حرب الـM4 في سوريا.. أحدث فصول التهجير

الطريق الدولي
للحرب أشكال متعددة، حتى التهجير في سوريا بات خاضعاً لاعتبارات جغرافية تقوّض آمال النازحين في العودة إلى مناطقهم الأصلية

وسط انشغال المنطقة بما يحدث في لبنان والعراق، ترسم الجغرافيا السورية الجديدة خريطة البلاد القادمة بعدما مدّ النظام سيطرته على المناطق المحررة تحت غطاء “اتفاق آستانة” والذي كان واحداً من أهم ملفاته التفاوضية: وضع الطرقات الدولية في سوريا ولا سيما الـM4 “اوتستراد حلب اللاذقية” والـM5 “اوتستراد دمشق حلب” حيث تطلب روسيا سيطرة النظام على تلك الطرق الدولية لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، في وقت يتردد حديث عن إمكانية تسيير دوريات روسية تركية في المنطقة تجنباً لأي حملة عسكرية.

ومع اشتداد القصف على مدينة إدلب، ينتهج الطيران المروحي والحربي التابعين للنظام وروسيا سياسة التهجير الممنهج للقرى والبلدات الواقعة جنوب الخط الدولي “M4″، أي منطقة جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي بشكل تدريجي.

إقرأ أيضاً: روسيا تتوغل في الحسكة والرقة.. هل أحكمت القبضة على كامل سوريا؟!

ولفت نشطاء من إدلب إلى أن تركيز الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، منصب بشكل واضح على تهجير آلاف المدنيين في ريف إدلب الجنوبي، حيث بدأت الحملة بعد سيطرة النظام على مدينة خان شيخون، لتبدأ مرحلة منع عودة النازحين للمناطق القريبة من خط التماس مع النظام وتوسعتها تدريجياً لتشمل مناطق جديدة.

خريطة توضح مسار الطريق الدولي البري في سوريا
خريطة توضح مسار الطريق الدولي البري في سوريا

منع النازحين من العودة وإجبار آخرون على مغادرة مناطقهم في قرى أخرى يكشف عن نية واضحة لدى النظام وحلفائه لتفريغ كامل المنطقة الممتدة جنوب خط الأوتوستراد الدولي حلب – اللاذقية المعروف باسم “M4″، والذي يمر عبر سراقب ثم أريحا ومحمبل وصولاً لجسر الشغور، أي مناطق ريف سراقب الشرقي ومعرة النعمان وريفها وجبل الزاوية وريف كفرنبل جنوباً.

إقرأ ايضاً: كيف تستغل روسيا أخطاء أمريكا في سوريا؟

وبات المدنيون في حالة تخوف كبيرة من السيناريوهات الغير معروفة، ومن مغبة سقوط المنطقة المذكورة بيد النظام على غرار ريف حماة الشمالي وخان شيخون والتمانعة والهبيط، أي حرمان مئات الآلاف من المدنيين من مناطقهم وبالتالي حصرهم في بقعة جغرافية ضيقة شمالي إدلب، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة على مختلف المستويات المعيشية.

وكان وثق منسقو استجابة سوريا خلال أقل من شهرين، نزوح أكثر من 14,186 عائلة (78,113 نسمة) موزعين على 86 قرية وبلدة ومخيم مع العلم أن القرى التي نزحت حتى الآن يقدر عدد سكانها حسب إحصائيات الفريق 198,681 نسمة، جراء القصف الجوي للنظام وروسيا على مناطق ريف إدلب الجنوبي.

السابق
في اليوم الـ49 للانتفاضة الشعبية.. كيف بدت حال الطرقات؟
التالي
بالصور.. «الجناح الثوري لصيدا تنتفض» يتحرك ضد المصارف!