان بمطار بغداد وموظفان في شركة “أجنحة الشام، وأضافت أن محققي جهاز الأمن الوطني يعتقدون أن المشتبه فيهم الأربعة، الذين لم يُعتقلوا، عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأمريكي بالمعلومات.

سيارة تحترق بالقرب من مطار بغداد يرجح أنها لموكب سليماني

مسار التحقيق

وفي حين يخضع موظفو شركة أجنحة الشام لتحقيق تجريه المخابرات السورية، ولم ترد إدارة المخابرات العامة السورية حول أي تعليق بخصوص التحقيقات، بينما يتولى أفراداً بجهاز الأمن الوطني في بغداد عملية التحقيق بشأن عاملي الأمن بالمطار، وهما تابعان لمديرية حماية المنشآت العراقية.

ليتبين أن المعلومة الأولى جاءت من مطار دمشق، في حين كانت وظيفة خلية مطار بغداد هي تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه بحسب “رويترز”.

إقرأ أيضاً: قاسم سليماني.. نجا من المحاولة الأولى ومات في الثانية!

كما لم يرد المكتب الإعلامي لجهاز المخابرات الوطني على طلبات صحفية للتعليق، حاله حال مكتب العراق في الأمم المتحدة، في المقابل ترفض وزارة الدفاع اﻷمريكية الرد على تساؤلات حول “جواسيس عملية مقتل قاسم”.

تفاصيل بارزة

وتشير التحقيقات الأولى إلى أن طائرة سليماني هبطت بمطار بغداد في الساعة 12.30 تقريباً بعد منتصف ليل الثالث من كانون الثاني، حسبما أفاد اثنان من مسؤولي المطار استعانا بصور التقطتها الكاميرات الأمنية. وخرج الجنرال وحُراسه من الطائرة مباشرة إلى أرض المطار دون المرور بالجمارك. واستقبله “المهندس” خارج الطائرة، حيث استقل الاثنان سيارة مدرعة كانت في انتظارهما. وقال مسؤولا المطار إن الجنود الذين يحرسون الجنرال استقلوا سيارة كبيرة أخرى مدرعة.

اتجهت السيارتان تحت أنظار أفراد الأمن بالمطار إلى الطريق الرئيسي الذي يقود إلى الخارج. وأصاب أول صاروخ أمريكي سيارة سليماني و “المهندس” في الساعة 12:55 صباحاً، لتقصف سيارة الحرس الثوري بعدها بثواني.

أما المحققون فقد فحصوا خلال الساعات التالية للهجوم، جميع المكالمات والرسائل النصية التي تلقاها موظفو نوبة العمل المسائية بالمطار، بحثاً عنن أبلغ الولايات المتحدة بتحركات سليماني.

أثار الاغتيال موجة غضب عارمة في دول “نفوذ” سليماني

أفراداً من جهاز الأمن الوطني استجوبوا موظفي أمن المطار وشركة أجنحة الشام، على مدى ساعات، وقال أحد الموظفين الأمنيين إنه خضع للاستجواب 24 ساعة قبل إطلاق سراحه.

فقد استجوبوه بدقة على مدى ساعات بشأن كل من كلَّمهم أو تبادل معهم الرسائل النصية قبل هبوط طائرة سليماني، وضمن ذلك أي “طلبات غريبة” مرتبطة برحلة دمشق، وصادروا هاتفه المحمول. وأضاف: “سألوني مليون سؤال”.

هل تسعف كل هذه التحقيقات في الوصول إلى الخلية التي ساهمت في تنفيذ العملية، وماذا إذا كان مطاري دمشق وبغداد التي تفتخر طهران بهيمنتها عليهما مخترَقان حتى الصميم لدرجة اغتيال أبرز جنرال تنقل بينهما لسنوات.. قاسم سليماني.

السابق
الدولار في سعر قياسي جديد.. هل يُنهي «نهاره» بـ2500 ليرة؟
التالي
«يوم الغضب» متواصل من طرابلس الى بعلبك.. لا لسلطة المال الفاسد!