البيان الختامي لاجتماع الهيئة التأسيسية لمنتدى التكامل الإقليمي…

عقدت الهيئة التأسيسية لمنتدى التكامل الإقليمي، المؤلفة من أكاديميين وناشطين في مجالات الثقافة والفكر والأدب والمجتمع المدني، اجتماعها الأول في بلدة برمانا (لبنان) خلال المدة من 10 لغاية 11 أيار (مايو) 2019 وجاء الاجتماع، الذي حضره نحو أربعين شخصاً من الأتراك والعرب والكرد والإيرانيين والمجموعات القومية المختلفة، تتويجاً لسلسلة اجتماعات ولقاءات ومداولات بدأ ت في بيروت وانتهت بإعلان تمهيدي عن تأسيس منتدى التكامل الإقليمي الصادر في العاصمة التونسية في 18 ديسمبر / كانون الأول 2016، والذي تم فيه تحديد مهمات هذا الاجتماع المتمثّلة بمناقشة وإقرار النظام التأسيسي للمنتدى والخطة المقترحة لعام 2019 واختيار هيئات المنتدى.

وبدأ الاجتماع في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة 10/5/2019 وافتتحه بالترحيب بالحضور الأستاذ سعد محيو، ولاسيما القادمين من خارج لبنان، ثم تولى إدارة الاجتماع على مدى يومين الدكتور عبد الحسين شعبان الذي تم اختياره رئيساً لتسيير عمل الاجتماع . وبدأ بتنفيذ جدول العمل المقترح، وكانت الفقرة الأولى قبل إقراره اختيار لجنة اعتماد من المحامية دونا جعلوك والإعلامي نوزاد الحكيم، كما تم اختيار لجنة لصياغة البيان الختامي والتوصيات والقرارات من الدكتور محمد المخلافي والدكتور أحمد عبد المجيد. وكانت كلمات الافتتاح لكل من الأستاذ سركيس أبو زيد والأستاذ سعد محيو، تركزت على توضيح المهمات الأساسية للمنتدى وتأكيد استقلالية منطلقاته وإنسانية أهدافه، وقرّر الاجتماع اعتمادها كوثائق للمنتدى وأوصى بطبعها.

اقرأ أيضاً: إلغاء عضوية الحلبوسي ومساعي لعزله من رئاسة البرلمان العراقي

وجرت مناقشات مستفيضة لمحتوى النظام الأساسي وتعديلات وتدقيقات متنوّعة، أكّدت على أهمية مشروع المنتدى والدور الذي سيضطلع به والمجالات التي يمكن أن يفتح آفاقها في تعزيز مشتركات الإقليم وشعوبه ذات التضاريس الثقافية المتعدّدة وإبراز قيمها الأخلاقية كالسلام والتسامح والتعاون والقبول بالتعدّد والإقرار والتنوّع والاختلاف، ونبذ ثقافة الكراهية والإقصاء والتهميش وسائر النعرات العنصرية والطائفية، والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة التي تمثل الثقافات المتجاورة والعلاقات التاريخية التي تجمع شعوب المنطقة وأممها ومجاميعها الثقافية.

وأجمع الأعضاء المؤسسون الذين حضروا من مصر واليمن والعراق وفلسطين وليبيا وسوريا وتركيا ولبنان، فيما غاب مؤسسون من تونس والجزائر وإيران والمغرب لتعذّر وصولهم بدواع عدّة، على أهمية النظام الأساسي، وعكفوا على دراسته بشكل معمّق، وأكّدوا على توسيع وسائله وموارده وتحديد مهمات المنتدى ووظيفته الأساسية، ولاسيّما السعي على “تعظيم الجوامع” و”تقليص الفوارق”، كما أكّدوا على أهمية تجسير الفجوة بين أصحاب القرار والأكاديميين والمثقفين بشكل عام بما يعزز روح التفاهم ويشيع ثقافة التعاون والمشاركة، وتم الاتفاق على ما يلي:

أولا- النظام الأساسي

تم التوافق على اعتماد نظام أساسي مبسّط مع تضمينه بعض الإضافات المتعلقة بالقضايا والشؤون الآنية:

1- تقسيم هيكلية النظام إلى فصول ومواد ، لكي يتسنى الرجوع إليها.

