هكذا انطلقت فكرة العرض المدني بعيد الاستقلال

عيد الاستقلال

للمرة الأولى شهد لبنان احتفالان في ذكرى الاستقلال الـ 76، الأوّل رسمي – عسكري، والثاني مدني اذ تولت مجموعات وهيئات شعبية تقود الحراك المستمر منذ 17 تشرين الأول الماضي تنظيم عرض مدني لإحياء الذكرى 76 للاستقلال في ساحة الشهداء في وسط بيروت بعدما درج إحياء المناسبة بعرض عسكري ضخم في وسط العاصمة.

وتوّجهت الأنظار بالدرجة الأولى نحو المدني الذي بدأت فعالياته عند الساعة الثانية ظهراً في مسرح “ساحة الشهداء”، وبعدما اعتاد اللبنانيون أن يشاهدوا أفواج الجيش اللبناني وبعض القوى الأمنية الأخرى تستعرض يوم العيد بحضور رسمي كبير من على شاشة التلفزة، كانوا هم هذه المرة من يستعرضون في الساحة، في احتفال هو الأول من نوعه نظمته مجموعات الحراك الشعبي حمل إسم “العرض المدني” تخللته مسيرات لأفواج مدنية تابعة لأكثر من قطاع ومنطقة وقضية اجتماعية في إطار مسيرة سلمية وحضارية، على حد تعبير المنظمين.

اقرأ ايضاً: بالصور.. استقلال 2019 في لبنان.. «بطعم الثورة»!


وبحسب العميد المتقاعد جورج نادر ممثل العسكريين المتقاعدين في “هيئة تنسيق الثورة”، فإن الفكرة انطلقت من واقع عجز الدولة عن الاحتفال بالمناسبة كما كل عام من خلال عرض عسكري بسبب الأوضاع وبعدما فقدت شرعيتها، فالحكومة مستقيلة ومجلس النواب لم يعد يستطيع الاجتماع، من هنا كان على الحراك الشعبي أن يستعيد المبادرة من خلال العرض المدني المنوي القيام به في ساحة الشهداء، والذي تشارك فيه كل قطاعات العمل في لبنان.

ويشير نادر في تصريح لـ”الشرق الأوسط” إلى أن “لجنة من مجموعات الحراك هي التي تولت تنظيم الاحتفال الذي أردنا من خلاله التأكيد سعينا لاستقلال حقيقي عن الفساد والتمويل الخارجي والإقطاع وكل ما مارسته قوى السلطة بحقنا كشعب منذ العام 1943”.
ووفق بيان وزعته مجموعات الحراك حمل عنوان “عيد الاستقلال المدني”، فإن “العرض هو مدني من تنظيم الشعب اللبناني للاحتفال باستقلالنا عن الطائفية والانتفاض على الفساد”، يهدف للتعبير عن “وقوف مختلف فئات الثورة من أجل الحرية والعدالة والثقافة والسلام عبر السير في أفواج تمثل المناطق والقطاعات وقضايا المجتمع المدني”.
وشارك في العرض 41 فريقا من مناطق مختلفة، واستهل بلحن الموت “تخليدا لأرواح الشهداء” والنشيد الوطني، ثم بعرض على الخيل، تلته الفرق التي تقدم كل منها لافتة باسمها مسبقة بكلمة “فوج”.

ويوضح الناشط في مجموعة “بيروت مدينتي” الدكتور وليد العلمي أن “إجراء العرض المدني كبديل عن العرض العسكري الذي اعتدنا عليه إنما يُظهر أن السلطة في إقامة جبرية، فأركانها غير قادرين أصلا بعد اليوم على التجول في الشوارع وبين اللبنانيين وقد استعاضوا عن الاحتفال الضخم الذي كانوا يقومون به باحتفال رمزي صغير”.

السابق
مجددا.. فيلتمان: تشكيك «حزب الله» بالحراك قوّض سمعته!
التالي
«العهد القوي» إذ يصطدم بشعبه