ما حقيقة الصور التحذيرية على علب السجائر وما مدى فعاليتها؟

صور تحذيرية لمنع التدخين

يَفرضُ الاتحاد الأوروبي قواعدَ صارمة بشأن بيع السجائر ومنتجات التبغ من خلال إلزام الشركات المصنّعة على وضع مواد إعلامية على علب منتجاتها تحذر المستهلكين من الأضرار الصحية الناجمة عن استخدام تلك المواد.

ويتسبب التدخين في الكثير من الأمراض القاتلة والتي من بينها سرطان الرئة، وأمراض الرئة المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وسرطان الفم.

ووفق الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، فإن المواد الإعلامية التحذيرية يجب أن تغطي على الأقل 65 بالمائة من الوجه الأمام ومثله في الوجه الخلفي لعلب السجائر وغيرها من منتجات التبغ، كما يجب أن يضمّ التحذير صورة “منفّرة” ونصّاً تحذيرياً وآخر يعرّف بمضار التدخين، ومعلومات عامة عن الصحة.

وتحتوي مكتبة الاتحاد الأوروبي على 42 صورة حقيقة لأشخاص ترك التدخين آثاره القاسية على أجسادهم، تم إدراج تلك الصور في إرشادات المفوضية المؤرخة في العاشر من شهر تشرين الأول أكتوبر 2014، جرى انتقاء تلك الصور من خلال مختصين، وتم إجراء اختبارات تتعلق بفعاليّتها من حيث إثارة مشاعر النفور من التدخين لدى المستهلك عندما ينظر في تلك الصورة.

أصل الصور

تمت استشارة أطباء مختصين، للتأكيد من مطابقة الصورة مع الحالة الحقيقة الناجمة عن التدخين، (أي أن يكون التشوه الجسدي للشخص الظاهر في الصورة ناجمٌ عن التدخين، وليس تشوهاً ناجماً عن حادث مثلاً)، كما تمت إستشارة المختصين بملائمة نص التحذير مع الصورة المرافقة. وبحسب بالوثائق الموجودة على موقع المفوضية الأوروبية، إن هذه الصور تطابق وقائع حقيقة.

وإضافة للبعد الطبي لمواد التحذير المصورة والمكتوبة، فإن هناك بعداً آخر بشأنها يتعلق بالجانب القانوني وحقوق التأليف والنشر.

فجملة كــ “التدخين يسبب سرطان الرئة”، مع ذكر نسب أولئك الذين يقضون بهذا المرض خاصة في أوساط الشباب، ووضع صورة لمدخّن فتك التدخين بصحته، لا شك بأنها ستزرع بذرة نفور من التدخين في ذهن المستهلك، وغالباً ما تنمو هذه البذرة وتورق إقلاعاً عن هذه العادة السيئة.

الكاتبة الإسبانية باولا سيندين، وهي من النساء اللواتي اعتدن التدخين، ورداً على سؤال لـ”يورونيوز” عن أثر تلك المواد التحذيرية، تقول: “إن الصور والمواد التحذيرية تثير في نفسي النفور من التدخين، حتى أني عندما أذهب لشراء علبة سجائر، فإني أحاول أن أنتقي علبة تحمل صورة أقل تنفيراً من التدخين، لأني حين أشتري بعض العلب التي تحمل صوراً بشعة لآثار التدخين، فإني في الغالب لا استمتع بتلك العلبة وفي مرات عديدة أتخلص منها قبل أن أستهلك جميع السجائر فيها”.

وتضيف سيندين التي تقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل، “أستطيع أن أقول إن تلك التحذيرات، إن لم تدفعني إلى التوقف نهائياً عن التدخين، فإنها على الأقل، دفعتني للتخفيف منه إلى حدود معقولة”، مستطردة بالقول: “أتمنى أن يأتي سريعاً اليوم الذي سأقلع فيه عن التدخين نهائياً”.

وحسب، أنظمة الاتحاد الأوروبي، فإن التحذيرات والمعلومات الصحية المثبتة على سطحي علب السجائر ومنتجات التبغ الأخرى، يجب أن تكتب بلغة البلد الذي يتم فيه البيع، وعلى سبيل المثال، إن كانت تلك المواد ستباع في اليونان ، فجيب أن تكون الكتابة باللغة اليونانية، وإن كانت ستباع في هنغاريا، فيجب حينها أن تكون الكتابة باللغة الهنغارية.

والجدير بالذكر أن تقريراً لمنظمة الصحة العالمية صدر أواخر شهر أيار/مايو الماضي، أكد أن السجائر منتجات التبغ تؤدي إلى وفاة 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من 600 ألف شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر.

وحذرت المنظمة العالمية من أنه في حال لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة التدخين، فإن هذه المادة ستودي بأرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى العام 2030.

اقرأ أيضاً: من يشجّع على التدخين بلبنان في حين يتوقف الغرب عنه؟

السابق
لماذا بدأ «إنستغرام» يخفي عدد نقرات الإعجاب تحت صور المستخدمين؟
التالي
ابنة نواف الموسوي تُعلّق على إستقالته.. «سعادة الأب»