إسرائيل تخترق الدائرة الضيّقة لحزب الله اللبناني

الحدود الاسرائيلية اللبنانية
التفاصيل التي نشرها الجيش الإسرائيلي عن مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله اللبناني وأسماء المشرفين عنه، في حال صحّت، فإنها تعدّ اختراقا كبيرا وعلى أعلى مستوى للحزب ولفيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني.

نشر الجيش الإسرائيلي الخميس بياناً لافتاً تضمن تفاصيل عما قال إنه مشروع لتصنيع الصواريخ الدقيقة في لبنان لصالح حزب الله وبدعم من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني.

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن 4 شخصيات بينها 3 قيادات في فيلق القدس، وقيادي كبير في حزب الله، تتولى مهمة الإشراف على هذا المشروع.

وتقول أوساط سياسية إن المعلومات التي تضمنها بيان الجيش الإسرائيلي، في حال كانت صحيحة، فهذا يشكّل اختراقاً خطيراً لحزب الله وعلى أعلى مستويات، وقد يكون الهدف من هذا البيان إعلام الحزب بذلك.

وجاءت هذه الخطوة الإسرائيلية في ذروة التوتر مع حزب الله على خلفية سقوط طائرتين مسيّرتين إسرائيليتين محمّلتين بمتفجرات، ليل السبت الأحد في الضاحية الجنوبية، حيث المربع الأمني للحزب، وهو ما عدّه الأمين العام حسن نصرالله “عدوانا”، ملوّحا برد وشيك عليه.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله أرسل عبر قنوات مختلفة، رسالة لحكومة بنيامين نتنياهو مفادها توجهه لرد محدود على الهجوم، مع التأكيد على عدم رغبته في الانجرار لحرب واسعة، وهو ما رفضته الأخيرة بشكل قاطع.

ويرى محللون أن المعلومات التي تضمنها بيان الجيش الإسرائيلي في حال كانت مؤكدة قد تضطر حزب الله لإعادة النظر في خطوة الرد حتى وإن كان محدودا، لتجنب سيناريوهات قاتمة كتنفيذ إسرائيل في الحد الأدنى لسلسلة من الاغتيالات تطال رؤوسا كبيرة في الحزب.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيانه المثير، إن “إيران، وبعد فشلها في نقل الصواريخ الدقيقة إلى لبنان، لجأت إلى محاولة تصنيعها هناك”. وأضاف “في الفترة ما بين السنوات 2013-2015 وفي ظل الحرب الأهلية في سوريا، بدأت إيران بمحاولات لنقل صواريخ دقيقة جاهزة للاستخدام إلى منظمة حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية”. وأكمل “تم إحباط معظم هذه المحاولات في ضربات تم إسنادها إلى إسرائيل، حيث لم يتمكن حزب الله من الحصول على هذه الصواريخ”.

وتشنّ إسرائيل منذ العام 2014 غارات جوية على مواقع يعتقد أنها لفيلق القدس وحزب الله داخل سوريا أو قوافل أسلحة متجهة إلى الحزب في لبنان.

وكانت إسرائيل قد شنّت قبل ساعات من الهجوم على الضاحية غارات على مبنى في بلدة عقربة بالقرب من دمشق أدت إلى سقوط قتلى بينهم اثنان من حزب الله.

وقال الجيش الإسرائيلي، في البيان إن إيران، قررت في العام 2016، إحداث تغيير جوهري في طرق عملها، يتمثل بعدم نقل صواريخ كاملة، وإنما الانتقال إلى تحويل صواريخ قائمة إلى صواريخ دقيقة، على الأراضي اللبنانية، وذلك من خلال نقل مواد دقيقة من إيران، بالإضافة إلى صواريخ من معهد الأبحاث العلمية في سوريا”، سبق وتعرض للقصف الإسرائيلي والأميركي.

