«قمة مكة الاسلامية» ترفض تهويد القدس وتحذر من تهديد أمن النفط

القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي اسطنبول

أكدت قمة منظمة التعاون الإسلامي “دعمها للشعب الفلسطيني” في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

وجددت القمة التي اختتمت أعمالها في مكة المكرمة في ساعة مبكرة من صباح السبت، “رفضها لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وأكدت القمة التي حضرها رؤساء وقادة ومسؤولو 57 دولة “على أهمية حشد الدعم لموازنة الحكومة الفلسطينية لمواصلة عملها، وتمكـين الحكومـة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غـزة، وإجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت ممكـن”.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين في مؤتمر صحفي “إن القمة أعادت التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية”.

وأضاف أن البيان الختامي أدان الاعتداءات التي تعرضت لها السعودية والإمارات متمثلة في الهجوم على ناقلات النفط، “وندعو المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم في المنطقة”.

وفي الملف السوري، أكد المؤتمر موقفه المبدئي الداعي الى ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها ووئامها الاجتماعي، وجدد دعمه للحل السياسي للأزمة السورية استناداً إلى بيان جنيف (1).

وفي الأزمة اليمنية، أكد المؤتمر في بيانه الختامي “دعمه المتواصل للشرعية الدستورية في اليمن التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي”، وأكد مساندته لتنفيذ “مخرجات اجتماعات السويد وفقا لقراري مجلس الأمن 2451 و2452 بما في ذلك الرقابة الثلاثية”.

وأشار البيان الختامي إلى “ضرورة عودة الأطراف الليبية إلى المسار السياسي في إطار الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات في المملكة المغربية برعاية الأمم المتحدة قصد إيجاد تسوية شاملة من خلال المصالحة الوطنية في كنف التوافق”.

وأعرب المؤتمر عن تأييده لخيارات الشعب السوداني وما يقرره حيال مستقبله، وأهاب بجميع الأطراف السودانية مواصلة الحوار البنّاء، “ودعا المؤتمر المجتمع الدولي لشطب ديون السودان الخارجية، وإلغاء العقوبات الاقتصادية الانفرادية المفروضة عليه”.

وجدد المؤتمر “موقف الدول الأعضاء ضد الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ومظاهره، بغض النظر عن دوافعه ومبرراته، وأكد على براءة الإسلام الوسطي السمح من التطرف والغلو، ودعا إلى ضرورة اعتماد مقاربة شاملة لمكافحة التطرف والإرهاب تقوم على استئصال الفكر المتطرف وتجفيف منبع الإرهاب، وتعزيز الأدوات القانونية الدولية والوطنية لمواجهة هذه الظاهرة”.

أبدى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح قلقه من “التصعيد الذي تشهده منطقتنا والذي ينبئ بتبعات خطيرة”.

وأدان الصباح الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط قبالة السواحل الإماراتية.

وأعلن الصباح دعم الكويت لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا للتوصل إلى حل وفق القرارات الدولية، مشيرا إلى أن 37% من سكان العالم الإسلامي تحت خط الفقر، وأن 61% من النازحين حول العالم هم مسلمون.

37% من سكان العالم الإسلامي تحت خط الفقر 61% من النازحين حول العالم هم مسلمون

وأكد الصباح أن “أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يستند على إقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية”.

واعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين أن المساس بأمن المملكة هو مساس بأمن وتماسك العالم الإسلامي بأسره، مؤكدا تضامن المنظمة مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.

وافتُتحت أعمال قمّة منظمة التعاون الإسلامي الرابعة عشرة في مكة المكرمة مساء الجمعة بحضور رؤساء وقادة ومسؤولي 57 دولة.

 وندد العثيمين بالتهديد الإيراني للملاحة البحرية والهجوم على أربع سفن بحرية قبالة سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة الشهر الجاري، كما ندد بمحاولة “الميليشيا الإجرامية الحوثية بإطلاق صواريخ على أقدس بقاع الأرض”.

من جانبه، اعتبر العاهل السعودي تعرض السفن التجارية ومن بينها ناقلتا نفط سعوديتان لاعتداء “تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي الدولي”.

