هكذا برر جعجع ترك الحريري ينام على «حرير» تسميته!

سمير جعجع

أثار خبر رفض نواب “تكتل الجمهورية القوية” فجراً، تسمية الرئيس المستقيل سعد الحريري رئيساً للحكومة الجديدة، بلبلة واسعة، وصدمة لدى تيار المستقبل والرئيس المستقيل سعد الحريري، بعدما كان الحريري قد نام على “حرير” تسمية القوّات له خاصةً وأن القوات هي الحليف الإستراتيجي للمستقبل منذ عام 2005 .

لتُرحل الإستشارات الى نهار الخميس بطلب من الحريري في ظل غياب الميثاقية مع رفض القوات والتيار الوطني الحر تسميته رئيساً للحكومة العتيدة.

وفي هذا السياق، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث للـ lbc: “نحن بمرحلة إستثنائية جدًا لذلك نجري حسابات إستثنائية، وأريد ان أذكّر أنه بالحكومة الماضية لم تأخذ معنا 5 دقائق لتسمية الرئيس سعد الحريري إلا أن هناك عنصرين طارئان إستثنائيان اليوم، الحراك بالشارع والطريقة التي تمت بها إدارة الدولة مؤخرًا لذلك الحسابات كانت استثنائيّة”.

إقرأ أيضاً: سجال على خط «بعبدا – بيت الوسط».. «لا نحتاج الى دروس من أحد»

وتابع:” لم يطرح موضوع تسمية الحريري بشكل جدي إلا بالـ24 ساعة الماضية، ونحن نطالب بحكومة أخصائيين مستقلين وعندما طرح أن يتم ترؤسها من قبل الرئيس الحريري قمنا بالحسابات واجتماع التكتل استمر لـ٥ ساعات في ظل التحركات الشعبية ببيروت وتكليف الحريري هذه المرة ثمنه غال جدا إلا أن المتوقع منه كان مبهماً”.

أضاف:” ليس صحيحاً أننا طلبنا تعهداً خطياً منه إلا أننا ركّزنا على موضوع تأليف حكومة من أخصائيين مستقلين، ولكن إن تم تكليف الرئيس الحريري فهو يريد توقيع الرئيس ميشال عون من أجل تأليف الحكومة والذي يقولها علناً أنه لا يريد حكومة أخصائيين مستقلين لذلك فضلنا أن ندفع الثمن الغالي عندما تكون الأمور قد أصبحت واقعيّة مع تشكيل الحكومة”.

وقال جعجع:” بعدما انتهيت من اجتماعي مع الوزير غطاس خوري سألتني إحدى الصحافيات كيف يمكن أن يطرح اسم الرئيس الحريري في ظل رفض الشارع وأجبتها كما يطرح بقاء الرئيس عون والرئيس نبيه بري، إلا أنه لم يكن لدينا موقفاً نهائياً من المسألة ماذا وإلا لكنا أبلغناه للوزير خوري فوراً”.

وردًا على سؤال، قال:” الموقف الدولي طبيعي، والإتصالات جميعها داخليّة شعبيّة وليس هناك في الخارج من يقول لا يمكن للبلد أن يصطلح أمره من دون حكومة برئاسة الحريري كما أن ليس هناك من يقول العكس أيضاً، وانا بتقديري المسؤولين في البلاد لا يعون ما هو حاصل في البلاد لا من ناحية التحركات الشعبيّة أو التدهور الإقتصادي لهذا السبب نرى المماطلة على قاعدة ماذا يربح هذا وماذا يربح ذاك كان فينا ألا نخسر الشهرين الذين خسرناهما”.

وأكد أنه لا يوجد أي اتصالات الآن، مضيفًا:” علينا انتظار إلى أين سيذهب البلد وبعض المسؤولين غير مدركين لما يحصل اقتصادياً ومالياً ويراوغون وكأن اللعبة “من يكسب أكثر” إلا القوات، فهي منذ اللحظة الأولى قرأت الوضع بشكل صحيح وتقدمت باستقالتها من الحكومة”.

أضاف:”يجب استعادة الثقة من أجل التغيير، وادعو المسؤولين المعنيين لقراءة متأنية من أجل الاتيان بحكومة انقاذ لا تجمل أي وجه من الوجوه القديمة، فالوضع في لبنان تخطى العلاقات بين الافرقاء السياسيين وبيت القصيد هو الحراك الشعبي والحل واحد وهو حكومة فاعلة لا علاقة لها بالمكونات السياسية”.

وردًا على سؤال حول العلاقة مع تيار المستقبل، قال جعجع: “نمر في “طلعات ونزلات” بالعلاقة من “المستقبل” إلا أننا متفقون دائماً على الأمور الإستراتيجيّة بغض النظر أيضاً عن الخلاف على طريقة إدارة الأوضاع في الداخل إلا أن ليس هناك من تصوّر واضح للخروج من الأزمة”.