وأوضح “لهذا الغرض، بدأ حزب الله بتأهيل مواقع داخل لبنان بما فيها في العاصمة بيروت، بالتعاون مع جهات إيرانية وعلى رأسها محمد حسين زادة حجازي، قائد فيلق لبنان في قوة القدس بقيادة قاسم سليماني”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه “تم نقل المواد من خلال ثلاثة محاور: أولا، المحور البرّي من سوريا إلى لبنان عبر المعابر الرسمية للدولة اللبنانية (على سبيل المثال معبر المصنع)، ثانيا، المحور الجوي من خلال رحلات مدنية تهبط في مطار الحريري الدولي في بيروت، وثالثا، المحور البحري من خلال مرفأ بيروت”.

واستدرك “خلال السنوات 2016-2018 واجهت إيران وحزب الله، صعوبات في تطبيق خطة تحويل الصواريخ وأخفقتا في تحقيق الهدف المنشود”. وقال “في الفترة الأخيرة تسعى إيران وحزب الله، إلى تسريع مشروع الصواريخ الدقيقة من خلال محاولة لإنشاء مواقع إنتاج وتحويل على الأراضي اللبنانية في عدة مناطق”.

وقدم الجيش الإسرائيلي في تقريره توضيحا لماهية الصواريخ الدقيقة التي يتحدث عنها. وقال “الصاروخ الدقيق يعتبر صاروخا يحمل أجهزة توجيه، يستطيع من خلالها إصابة الأهداف على بعد أمتار معدودة”.

وأضاف “يحمل الصاروخ عددا من الأجزاء الرئيسية: تثبيت، محرّك، مواد التوجيه والقيادة، متفجرات ورأس حربي”.

ولفت الجيش الإسرائيلي في هذا الصدد إلى أن “معظم الصواريخ في ترسانة حزب الله تعتمد على أسلحة غير دقيقة للأبعاد المختلفة”.

ونشر الجيش الإسرائيلي في تقريره أسماء لأربع شخصيات إيرانية، ومن حزب الله، قال إنها على صلة بمشروع الصواريخ الدقيقة. وذكر “(عميد) محمد حسين زادة حجازي قائد فيلق لبنان في قوة القدس الذي يقود مشروع الصواريخ الدقيقة، يعتبر ضابطا رفيع المستوى في الحرس الثوري الذي يعمل مباشرة تحت قائد فيلق القدس قاسم سليماني، كجزء من مهمته يقود القوات الإيرانية المعتمدة بشكل دائم في لبنان”.

وأضاف “إلى جانب حجازي، يتورّط في المشروع ضابطان كبيران آخران في الحرس الثوري وهما (عقيد) مجيد نواب، المسؤول التكنولوجي للمشروع والذي يعمل تحت توجيهات فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، ويعتبر مهندسا خبيرا في مجال صواريخ أرض أرض، ويشرف على الجوانب التكنولوجية للمشروع، ويتابع ويشرف بشكل فعال على مواقع مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان، و(عميد) علي أصغر نوروزي، رئيس الهيئة اللوجستية في الحرس الثوري المسؤول عن نقل المواد والمعدات اللوجستية من إيران إلى سوريا، ومن هناك إلى مواقع الصواريخ الدقيقة في لبنان”.

والشخصية الرابعة بحسب الجيش الإسرائيلي هي “فؤاد شكر من كبار قادة حزب الله والذي يقود مشروع الصواريخ الدقيقة في التنظيم، يعتبر شكر مستشارا كبيرا للأمين العام لحزب الله وعضو الهيئة العليا في حزب الله – مجلس الجهاد”.

وأضاف الجيش الإسرائيلي “يعمل شكر في حزب الله منذ 30 عاما، ولعب دورا في التخطيط والتنفيذ للعملية ضد قوات البحرية الأميركية في بيروت 23\10\1983، والتي أدت إلى مقتل 241 جنديا أميركيا، ويندرج شكر ضمن قائمة المطلوبين لدى وزارة الخارجية الأميركية والتي تعرض 5 ملايين دولار لمن ينقل معلومات تساعد في تقديمه للعدالة”.

اقرأ أيضاً: الهدف في بيروت مسؤول في حزب الله وليس مصنعاً للصواريخ

السابق
أين مصلحة لبنان في التماهي مع «حزب الله»؟
التالي
الأسد يأمر بحل ميليشيات مخلوف… وقيود على «الحزب القومي»