فرنسا تخشى «الكارثة» في لبنان

ايمانويل ماكرون

يُجري دافيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط غداً الثلثاء، محادثات في باريس مع نظرائه مدراء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجيتين الفرنسية والبريطانية ومسؤولي ملف الشرق الأوسط في الرئاسة الفرنسية حول مجمل قضايا المنطقة، مع التركيز على تقييم الوضع اللبناني على ضوء خلاصة زيارة السفير كريستوف فارنو مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية. وعلمت “نداء الوطن” من مصادر في العاصمة الفرنسية متابعة للملف اللبناني أنّ فارنو عاد من لبنان بانطباع يفيد بأنّ الوضع يزداد تأزماً، وأنّ هناك حاجة إلى دعم ومساعدة من فرنسا (الكل طلبها)، وأن خطورة الوضعين الاقتصادي والمالي في البلد جعلت المسؤولين عن القطاع في لبنان، وفي طليعتهم حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، يعبرون عن قلق شديد إزاء الوضع.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. مناصرو «حزب الله» و«أمل» يتهجمون على تلامذة يعتصمون أمام مدرستهم!

وبعدما لمس فارنو لدى محاوريه تخوفاً من خطورة الوضع حتى أنّ البعض منهم تحدث عن شبح الحرب الأهلية، مركّزاً خلال محادثاته اللبنانية على ضرورة حماية أمن المتظاهرين في الشارع، عاد المسؤول الفرنسي من زيارته إلى بيروت بانطباع “الخطر السائد من جمود واهتراء الوضع السياسي”. وتابعت المصادر أنّ تمويل المصرف المركزي مطلوب من جهات عدة لتمويل الصادرات الضرورية للبلد، وأيضاً لتمويل سيولة البنوك لإدارة ودائع زبائنهم كي تتمكن من خدمة الجميع، وأيضاً تمويل المصرف المركزي مطلوب لتمويل دين البلد المستحق بـ٢ مليار دولار والذي سيتم دفعه في نهاية هذا الشهر، في ظلّ غياب النشاط الاقتصادي وغياب العائدات من ضرائب القيمة المضافة TVA وتراجع عائدات الجمارك، بينما ينبغي دفع رواتب الموظفين وقد يضطر المصرف المركزي إلى تقديم تمويل للدولة كي تدفع هذه الرواتب. فقدرات البنك المركزي تتقلص وتوقعات الوكالات الاقتصادية تتجه إلى السلبية وذلك يتطلب تطمينات على الصعيد النفسي بالتوازي مع تمكين القدرات المالية العامة.

ونقلت المصادر عن “حزب الله” أنه لا يريد الفوضى ولكن في الوقت نفسه يحذر من أنه إذا تُرك الوضع إلى الفوضى فـ”حزب الله” الأقل تأثّراً منها، لأنه يسيطر على مناطقه ولديه الإمكانات لتمويل جماعاته. وأفادت المصادر بأنّ الحزب يتصرّف من منطلق قناعة لديه بأنّ اليد الاميركية وراء كل التحركات التي يشهدها لبنان، وأنّ استقالة الرئيس سعد الحريري هي بإيعاز من الضغط الأميركي، في حين أنّ قيادة “حزب الله” كانت تصرّ على أن يشكل الحريري الحكومة الجديدة.

وتختم المصادر في باريس بالإعراب عن تخوفها من أن يحدث “أي انزلاق أمني يؤدي إلى الكارثة في لبنان”، مشيرةً إلى وجود تمنٍّ من الجانب اللبناني بمساعدة فرنسية على الخروج من هذه الأزمة الخطيرة، وعليه فإنه يتم حالياً في العاصمة الفرنسية تقييم ما يمكن أن يقوم به الرئيس إيمانويل ماكرون من مسعى لمساعدة لبنان، لكن من دون أن تتبلور طبيعة هذا المسعى حتى الآن.

السابق
بعد التشكيك الروسي.. أميركا «تفتخر بوقوفها مع الشعب اللبناني»
التالي
قانون العفو العام.. هل سيمر غداً؟