تعامل السيد نصرالله في خطابه اليوم بمناسبة اربعين الحسين، على انه الخصم والحكم، رد على فرضية اعتبرها حقيقة، ان المتظاهرين كانوا يطالبون بمشاركة حزب الله في التظاهرات وهذا بعيد عن الواقع والحقيقة، ومن شارك في التظاهرات كان يلمس كيف ان غضب الناس على السلطة كلها والتي يدركون ان حزب الله عامودها ان لم يكن هو الآمر الناهي فيها، اما استحضاره لأحد الاشخاص المتظاهرين الذي ناشده عبر الكاميرا. فهذا يبقى تعبيرا شخصيا في احسن الاحوال. غاية السيد نصرالله في ذلك القول ان المتظاهرين يرفعون شعاراته ومطالبه، كما كان لسان حال الوزير جبران باسيل في توصيفه مشهد الاحتجاجات في كلمته من قصر بعبدا.
اقرأ أيضاً: بعد خطابه.. المحتجون يستهدفونه: «كلن كلن كلن ونصرالله واحد منهن»
في المقابل قرر السيد نصرالله ان المتظاهرين اوصلوا الرسالة، وان الحكومة باقية والعهد باقي ومجلس النواب ايضا، وحسم بشكل نهائي ومن دون ان يوجه اي رسالة تمني للحريري بالبقاء في الحكومة…بل مرغما وإلا…؟!
اقرأ أيضاً: «الشيعية الموجوعة» إن حكت.. جنوباً
وما بدا تعسفا في توصيف الاحتجاجات، قوله انه حتى مساء الجمعة كانت التظاهرات مطلبية عفوية، اما بعد ذلك فهي سياسية. وهذا ما يشير الى ان طرق التعامل من قبل حزب الله مع الاحتجاجات ستتغير، لانها بحسب وصفه هي سياسية ولها اجندات خاصة، وبالتالي فان حزب الله يمكن ان ينزل الى الشارع، وهي اشارة اوردها نصرالله في اطار لا يفهم منه الا التهديد بأنه هو من يعرف كيف النزول الى الشارع، “نزلة بلا طلعة”، وله سوابق عديدة في هذا المجال، حين نصب وحلفاؤه الخيم في وسط المدينة ما يناهز السبعة أشهر.السيد نصرالله يستلحق نفسه بتواضعه المفتعل، وهو أمر لم يعتد عليه أمام جمهوره وخصومه، إذ أن لديه “مناعة إلهيه” تجعله الأقوى دائما. لكن نصرالله نجح في صرف بعضا من غروره في معرض التواضع، إذ حول ظاهرة التظاهر خارج حرب الله قاصرة ضعيفة مكسورة تخلو من عصبه المذهبي، والأنكى أنه تعامل مع المحتجين كـ”فئران” إختبار لجس نبض الشارع.