وردًا على سؤال، قال:” الوزير جبران باسيل “نُقل” إلى المعارضة ولم ينتقل هو، باعتبار أنه استمر حتى اللحظة الأخيرة بمحاولة دخول الحكومة إلا أن إصرار الرئيس الحريري على عكس ذلك نقله إلى المعارضة”.

وتابع:” لولا الحراك كنا لا نزال لغاية الآن في الحكومة الماضية، لكننا قمنا في حراك كقوات وقلنا من قصر بعبدا اننا بحاجة لحكومة تكنوقراط، ونحن اليوم لدينا 15 نائبا بتمثيل شعبي كامل إلى ان حصلت التحركات الشعبية التي لها الامل الوصول إلى مكان أفضل، وعندما قررنا الخروج من الحكومة والمرحلة الماضية انتهت والتسوية سقطت حتى الحريري لم يعد مقبولاً لدى الناس”.

وأكد جعجع أنه لا يجوز تصنيف الأحزاب جميعها بخانة واحدة، مضيفًا:” لي الشرف أنني شاركت في الحرب اللبنانية لأن لولا مشاركة القوات لما كان هناك جمهورية لبنانية ولا احد يعطينا دوراً بل نحن من نأخذ دورنا، وعدم المشاركة في الحرب آنذاك هو خيانة وعلى الحراك الحكم على الأحزاب من خلال ممارستها للعمل السياسي”.

وشدد على أن الشموليّة في الحكم خطيرة جداً ولا يمكن ومن غير الجيّد أن يذهب “الصالح بعزا الطالح”، ليروا كيف كان أداء وزراء القوّات في الحكومات السابقة قبل الحكم.

واشار الى ان المطروح هو حكومة أخصائيين مستقلين، مضيفًا:”اصر على كلمة مستقلين والمقصود هو ان يكونوا من الأشخاص المعروفين في المجتمع لتحقيق النجاح المطلوب”.

ولفت الى ان على أي مرشح لرئاسة الحكومة التشاور مع الحريري، لذلك لم تسمي القوات احد لأنها تحترم المعادلات القائمة، معتبرًا ان وصفة الحكومة التكنوسياسية فاشلة ولن توصل إلى أي مكان، مضيفًا:” الفراغ يعطينا امل اكثر من الحكومة المطعمة بوجوه سياسية”.

وردا على سؤال حول أداء القوى الامنية في خلال التظاهرات، اعتبر جعجع ان القوى الأمنية تصرفت بشكل مثالي باستثناء ما حصل في جل الديب، مضيفًا: “ما حصل يوم امس في وسط بيروت لا اريد ان احكم عليه او اعطي رأياً من خلاله لآداء القوى الأمنية”.

وتعليقًا على كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول لبنان، قال: “ليست لدي ذات المخاوف التي تحدث عنها والحل يجب أن يكون اليوم قبل الغد”.

وتابع:” الحل في لبنان معروف، وأخشى الوصول إلى الشغب الاجتماعي نتيجة التدهور المعيشي لكنني لا أرى أموراً اكبر من ذلك، وعلينا المحافظة على الجيش والقوى الأمنية واذا ارتكبت الاخطار فلندل عليها”۔

وأضاف:” نحن بدأنا بالحراك في مجلس الوزراء والحريري شاهد على ذلك، ولم نصوّت على الموازنة لذلك نحن حراك بحد ذاته انطلاقاً من آداءنا الحكومي والنيابي”.

وتعليقًا على تحميل مسؤولية قطع الطرقات لحزب القوات، سأل:” لماذا لا يحملونا مسؤولية قطع الطرقات في البالما وكفرمان؟”، مضيفًا:” هناك افراد ومواطنين يشاركون في الثورة لكننا لم نصدر أي تعليمات بقطع الطرقات، وأحيّي القواتيين الذين شاركوا في التحركات وفقاً لسقف الحراك”.

وتابع:” يمكن لقوى الأمنية فتح الطريق لكن ليس بهذه الطريقة “ما بدها هلقد” في جل الديب”.

واشار الى انه لم يرى احدا من السياسيين استطاع قراءة الحراك بشكل جدي او فهم ما حصل على الارض، مضيفًا:” من بعد رفض كامل من الحريري اضطر باسيل البقاء خارجاً”.

أضاف:” قبل المساعدات الدولية نريد حكومة وفي تقديري ان الإسراع في تشكيل حكومة ينقذنا ولبنان من الازمة، وما يحصل اليوم لا علاقة له بالطائف فأفضل نظام يشرف عليه أسوأ مسؤولين يؤدي إلى الفشل”.

السابق
ربيع الزين الى الحرية؟
التالي
في الجنوب.. إستدعاء إبن الـ19 عاماً بسبب أغنية «مسيئة» لعون!