منذ 17 تشرين الأول المنصرم، وأنا متواجد في ساحة الشهداء بشكل شبه دائم من ضمن حراك العسكريين المتقاعدين الذي هو في صلب “هيئة تنسيق الثورة” وهي واحدة من عدة هيئات تنسيق تضم أكثر من 120 جمعية وحزب وتيار تم تعداده. تعلمت أشياء كثيرة خلال الأيام الـ18 الماضية للإنتفاضة/الثورة :
- هذه الثورة تضم في صفوفها عدة أجيال، من مواليد خمسينات القرن الماضي حتى مواليد بداية هذا القرن، إضافة إلى بعض الأشخاص الذين أعرفهم وقد بلغ عمرهم 84 عاماً وهو شيء مؤثر فعلاً إذ هم عايشوا أحداث العام 1956
- عصب الثورة هو الجيل الشاب الذي يضم بدوره ما يسمى بـGeneration Y و Generation Z
- هذا الجيل الشاب يسبق جيلنا بأشواط أي جيل مواليد خمسينات وستينات القرن الماضي (ومن بيننا الكثيرين الذين أصبحوا أجداداً) والمصطلح يدعونا جيل الـBaby Boomers
- الجيل الجديد الذي في الساحات لا تهمه الطائفية ولا المذهبية، ومن منهم كان قبل هذه الثورة يشعر بانتمائه الطائفي والمذهبي تخطاه عند احتكاكه واختلاطه مع جمهور ساحات بيروت وصيدا وطرابلس وغيرها من المدن والقرى اللبنانية
- هذا الجيل لا يريد رأساً يديره وهو يرفض قائداً يسير ورائه على عكس الأجيال السابقة التي تطالب بقيادات وبعمل منظم (ومنهم جيلنا)، والتي مرّ عليها الزمن ويجب أن تلحق بالأجيال الجديدة قبل أن تصبح غير مؤثرة في أي عمل على الأرض.
- المنظومة التي يعمل الجيل الشاب وفقاً لها هي “الشبكية التواصلية” أي networking connectivity: الفكرة تخرج من مكان ما ثم “تجوجل” على مجموعات التواصل الإجتماعي ثم تتوضح ثم تنتشر كالبرق ثم تتجسد في كل مكان. كذلك لا يقتصر نقل الأخبار على وسائل الإعلام إنما بواسطة هذا الـnetworking
- تفكير الجيل الجديد يسبق تفكيرنا الكلاسيكي بأشواط وهو متأثر بالآلات والحواسيب التي يحملها في راحة يده والتي يتفاعل معها بشكل تلاحمي ويجيد اللعب فيها بمهارة فائقة.
- الكلمة اليوم هي لهذا الجيل الجديد، وعلينا لا بل من واجبنا مواكبته وفهمه والسير بجانبه، فهو يضم أولادنا، كما يجب علينا تخفيف الأضرار عنه قدر الإمكان، وإفادة هذا الجيل بخبرتنا وتجاربنا الطويلة التي عشناها منذ بداية الحروب في لبنان أي منذ العام 1975 والتي كنـّا لاعبين فيها والتي كنا نناضل فيها للبنان أفضل لم يتحقق بعد.
تحياتي للثوار الشباب
تحياتي لجيل مستقبل لبنان – لبنان سيكون بألف خير معه
