ماذا طلب «حزب الله» من باسيل؟

جبران باسيل

الخطوة التي أقدم عليها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالاعلان عن عدم مشاركة تياره في الحكومة المقبلة، لم تكن لتحصل لولا حصول خطوة من الحليف الاستراتيجي للتيار أي “حزب الله”. وبدا من الاتصالات التي قام بها الوزير باسيل، والتي سبقت مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه موقف التيار، إنها هدفت الى الحصول على رد حاسم من الثنائي الشيعي، وعلى الاخص من “حزب الله”، كي يبني رئيس التيار على الشيء مقتضاه. وكان السؤال المركزي الذي حمله باسيل الى الرئيس نبيه بري والى الحزب هو: “هل توافقون على تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري لا أشارك فيها؟ وجاء الجواب من الجانبيّن بما دفع باسيل الى التسليم بخروجه من الحكومة الجديدة.

اقرأ أيضاً: ما الغايات المضمرة من إعلان باسيل انكفاءه؟

بلا ريب ان خصوصية العلاقات التي تجمع التيار بالحزب تؤكد بشكل قاطع ان الاخير وصل الى قناعة بأن هناك مرحلة جديدة في لبنان لا يمكن التعامل معها بالوسائل التي حكمت هذه العلاقات منذ عام 2005، عندما عاد الجنرال ميشال عون من منفاه الباريسي. وهناك الكثير الذي كتب حول الترتيبات التي ادت الى عودة مؤسس التيار الى لبنان.لكن ما هو مهم هو الالتزام الصارم الذي مارسه “حزب الله” بالتفاهم المبرم مع التيار في شباط 2006، المشهور بتفاهم مار مخايل. وبفضل هذا الالتزام وصل عون الى سدة الرئاسة الاولى عام 2016.

في موازاة هذه الرحلة الطويلة من العلاقات بين الجانبيّن، أدرك الحزب ولا يزال ان الرئيس سعد الحريري، هو شريك موثوق لا يمكن التفريط به بسهولة. فبفضل هذه الشراكة، وليس بفضل الحزب وحده ،وصل الجنرال الى قصر بعبدا. كما ان المرحلة المعقدة التي شهدت مساكنة الحريري والحزب في حكومة عهد عون الاولى، عرفت محنة لا سابق لها مرّ بها رئيس الحكومة وذلك عندما توترت علاقاته مع الدولة العربية الاولى التي يستمد منها قوته، أي المملكة العربية السعودية.

لا يخفي المتابعون للعلاقات بين الحريري و”حزب الله” ان احدا منهما ليس بإمكانه الادعاء بأنه يتمتع بالارجحية في أفضال هذه العلاقات. وظهر ذلك جليا طوال مرحلة إستقالة الحكومة منذ 29 تشرين الاول الماضي. فعلى مدى أسابيع بدا الحزب، ومثله القطب الثاني في الثنائي الشيعي الرئيس بري،ظل الحزب متمسكا بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة على رغم ممانعة الرئيس عون. لكنه آثر إعطاء فريق الرئاسة الاولى الوقت الكافي لكيّ يأتوا ببديل عن الحريري، فحاولوا لكنهم لم يوفقوا.

ماذا يعني ان تذهب الامور في إتجاه تشكيل حكومة يستطيع الحريري تقديمها الى اللبنانيين بثقة تعيد الحياة الطبيعية الى البلاد المضطربة منذ 17 تشرين الاول الماضي. في تقدير هؤلاء المتابعين ان “حزب الله” أكد لباسيل ان الحل الذي يقتضي عدم توزيره لن يكون نهاية العالم.    

السابق
«إعلاميون من أجل الحرية» يرفعون الصوت: نستنكر استهدافنا ولتتحمل السلطة مسؤولية سلامتنا!
التالي
بين التكليف والتأليف.. ما هي آخر التطورات الحكومية؟