دبي تسعى إلى بلوغ السعادة بنسبة 95%.. !

دبي - الإمارات

احتلت الإمارات المرتبة العشرين في تقرير السعادة العالمي، للعام 2018، وهيّأت إمارة دبي المعطيات لتكون أسعد مكان على وجه الأرض. فالسعادة أصبحت هدفًا ضمن السياسة الوطنية، وعُينت عهود الرومي، في منصب وزيرة الدولة للسعادة وجَودة الحياة. كما تشرف مؤسسة حكومة دبي الذكية على تنفيذ “أجندة السعادة” في البلاد.

قائد مشروع أبطال السعادة، حمد العوضي، قال لكاميرا يورونيوز : “لابد من تعاونِ جميعِ القطاعات، لكي تصبح دبي مدينةً سعيدة. لدينا 47 شخصا من أبطال السعادة، موزعون على نحو 40 قطاعًا حكوميًا، من أجل تنفيذ أجندة السعادة. ونهتم بتدريبهم بشكل مباشر أو غير مباشر لتطوير المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالسعادة

كيف تقاس السعادة؟

التطور المتسارع في مجال تحليل البيانات حوّل السعادة إلى مفهوم قابل للقياس، يمكن للحكومات الاستفادة منه لتطوير الاقتصاد. كوري بلوك، خبير أعمال مختص في مجال السعادة أخبرنا عن أهمية السعادة في دفع عجلة الاقتصاد: “”أداء الأشخاص السعداء في العمل يكون أفضل، وإنتاجهم أكبر بنسبة 50%. كما أنهم أكثر ولاء من غيرهم بنسبة 88%. ويجدون معنى لعملهم حيث يقضون نصف حياتهم”.

اقرأ أيضاً: زراعة رقائق إلكترونية في اليد..ذاكرة إنسان المستقبل الجديدة

صُنفت الإمارات كأحد أفضل أماكن العمل في العالم، ووضعت في مرتبة متقدمة اقتصاديا في استطلاع أجراه معهد HSBC Expat Explorer. ويعود ذلك إلى ارتفاع الرواتب والتطور الوظيفي وجَودة الحياة.

كاميرا يورونيوز اتجهت إلى شارع يعرف باسم “السعادة” في دبي، وسألنا سكان المدينة عن مدى سعادتهم. مواطن آت من المملكة المتحدة قال لنا: “تعزز دبي الروح الإيجابية لدى الإماراتيين وجميع الأشخاص الذين يعيشون فيها”. فيما أخبرنا مواطن قادم من ويلز: “البيئة هنا تعطي إحساسا بالسعادة. أتيت من بلد طقسه ماطرٌ ورمادي وبائس. الشمس هنا تشعرك بالراحة طوال اليوم”.

لماذا نشعر بالسعادة؟

السعادة ليست شعورا فقط بل هي علم لابد من معرفته، وعن ذلك أخبرنا كوري بلوك، خبير الأعمال المختص في مجال السعادة: “جميع الناس يشعرون بالسعادة بنفس الطريقة. إنها مزيج من ثلاثة موادَّ كيمائية عصبية، هي الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين”. وعن خصوصية كل مادة قال: “يتم إفراز الدوبامين في الجسم عند إنجاز شيء معين، والناس يدمنون على الشعور الذي يمنحه. والسيروتونين هو مركب الفضيلة، يتم إفرازه لدى الإنسان عندما يلعب دورا مهما في مجتمعه. أما الأوكسيتوسين فيتعلق بالانتماء”.

ويمكن أيضا قياس السعادة من خلال تِقْنيات الذكاء الاصطناعي. AI Direction طورت تقنية تسمح بدراسة تعابير وجه الإنسان من خلال التقاط صور بكاميرا الكومبيوتر، ثم يقوم برنامج خاص بتحليل تلك الصور، وترجمتها إلى العواطف السبع الرئيسية التي تعتري الإنسان.

ويعد مؤشر السعادة أحدَ أبرز المبادرات الاستراتيجية “للمدينة الذكية” في دبي. وهو أول أداة لقياس السعادة على مستوى العالم. تم نشره في أربعين دائرة حكومية، وتمكن المؤشر إلى الآن من جمع نحو مليوني صوت. متوسط درجة السعادة في المدينة وصل إلى 89%. والهدف هو الوصول إلى 95% بحلول 2021. على أمل أن تستمر السعادة في التأثير بشكل إيجابي على أعمال المدينة واقتصادها.

السابق
الصناعيّون: مطلوب خطّة متكاملة لإطلاق الطّاقات
التالي
جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية