ليس بـ«السلاح» وحده يحيا الجيش اللبناني!

أمريكا تسليح الجيش اللبناني
من كان يتخيّل انه وفي ظلّ "العهد القوي" ينام الجيش اللبناني أمس بلا طعام؟! هل تسليح الجيش هو الهم الأوحد ، و تفوق هم "تذخير" الدبابات والبنادق على تغذية العسكر. فماذا بعد؟

لأوّل مرّة في تاريخ الجيش اللبناني يحصل أن يحرم العسكريون من الغذاء، فمنذ أربعة ايام توقف متعهدو تغذية الجيش، عن تقديم المواد الغذائية المطلوبة إلى الجيش، بما فيها الخبز العربي والخضار واللحوم الطازجة. وأوضحوا في بيان، أنهم تقدموا بكتاب خطي بتاريخ 29-8-2019 إلى كل الجهات المعنية، شرحوا فيه أسباب توقفهم عن التسليم إبتداء من تاريخ 9-9-2019، وذلك بسبب عدم دفع مستحقات المتعهدين منذ تشرين الثاني 2018 من قبل وزارة المالية.

اقرأ أيضاً: أبرز مرتكزات خطة تطوير قدرات الجيش

وفيما كان مقرراً أن يتقاضى المتعهدون مستحقاتهم المتأخرة منذ سنة ونصف، يوم أمس، الا انهم فوجئوا بوزارة المال تبلغهم أن الاموال غير متوافرة، وأن التأجيل مرة جديدة هو ما سوف يحلّ بمستحقاتهم. على الأثر، أعلن هؤلاء التوقف عن الخدمة، معتذرين من قيادة الجيش ومن العسكريين عن كل ضرر يمكن أن يلحق بهم، لكنهم أكدوا أنهم غير قادرين على الاستمرار في شراء المؤن من دون مال، وبعد وعود متكررة لا يتم الإيفاء بها.
وفيما أجرى قائد الجيش جوزيف عون اتصالاً بوزير المالية علي حسن خليل الذي وعده بحلّ الموضوع، قالت مصادر عسكرية رفيعة لـ “جنوبية”، ان “قيادة الجيش اتخذت عدّة إجراءات لمعالجة الأمر فلجأت الى الإستدانة لتأمين الطعام والخبز، كما استخدمت مخزون الغذاء الاحتياطي المتوافر لديها والذي يكفي ليومين فقط”.
وأشارت المصادر نفسها أن “المتعهدين لم يقبضوا مستحقاتهم المتأخرة منذ سنة ونصف السنة من وزارة المال، وقاموا عدّة مرات بالتهديد والتصعيد، وعندما انتهت المهلة الأخيرة امتنعوا عن توفير المواد الغذائية”، لافتة انه “وُعدنا خلال يومين بحلّ الأزمة ، على ان نتخذ القرار المناسب لجهة الخطوات التي يجب اتباعها”.
وهي ليست المرّة الأولى التي لا يتقاضى فيها المتعهدون مستحقاتهم إذ سبق وان تكرر هذا الأمر في أيار الماضي لكنهم حصلوا على مستحقاتهم المتعثرة عن الفترة ما قبل منتصف عام 2018 ، ومن ثم توقف الدفع حتى تاريخ اليوم. هذا وتشكو القيادة في الفترة الأخيرة من شحّ المال، ومن وقف التطوع في صفوف المؤسسة، وحجب بعض المساعدات وخصوصاً المرضية.

ويبدو أن الحيش عالقٌ بين إهمال الدولة وجشع التجار، إذ أوضح وزير المالية علي حسن خليل مغرّداً: “خلافاً لكل ما يتم تداوله حول اموال تغذية الجيش، على المهتمين مراجعة الادارات المعنية ليكتشفوا ان الأمر غير صحيح. الأموال تحوّل بشكل طبيعي، ومطالبة بعض التجار تتعلق بأموال سابقة احتاجت الى إجراءات وفق الأصول.…

عضو تكتل”الجمهورية القوية” النائب والجنرال المتقاعد وهبي قاطيشا، أكّد لـ “جنوبية” قائلا :يوما بعد يوم، نرى صعوبات كثيرة في مالية الدولة، فتارة يتم تأخير دفع مستحقات المستشفيات والمتعهدين بمئات ملايين الدولارات لكن هناك مؤسسات يمكنها الإنتظار، إنما ان تصل الأزمة الى الجيش اللبناني هو أمر مؤسف ويشير الى اننا دخلنا في مرحلة الخطر، وعلى الدولة والعهد خصوصا ان يحلّان الأمر لا سيما ان الأخير يعتبر نفسه “بيّ” الجيش”.

وهبة قاطيشا

وقال قاطيشا “وصلت بنا الأحوال ان يُحرم العسكري من الطعام فهذا يعني انه لا أمن ولا سلام، فمن المؤسف ان  يُحرم الجيش من أبسط حقوقه “.
وختم قاطيشا بتحميل المسؤولية للدولة والعهد الذي وعدنا ببناء دولة وإصلاحات، بينما الفساد لا يزال ينخر في كل مرافق الدولة دون ان يقوم بذرة انجاز او اصلاح”.

العميد الياس حنا

اقرأ أيضاً: هل يمكن دمج «حزب الله» مع الجيش اللبناني؟

الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني الياس حنا، أكّد لـ “جنوبية” إن “قائد الجيش جوزيف عون من زينة الشباب لكن ثمة من يعيق عمله”، مشيرا الى ان “حصة العسكر اليومية من الطعام في الجيش اللبناني وكل جيوش العالم مدروسة لجهة الكميات والسعرات الحرارية التي يجب ان يتناولها “، وتابع “عندما يتم تقليل 25% من التغذية للعسكر في الموازنة هذا يعني اننا نقول له اذهب الى منزلك، والآن لم يتم تسديد مستحقات متعهدي تغذية الجيش وهو ما يمكن وضعه في اطار الضغوطات واعاقة عمل قائد الجيش”.

السابق
مجلس الوزراء يقر التعيينات القضائية
التالي
تعرف على المرشحين الخمسة لخلافة بولتون