«داعش» إلى الواجهة.. من المحرّك؟!

داعش
ظهور مباغت، رعاة غنم يقتلون في قلب الصحراء، وجيش النظام السوري يصل متأخراً كعادته.. والفاعل هو "داعش"!

لم يعد مفاجأة أن تسمع عن عملية نفذها تنظيم الدولة الإسلامية مجدداً، ولن يكون من المستغرب أن يعاد تصدير “داعش” إلى الواجهة بين الأطراف الدولية والإقليمية المتنازعة في سوريا والعراق.

هنا “التحالف الدولي” الذي جاء لمحاربة التنظيم الأخطر في المنطقة يعلن عن إيقاف عملياته ضد التنظيم، ليهاجم التنظيم في اليوم ذاته موقعين في سوريا والعراق ويقتل 19 راعياً سورياً في جنوب مدينة الرقة التي عانت ماعانت من اضطهاد داعش وضربات التحالف الدولي واستبداد نظام الأسد وقطعان ميليشياته.

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع التوتر الحاد بين أمريكا وإيران بعد عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني يوم الجمعة، ومع أن التحالف يهدف من وقف عملياته ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، إلى التركيز على حماية قواته وقواعده في المنطقة، إلا أن متحدث باسم التحالف قال أن من الممكن مع ذلك تنفيذ بعض العلميات “دفاعاً عن النفس ضد المتشددين”.

وكان المسؤول في المخابرات الكردية لاهور طالباني قد تحدث مؤخراً عن نشاط التنظيم المتطرف في جبال حمرين يختبؤون في كهوف تحت الأرض ما يحول دون تمكن الجيش العراقي من الوصول إليهم، ويستغلون التوقيت المناسب للظهور مجدداً، مع معلومات ذكرها عن عبور 100 عنصر من داعش قادم من سوريا باتجاه العراق، معتبراً أن ظروف المنطقة مناسبة لإعادة تشكل التنظيم عبر قوله: “إذا استمر الوضع كما هو، في عام 2020 سوف يعيدون تنظيم أنفسهم أكثر، ويكونون أكثر قوة وتنفيذ المزيد من الهجمات”.

إقرأ أيضاً: سوريا 2019: استعصاء الحلّ وهزيمة داعش وإحباط من تركيا

روسيا دخلت على خط التحذيرات وهي اللاعب الأشرس في سوريا من حيث التوغل والتوسع، حيث كتب المحلل السياسي ألكسندر نازاروف أن ليس بإمكان الولايات المتحدة استعادة نفوذها في المنطقة عبر السكان المحليين، حيث يرى أن محاولات واشنطن لإنشاء تشكيلات عسكرية من الفارين أو “الخونة” من السكان العرب على حد وصفه لم تنجح، حيث كانت أفراد تلك التشكيلات تهرب بمجرد تلقيها الأموال، ولم تتمكن من القيام بأي عمليات عسكرية، ناهيك عن الانتصار في تلك العمليات.

وكما هي لن تعاود الاعتماد على الأكراد مجدداً، يسأل: هل ستغادر الولايات المتحدة المنطقة وتسمح بتوطيد دعائم الدولة، وتعزيز الاستقرار في سوريا والعراق كبلدين صديقين في نظامهما لإيران، يتبنيان موقفا معاديا للولايات المتحدة، أم تزعزع استقرارهما بمساعدة القوة الوحيدة القادرة على ذلك “داعش”؟ وذلك وفق تساؤل المحلل الروسي.

إذاً، يستعيد “داعش” صدارة الأخبار ليس بالخوف من عودة تشكل التنظيم بل بأخبار عودة ظهوره فعلاً في جيوب تركت عمداً أو عن غير قصد ما قد ينبؤ بانفجار جديد في المنطقة وحرب بالوكالة أبرز أدواتها على الأرض “تنظيم الدولة”.

السابق
مجلس التعاون الخليجي يعلق على مقتل سليماني
التالي
سليماني ومقتل الخطوط الحمر