2- تحديد شروط العضوية ومشاركة الأعضاء، سواء في الهيئة المؤسسة أو في الهيئة العامة، التي تحتاج إلى إفراد مادة خاصة بها.

3- تحديد مهمات الهيئات واختصاصاتها الرئيسة على نحو واضح.

4- تخصيص فقرة في الأهداف تخصّ الشباب وآخرى خاصة بإعلاء شأن ثقافة الحوار والتنوّع الثقافي والهوّيات الخاصة في إطار الاحترام المتبادل.

5- إضافة فقرة إلى الوسائل تتعلّق باستخدام وسائل الفضاء الالكتروني وأدوات الاتصال والتواصل لشرح أهداف المنتدى وتعميق الوعي الجمعي بها.

6- البحث عن مصادر تمويل مستحدثة ومبتكرة لإدامة زخم النشاطات والبرامج التي يعتزم المنتدى إقامتها، دون أية شروط أو ارتباطات.

7- التأكيد على احترام التعدّدية الدينية والإثنية للأمم المتجاورة واحترام العناصر الثقافية التي أسهمت في بناء حضارة المنطقة بما فيها الإسلام والمسيحية وبقية الديانات والمعتقدات، على أساس المساواة والتكافؤ والاحترام المتبادل.

8- التأكيد على استقلالية المنتدى والعمل على صيانتها، خصوصاً وهو ليس جزءًا من دولة أو حكومة أو حزب أو جهة سياسية أو أيديولوجية، وإنّما فضاء حرٌ لمثقفين أحرار يؤمنون بالحوار والتفاهم والتعاون وصولاً للتكامل.

ثانيا- خطة عمل العام 2019

جرى استعراض خطة عمل المنتدى المقترحة لما تبقّى من عام 2019، وانصبّت المناقشات على إجراء تكثيف للخطة بغية تحديد مهمات تتناسب مع ما تبقى من المدة الزمنية للعام الجاري، وقابلة للتنفيذ بالإمكانات المتاحة، والتوسّع في موارد المنتدى لتشمل عائدات إعداد الدراسات وتقديم الاستشارات والنصح الذي يقدمه المنتدى للجهات الأخرى، خصوصاً في عمله المستقبلي. وتم التوافق على الآتي:

1- التفكير في نشاطات ومبادرات أخرى للعام 2019 وللأعوام التالية، تضاف إلى الخطة من قبيل منح الشهادات التقديرية وتخصيص جائزة سنوية للناشطين في بث روح العيش المشترك واحترام الخصوصيات الثقافية وتعميق المشتركات، وكذلك إقامة مؤتمر سنوي لمناقشة الانجازات المتحققة والأفكار المقترحة، وكذلك إعداد أوراق مهمة في القضايا التي ناقشها الاجتماع التأسيسي للمنتدى.

2- فتح صفحة أو حساب في مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك وتوتير).

3- ضرورة حضور المنتدى في المناسبات التي تمثل تقاليد راسخة لدى المجموعات الثقافية لأمم الإقليم للتعريف بالمنتدى وتأكيد المشاركة الوجدانية.

4- التواصل مع “منتدى الفكر العربي” في عمان والمعهد العربي للديمقراطية في تونس لتنسيق العمل والإفادة من نتائج المشاورات والمؤتمرات السابقة بهذا الشأن، وتعزيز التعاون لبناء شبكة واسعة لفكرة التكامل الإقليمي.

