«غلاة» عاشوراء يضعون «التفكير» في دائرة «التكفير» !

في بيئة تتعهد كمّ الأفواه والترهيب وسوق الإتهامات لكلّ صاحب رأي مغاير ومعارض، فان التكفير وهدر الدّم اصبح مباحا، وكما هو الحال في المواقف والأراء السياسية الأمر نفسه ينطبق على الدينية منها.

أثار مقطع فيديو للشيخ الجنوبي محمد سبيتي انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي جدلا واسعا في العالم الإفتراضي، إذ طرح سبيتي مجموعة نقاط حول كيفية إحياء عاشوراء طارحا في محاضرة سرب منها 15 ثانية بعض المغالطات التي تجري عند احياء هذه المناسبة في غير موضعها.

الشيخ سبيتي ليس وحده من ينتقد المبالغة في مراسم احياء عاشوراء التي يجب إستخلاص العبر منها وليس فقط البكاء، فأشار سبيتي انه يجب “تغيير هذه العادات اذ لا وجود لأي نص يلزمنا باحياء مجالس عزاء، وعلى بعض المحطات والمجالس الاكتفاء بخطابات”. لكن مجرّد ان طرح سبيتي هذه الإشكالية حتى شنّ بعض الناشطين على مواقع التواصل الهجوم عليه وسوق الإتهامات بإعتبار انها حالة “يزيدية” و”وهابية” حتى وصل الحدّ بالبعض الى تكفيره.

سبيتي انتقد ثقافة الحزن والبكاء في البيئة الشيعية وتحويل مناسبات الفرح الى حزن عبر احياء المجالس العاشورائية بدلا من إحياء الموالد والتواشيح في مدح الرسول وأهل بيته نتحدث فيه عن صفات الأئمة”.

إقرأ ايضًا: بعض طقوس عاشوراء: صيغ مقتبسة حرفياً عن مسيحيي أوروبا

جلّ ما قاله سبيتي “إفرحوا حاج تحزنوا! “، وفي وقت لقي الفيديو ترحيبا وتأييدا من قبل العديد من الناشطين، الا انه في المقابل وُجه بحملات مضادة، وهو ما دفعه أن ينشر مقطع فيديو توضيحيا وليس إعتذارا، اذ أكد ان الهدف من الفيديو وضع النقاط على الحروف، مؤكدا انه ” ينبغي توسيع دائرة القيم الحسينية والنهضة الكربلائية عن دائرة البكاء والعزاء.

السابق
أول حكومة «سودانية» تؤدي اليمين بعد الإطاحة بـ«عمر البشير»
التالي
الإعلام الإسرائيلي: يكشف سرّ «الخدعة» خلال تبادل إطلاق النار مع حزب الله