الحراك «يضرب» والسلطة «تتخبط»

الاحتجاجات في لبنان 2019

أهمّ انجازات الحراك الشعبي منذ 17 تشرين الاول الى اليوم كان نجاح المنتفضين بتوجيه صفعة مدوية ومفاجئة لمنظومة الحكم مجتمعة، صفعة اعادتها من وقاحتها المفرطة في النهب المنظم الى واقع مرير بحقائقه ومؤلم بتفاصيله ما جعل كل مسؤول في الدولة يسارع الى تبرئة ساحته وساحة عائلته وساحة حزبه او تنظيمه او تياره.

إقرأ أيضاً: بين سياسة عض الأصابع وصراخ البلد!

بعد اللقاء الصحافي لرئيس الجمهورية  ومقتل السيد علاء ابو فخر في خلدة اثر خلاف مع الجيش اللبناني وبعد رفع جدار في نفق نهر الكلب وبعد ظهور الاسلحة وبعد تضارب المواطنين لخلافات سياسية وبعد اقفال المدارس والمصارف وبعد دعوة نقابة الاطباء ونقابة المستشفيات للاضراب يوم الجمعة بتاريخ 15 تشرين الثاني ضد مجهول بما ان الحكومة خارج الوظيفة الرسمية وبما ان الاستشارات النيابية لم تبدأ بعد مرور حوالي الاسبوع من استقالة رئيسها الحائر بين امره ومصالحه ومصالح ما يمثل  وبين نصائح وارشادات محلية وخارجية، تنتقل الاحداث بالاطراف مجتمعة و برمتها من الصفعة الى المأزق الى تحولات مفتوحة على كل الاحتمالات الى دخول المتاهة السياسية التي قد تؤدي سريعا الى متاهة وجودية تهدد وحدة الشعب والارض وتهدد التاريخ المشترك والجغرافيا.

لا سمّ اقوى من الطائفية واغلب اللصوص طائفيين لن يستسلموا قبل تدمير الهيكل اللبناني عبر شبيحة ورعاع.

المجرمون اقوى بمكرهم وخبثهم من الشرفاء ولا عجب ان انتصروا بالدم وبالقوة لكن عجبي من متعلم ومن مثقف ومن مقهور ومن مذلول ومن مسروق ومن ميت ومن مقتول يدافع عن قادة قتلة و لصوص.

وداعا للصفعة، اهلا بالمتاهة.

السابق
اللبنانيون.. مديرو مصارف صغيرة يديرونها في بيوتهم
التالي
لبنان ولعبة الانتفاضة والعهد