العلويون لـ«حزب الله»: لا تتدخلوا في شؤوننا!..

جبل محسن

بوادر أزمة كبيرة تلوح في الأفق بين الطائفة العلوية في لبنان و”حزب الله”، وسفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم على خلفية انتخابات المجلس الاسلامي العلوي، في ظلّ ورود معلومات شبه مؤكدة تشير الى أن مجلس النواب بصدد بعد غد الأربعاء تمرير قانون يسمح بتعيين رئيس للمجلس العلوي ونائب له دون الاحتكام الى الانتخابات ورأي الهيئتين الشرعية والتنفيذية، وعموم أبناء الطائفة العلوية الذين ينادون بضرورة اجراء انتخابات حرّة وديموقراطية!
وتؤكد أوساط علوية مطلعة على الملف “أن سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم وبدعم كامل من “حزب الله” وبعض الجهات النافذة داخل النظام السوري يؤيدون فكرة التعيين ويعملون ليلاً ونهاراً من أجل تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع نائبيّ الطائفة علي درويش ومصطفى حسين اللذين لا يمانعان هذا الحلّ.”
وتشير هذه المصادر لـ”مستقبل ويب” بأن الترشيحات لغاية اللحظة تصب لمصلحة حسن حامد او محمود العلي لرئاسة المجلس، ومحمود شحادة نائباً للرئيس.” 

اقرأ أيضاً: لبنان فوق «حبل مشدود» أوّله «غليان الخليج» وآخِره «صفقة القرن»

وتضيف هذه الأوساط ” بأن سفير النظام السوري في لبنان عبد الكريم أجرى اتصالاً بشخصية أمنية رفيعة المستوى في سوريا لدعم رأيه في هذه القضية وهو ما حصل عليه، ما أثار حفيظة أمين عام “الحزب العربي الديموقراطي” رفعت عيد الذي اعتبر أن هذا الموضوع موجّه ضده بشكل مباشر، وهو لن يقبل به على الاطلاق.”
بالأمس، شنّ عيد هجوماً لاذعاً على عبد الكريم دون أن يسميه عبر تغريدة له على التويتر جاء فيها: “الأربعاء سيولد للطائفة العلوية ولد مسخ أبوه الغدر وأمه الحقد والداية مجلس النواب والمطهر سعادته. يا حق لم ولن تترك لي صاحباً”. 
كما وزعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة للسفير عبد الكريم بخلفية علم “حزب الله” مكتوب عليها عبارة “المجلس الاسلامي العلوي في لبنان خط أحمر”، ممهورة بختم توسطه الأرزة بتعليق “سفير “حزب الله” في لبنان”- أبناء الطائفة الاسلامية العلوية في لبنان.
كما انتشرت المدونّات لبعض المفكرين والمثقفين العلويين في جبل محسن تتهم “حزب الله” بالتدخل في شؤونهم الدينية ومحاولة فرض رأيهم على أبناء الطائفة العلوية والتلطي بدعم النظام السوري من خلال سفيرهم في لبنان.”
وفي معلومات خاصة لـ”مستقبل ويب”، من المتوقع أن يقوم رفعت عيد خلال الأيام القليلة المقبلة بالتواصل مع أحد أبرز المسؤولين داخل النظام السوري، والذي يناصب العداء لايران و”حزب الله”، من أجل لجم تحرك السفير السوري ومن يدعمه داخل أروقة النظام، وبترك الأمور تأخذ مسارها الطبيعي والقانوني في المجلس العلوي.”
ثمة من يعتقد، بأن اعلان عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة عن محاولة اغتياله في وضح النهار في طرابلس، مؤشر لتصاعد التوتر بين أبناء “البيت السياسي” الواحد.  
وإن صّحت هذه الحادثة، أم لم تصّح، ما هو أكيد، أن رفعت عيد سيعمد الى استغلالها الى أبعد حدّ، في محاولة لاستنهاض الشارع العلوي معه مجدداً لكسب تعاطفه وتأييده في هذه المعركة. لذلك فإن تطور الأحداث وتصاعد المواقف، وصولاً الى التهديد الأمني، سيؤدي لا محالة الى تعطيل مسار الأمور، بانتظار الاشارة السورية الحاسمة. 
 تجزم مصادر علوية مطلعة بأنه “حتى مع تمرير القانون داخل مجلس النواب يوم الأربعاء، الا أن المدة التي تفصل بين اقرار القانون في المجلس وتنفيذه، والتي تصل لغاية شهر تقريباً كافية بحدّ ذاتها لقلب كل التوقعات”.
وتقول تلك المصادر “من كان يراهن على تحرك السفير عبد الكريم، عليه أن يراجع حساباته، خصوصاً أن الخلاف واضح للعيان داخل النظام السوري بين فريق مؤيد لـ”حزب الله” وآخر معارض له!.. 
 ويبقى السؤال الأهم، هل في نيّة النظام السوري انهاء الحالة السياسية لرفعت عيد من خلال إقصائه كلياً من المؤسسة الدينية؟ أم أن الخلاف بين النظام السوري و”حزب الله” سيطفو على السطح.

السابق
لبنان… إنقاذ تسوية متخيَّلة
التالي
بولتون من «إسرائيل»: إيران لا تسعى للسلام.. والعقوبات الأمريكية عليها مؤلمة