«البيت اللبناني» يخشى توريط إيران للبنان في الحرب القادمة

غالب ياغي
في ظل الأوضاع غير السوية التي تشهدها الساحة المحلية السياسية، مع تجميد عمل الحكومة والأنباء عن عقوبات مرتقبة جديدة على حزب الله وشركات تابعة له، مع "تلميحات" إسرائيلية لإمكانية استهداف نقاط أساسية في لبنان كالمطار والمرفأ، بحجة أنها معابر لأسلحة إيرانية تصل الى حزب الله، يسود جو من الضبابية مستقبل لبنان على المدى القريب سياسياً وإقتصادياً.

شرح لقاء “البيت اللبناني”، في بيان اصدره امس، النقاط الشائكة في المشهد السياسي العام وتداعياته، حيث اعتبر أن إقرار قانون موازنة ٢٠١٩ من دون أرقام هو سابقة تدعو الى القلق وتضاعف الشكوك حول مدى شفافية وصحة الأرقام المتعلقة بالعجز والواردات والنفقات.

أما إقليمياً، حذر اللقاء من توريط لبنان في حرب إقليمية لا يريدها، بهدف تحسين شروط ايران التفاوضية مع الإدارة الأميركية، مشيراً الى أنّ “المناوشات” الايرانية خلال الشهرين الأخيرين تهدف الى التفاوض بشروط أفضل مع واشنطن التي لن تتراجع عن ورقة “بومبيو” (أيار 2018) المتضمنة وقف إيران برنامجيها النووي والصاروخي وتمددها في المنطقة عبر تنظيمات حليفة.

وتوقف اللقاء عند زيارة رؤساء الوزراء السابقين إلى المملكة العربية السعودية في محاولة لتأكيد صلاحيات رئاسة الحكومة التي تتعرض إلى إنتهاكات، فأكد أن هذه الزيارة لن تنجح في تصويب مسار “الطائف”، ذلك أن الموضوع لا يقتصر على المساس بصلاحيات رئيس الوزراء، فالطائف لم ولن يطبق، ببنوده الدستورية والسيادية، في ظل الوصايات المتعاقبة.

في هذا الشأن، علّق عضو لقاء البيت اللبناني، ورئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي، في حديث لجنوبية، على النقاط المذكورة في البيان، حيث وصف الموازنة بأنها أتت “سلق بسلق”، وقال أنه من المفروض أنها تتضمن خطة للنهوض الإقتصادي نظراً للظروف الإقتصادية الراهنة، وأشار الى أن معابر التهريب تنتشر في البقاع وبعلبك والكثير من المناطق الحدودية، وطالما هذه المعابر لن تضبط فالتهريب سيستمر.

وتعليقاً على كلام الرئيس ميشال عون حول التوجه لضبط التهريب، قال: “نحن اليوم في ثالث عام من عهد الرئيس عون، ولم يتغير شيئاً في البلد لا من ناحية الكهرباء ولا النفايات ولا غيرها، ونحن نتمنى تغيير الواقع ولكن ما نراه ليس في هذا الإتجاه”.

وعن إمكانية توريط لبنان بحرب إقليمية، قال ياغي: “بعد ما رأينا الطرح الإسرائيلي الأخير بشأن المطار والمرفأ لا أستبعد أن يكون ذلك تمهيداً للإعتداء على لبنان، فبالتالي نسأل لماذا هذا الكلام اليوم، فإذا الإسرائيليين لا يريدون مواجهة ايران مباشرة فقد يستهدفوننا نحن وغزة”. مشيراً الى أن الأمر مرتبط بالنفط، والجانب الإسرائيلي يطمع بالنفط اللبناني.

وفي ما يخص زيارة رؤساء الحكومات الثلاثة الى السعودية، لفت الى أنه لا شك بأن هناك دور عربي مفقود في لبنان، فهناك بلاد عربية موضوعة اليد عليها، كالعراق ولبنان وسوريا أو اليمن، وبالتالي هناك إشكال ينتج غياب للعرب في بعض البلاد ومنها لبنان، وهذا ما لم نشهده بهذا الحجم سابقاً، فالأوضاع كانت متردية باستمرار لكن ليس كما هو اليوم، فنأمل اليوم أن يعود الدعم العربي للبنان للنهوض من كبوته.

السابق
حصيلة تفتيش وزارة «العمل» الخميس: 3 إقفالات و93 ضبطاً و30 إنذاراً
التالي
أسرار الصحف اللبنانية ليوم الجمعة 26 تموز 2019