وأضاف الملك سلمان بن عبد العزيز أن الهجوم على محطتي ضخ للنفط في السعودية بطائرات بدون طيار “عمليات إرهابية لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط وإنما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم”.

وأكد العاهل السعودي أن القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية ومحور اهتمام المنظمة في عيدها الخمسين “حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة والتي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

وأضاف “نجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف”.

وأشار إلى أنه “من المؤلم أن يشكل المسلمون النسبة الأعلى بين النازحين واللاجئين على مستوى العالم جراء الاضطرابات والحروب وانحسار فرص العيش الآمن الكريم في بلدانهم”.

وحول القضية الفلسطينية كانت الكلمة التركية التي ألقاها وزير الخارجية مولود أوغلو، حيث طالب بتوحيد الصفوف “لمواجهة تحديات جديدة من شأنها فرض وضع غير منصف علينا”.

وقال “لا يمكن أن نقبل إعادة كتابة التاريخ والتركيز على القضايا الاقتصادية وتجاهل الكرامة والشرعية”.

وأكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الجمعة، قبيل انطلاق قمّة منظّمة التعاون الإسلامي في مكة، أنّ بلاده مصمّمة على التصدّي “للتهديدات والأنشطة التخريبيّة” في المنطقة.

وقال الملك سلمان في تغريدة على تويتر “نجتمع في مكّة لنعمل على بناء مستقبل شعوبنا، وتحقيق الأمن والاستقرار لدولنا العربية والإسلامية”.

وتابع “سنتصدّى بحزم للتهديدات العدوانيّة والأنشطة التخريبيّة، كي لا تعيقنا عن مواصلة تنمية أوطاننا وتطوير مجتمعاتنا”.

 وتُواصل السعودية الجمعة محاولة التعبئة الدبلوماسية ضدّ طهران خلال قمّة منظّمة المؤتمر الإسلامي التي تضمّ 57 دولة بينها إيران، بعد ساعات من استضافتها قمّتَين خليجيّة وعربيّة شنّت خلالهما هجوماً عنيفاً على الجمهورية الإسلامية.

وتسعى المملكة إلى حشد تأييد العالم الإسلامي في قمّة منظّمة التعاون، بعدما حصلت على تأييد عربي وخليجي عبر بيانَين ختاميَّين للقمّتَين ليل الخمس الجمعة ندّدا بسلوك إيران في المنطقة وأكّدا دعم الدول العربية للسعودية.

وتأتي هذه القمم في خضمّ توتّرات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وعلى خلفيّة “عمليات تخريب” تعرّضت لها سفن قبالة سواحل الإمارات في 12 أيار/مايو، وضربات نفّذها الحوثيّون المقرّبون من طهران بطائرات مسيّرة على منشآت نفطية سعودية في 14 أيار/مايو.

وتقول السعودية إنّ إيران أمرت بتنفيذ الهجمات ضدّها.

وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الخليج، لمواجهة “التهديدات الإيرانية”.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران سريعاً منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان بدأ يفكّ العزلة الدوليّة عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية.

لكنّ واشنطن عادت وفرضت عقوبات مشدّدة على طهران، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظّمات الإرهابية، بينما أعلنت إيران تعليق تنفيذ بعض تعهّداتها في الاتفاق النووي.

وتتهم السعودية وحلفاؤها، لا سيما الإمارات العربية ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا.

وكان الملك سلمان طالب أمام القمة العربية “المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته إزاء ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة (…) من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية”.

وردّت إيران الجمعة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية عباس موسوي الذي قال إنّ السعودية “تُواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية”.

والقمة الإسلامية التي تستضيفها مكّة هي الـ14 في تاريخ المنظمة التي ولدت قبل 50 سنة، وهي أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة.

وهذه ثالث قمّة للمنظّمة تستضيفها مكّة.

(الحرة)

اقرأ أيضاً: السفارة السعودية تنفي ما يتم تناقله عن زيارة لولي العهد إلى لبنان

السابق
مسيرة في القليعة في اختتام الشهر المريمي
التالي
إدلب.. 950 قتيلاً خلال شهر