عبد المهدي يرفض الاستقالة و«مبادرة العبادي» تُلهم ثوّار بغداد

أعلنت قيادة عمليات بغداد رفع حظر التجول الليلي في العاصمة العراقية كليا، بينما تتواصل موجة الاحتجاجات الواسعة في البلاد. وفي تلك الأثناء، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن الحكومة لن تقدم استقالتها دون وجود بديل.

في كلمة له نقلها التلفزيون العراقي أمس الثلاثاء، أشار عبد المهدي إلى أن استقالة الحكومة قد تتسبب في فراغ ربما يأخذ العراق إلى المجهول. ودعا إلى توقف المتظاهرين عن قطع الطرق للمساهمة في تحقيق الإصلاحات، محذرا من أن “بعض المخربين يرتدون ملابس عسكرية لدفع القوات الأمنية للاشتباك مع المتظاهرين”، ما تسبب بفرض “الأمن والحماية دون التمييز بين المتظاهرين والمخربين”.

وكان رد ثوّار ساحة التحرير، أمس الثلاثاء، على دعوات رئيس الحكومة عادل عبد المهدي التي طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم، وتقدموا بلائحة من 4 مطالب، لاحظ المراقبون انها مستلهمة من المبادرة الانقاذية التي تقدم بها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وهي:

-إقالة الحكومة التي تلطخت أيديها بدماء المتظاهرين.

-حل البرلمان الذي تشكل بفضائح التزوير وشراء الأصوات وحرق الصناديق.

-تنظيم انتخابات مبكرة بقانون جديد ومنصف، بإشراف القضاء العراقي والأمم المتحدة.

-تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة غير تابعة للأحزاب والمحاصصة السياسية بسقف زمني محدد.

حيدر العبادي
حيدر العبادي

وكان طرح رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور حيدر العبادي نهاية الشهر الماضي، مبادرة من 16 نقطة لحل الأزمة السياسية في البلاد.دعا فيها إلى إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة مؤقتة ترأسها شخصية مستقلة، بالإضافة إلى إجراء انتخابات مبكرة، بقانون نزيه ومفوضية جديدة وإشراف أممي.

 كما دعا العبادي إلى «إصلاح جذري للقضاء لتحقيق العدالة ومنع الفساد وتشكيل محكمة جنائية مستقلة لملاحقة الفساد من قضاة معروفين بنزاهتهم وعدالتهم، وتستعين بالخبرات الدولية وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، والمباشرة بحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، وعدم السماح بالمظاهر المسلحة وعسكرة المدن».

مقتل 13 متظاهرا

قتلت قوات الأمن العراقية 13 محتجاً على الأقل بالرصاص، خلال 24 ساعة مضت، متخلّية عن ضبط النفس الذي مارسته نسبياً على مدى أسابيع، فأطلقت الرصاص الحي في محاولة لإخماد الاحتجاجات المناهضة للأحزاب السياسية التي تسيطر على الحكومة.

فبعد مقتل ثمانية أشخاص نهار الإثنين، 4  نوفمبر/تشرين الثاني، قتلت قوات الأمن خمسة أشخاص على الأقل بالرصاص أثناء الليل، أو في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، منهم شخص قتل بالرصاص الحي أثناء دفن آخر قتل قبل بضع ساعات، وفقاً لما قالته مصادر أمنية وطبية لرويترز.

وقتل ما يزيد على 260 عراقياً في مظاهرات منذ بداية تشرين الأول، احتجاجاً على تفشي الفساد في الحكومة وادارات الدولة، و ضد النفوذ الايراني الذي تعاظم بسبب استقواء المليشيات الشيعية المدعومة من طهران، التي تنتشر مراكزها وتتمدّد في كافة المناطق والمدن العراقية.

السابق
كيف صار المستضعفون مستكبرين؟
التالي
تداعيات حادثة قبرشمون مستمرة.. توتر بين النائب و«الوزير المستشار»!