5- العمل على الحصول على ترخيص قانوني لفتح فروع للمنتدى أو منتديات موازية في بلدان الإقليم الأخرى بهدف تعزيز حضور فكرة التكامل في هذه البلدان، علماً بأن لبنان خطا الخطوة الأولى على هذا الصعيد بتأسيس منتدى باسم التكامل الإقليمي، وتم تسجيله بصورة رسمية في بيروت.

6- خوّل مجلس الرئاسة التواصل مع نواتات من ممثلي البلدان للتحرّك باسم المنتدى.

ثالثا- اختيار رؤساء وأعضاء الهيئات

وفي جلسة اليوم التالي السبت 11/5/2019 نوقشت مسألة اختيار رئيس ومجلس المستشارين، وتم الاتفاق على إرجائها إلى وقت لاحق للمزيد من الاتصالات والمشاورات لاستكمال قوامها وتقرّر اعتبار من حضر وأبدى موافقته على الحضور عضواً في الهيئة العامة .

وتقرر ما يلي:

1- تكون الرئاسة لمدة عامين وهي دورية ويمكن تجديدها لمرّة واحدة فقط.

2- توزّع المهمات بين الرئيس ونوابه وفقاً للاختصاصات والمهمّات بحيث يكون كل عضو فيها مسؤولاً في مجال عمله بصفته نائباً للرئيس في إطار من لا مركزية العمل واتّباع الهيئات والشخصيات بصلاحياته.

3- يتكون مجلس الرئاسة من :

1. الأستاذ وثاب شاكر الدليمي – رئيساً (العراق)

2. د. خالد شوكات – نائباً (تونس)

3. د محمد المخلافي – نائباً (اليمن)

4. الأستاذ محمد صالح صدقيان – نائباً (إيران)

5. د. توران كسلاكجي – نائباً (تركيا)

6. الأستاذ الدكتور أحمد الخولي- نائباً (مصر)

7. البروفسور شيرزاد النجار – نائباً (إربيل – العراق)

8. الأستاذة إليانا بدر – نائبة (لبنان)

9. الأستاذة جاكي درفشيان – نائبة (لبنان)

وحدّدت المهمات وفقاً لما يأتي: الناطق الرسمي والشؤون القانونية والإعلام والمالية وشؤون العضوية والعلاقات والتنسيق الداخلي ومسؤول الأنشطة الدورية والفاعليات المختلفة. وتم الاتفاق على أن يكون الأستاذ سعد محيو مديراً تنفيذياً للمنتدى . كما تقرر طبع وثائق الاجتماع واختيار شعار للمنتدى يتفق مع أهدافه وتكثيف اللقاءات بين أعضاء مجلس الرئاسة، خصوصاً وإن مرحلة التأسيس تحتاج إلى الكثير من الجهد والتواصل.

وكان اجتماع الهيئة التأسيسية قد تلقى دعوة لانعقاد حلقة نقاشية حول التكامل الإقليمي من تونس، كما وصلت دعوة أخرى من اسطنبول لعقد دورة جديدة للمنتدى، وأعلن الدكتور نجدت عقراوي استعداد إربيل لاستضافة أعمال المنتدى أو إحدى فعالياته.

وفي ختام أعمال اجتماع الهيئة التأسيسية ألقى الأستاذ وثاب شاكر الدليمي، كلمة شكر فيها الحاضرين باسم مجلس الرئاسة على ثقتهم باختياره رئيساً، وتعهد بالعمل لتحقيق أهداف المنتدى بما يضمن تعزيز العلاقات وتوثيقها والعمل على تذليل الصعوبات، لأجل بناء علاقات متكافئة أساسها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وبما ينسجم مع قيم السلام والتسامح والتآخي بين الشعوب والأمم.

(المركزية)

السابق
هل نرحّل نصف مليون لبناني؟!
التالي
قادة فلسطينيون: تغريدات مبعوث واشنطن لمحادثات السلام تظهر عدم وجود اتفاق عادل