الإخوان على لائحة الإرهاب.. أميركا تضع اللمسات الأخيرة

الاخوان المسلمين

تضع إدارة ترمب وحلفاؤها في الكونغرس اللمسات الأخيرة للجهود المبذولة من أجل إدراج التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مجموعة إرهابية، تتويجا لجهد استمر لسنوات بمحاصرة التنظيم المتطرف وتجفيف موارده، وفقا للعديد من المسؤولين الأميركيين، الذين أدلوا بتصريحات حصرية إلى صحيفة Washington Free Beacon في إطار تحقيق قام بإعداده آدم كريدو.

وأكد كبار مسؤولي إدارة الرئيس ترمب لـFree Beacon هذا الأسبوع أن الرئيس الأميركي يعتبر جماعة الإخوان المسلمين مصدر تهديد رئيسيا للأمن القومي الأميركي، لذلك أمر البيت الأبيض بمواصلة الجهود الرامية إلى إدراج التنظيم الدولي للإخوان كمنظمة إرهابية.

إيران وحزب الله
من جهته، بذل السيناتور‏ تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ، جهودا كبيرة ومتواصلة للوصول إلى هذا التصنيف، كما أنه يعمل حاليا على سلسلة من الحزم التشريعية التي من شأنها أن تبدأ التحقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها.

وقالت مصادر إن هذه التشريعات ستمهد الطريق أمام إدارة ترمب والكونغرس‏ لإدراج الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا رسمياً في المستقبل القريب.

إن إدراج جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي يتماهى مع الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة ترمب لقمع رعاة الإرهاب الدولي، بما فيهم النظام الإيراني ومنظماته الفرعية مثل حزب الله.

ترمب لا يتهاون مع الإرهاب
واتخذت الإدارة مؤخرا الخطوة غير المسبوقة المتمثلة في إدراج الحرس الثوري الإيراني، بما فيه فيلق القدس التابع له، كجماعة إرهابية. وتحول الآن انتباه المسؤولين إلى جماعة الإخوان المسلمين، حسب ما أكدت المصادر.

وصرح مسؤول أميركي كبير قائلا: “كان الرئيس ترمب واضحا دائما عندما أكد أنه يمنح أولوية قصوى لسلامة الأميركيين، وأنه يأخذ أي تهديد إرهابي على محمل الجد، وهو ما ظهر جليا مؤخرا عندما أصدر قراره بإعلان فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني كمنظمات إرهابية أجنبية، فيما يعد هذا تطورا غير مسبوق يكشف عن مؤسسية استخدام النظام الإيراني للإرهاب كـ”أداة للدولة”.

خطوات مدروسة وفعالة
وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، إن الرئيس ترمب “استمع إلى المخاوف التي عبر عنها أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي الولايات المتحدة أيضا، بشأن جماعة الإخوان المسلمين”، موضحا أن “أي إدراج محتمل سيخضع لسلسلة من الخطوات في إطار عملية متكاملة ومدروسة وشاملة”.

وتحقيقا لهذه الغاية، يقوم السيناتور كروز بصياغة مسودات قوانين ستساعد إدارة ترمب في تحديد الشبكات المتعددة ذات الصلة بالإخوان والتنظيمات المنبثقة عنها والتابعة لها، والأصول المالية التي تمتلكها.

وأكدت المصادر أن هناك مشروع قانون يركز على نطاق واسع على زعزعة أنشطة الإخوان، ويساعد في تحديد الأطراف التي يتوجب أن تخضع للعقوبات وإدراجها في قائمة التنظيمات الإرهابية.

كما سيكون هناك تشريع ثان ٍبمثابة تكملة، يعنى بتحديد أنشطة زعزعة الاستقرار، التي يقودها الإخوان في الخارج.

تداعيات متوقعة على نطاق عالمي
وطبقا لما ذكره متحدث باسم السيناتور كروز لـFree Beacon: “يعتقد سيناتور‏ كروز أن للإخوان المسلمين شبكة عالمية تتكون من إرهابيين وجماعات متطرفة وإرهابية”.

ويسعى السيناتور كروز من خلال جهوده في الكونغرس إلى تقديم سلسلة من التقارير والتفويضات التي يتوفر من خلالها لأعضاء الكونغرس وللشعب الأميركي المعلومات والتشريعات القانونية التي تفيد من أجل التعاطي والأخذ بزمام المبادرة لحماية الأمن القومي الأميركي.

وتعد هذه المجهودات التشريعية ثمار تتويج لسنوات من العمل قامت به إدارة ترمب وحلفاؤها في الكونغرس لإدراج جماعة الإخوان المسلمين رسميا كمنظمة إرهابية، وهي الخطوة التي ستكون لها تداعياتها العالمية على المنظمة الإسلامية وحلفائها في المنطقة.

مشاورات أمن قومي
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن الإدراج يمضي قدما في طريقه عبر القنوات الداخلية المناسبة، حيث قالت ساندرز: “إن الرئيس ترمب تشاور مع فريقه للأمن القومي، وزعماء في المنطقة (الشرق الأوسط) الذين يشاطرونه قلقه، وأن الخطوة لإدراج الكيان كمنظمة إرهابية تسير في طريقها من خلال عملية داخلية”.

وقال أحد كبار مسؤولي الكونغرس ممن هم على دراية بالجهد المبذول في هذا السياق، في تصريح حصري لـFree Beacon إن الأمر سيستغرق بعض الوقت كي يقوم المسؤولون الأميركيون والهيئات الرقابية ذات الصلة بتقديم محاسبة شاملة لأنشطة المجموعة، وأعضائها وأصولها في جميع أنحاء العالم.

ناحية قانونية
أوضحت المصادر لـFree Beacon أن جماعة الإخوان المسلمين تدير سلسلة من الشبكات المنفصلة في العديد من البلدان، وبالتالي فإنها ستحتاج لتشريع يمنح مرونة في التعامل مع قضاياها.

وشرح مصدر مسؤول بالكونغرس، متحدثا فقط من خلال خبرته من الناحية التشريعية: “إن فكرة كروز تدور حول أن جماعة الإخوان المسلمين ليست هي نفس الكيان في كل مكان، لذا لا يمكن أن يتم استيعابها بموجب مظلة قانونية واحدة تعطي حلا شاملا. وإنما يجري إعداد مسار يسمح بمرونة التحرك حوله في إطار نهج شامل بدلاً من أسلوب التعاطي بقياس واحد يتناسب مع كافة الملابسات”.

نهج جديد من نوعه
ويضيف المصدر شارحا “سيكون هناك بالفعل حاجة، في بعض الأحيان، لإدراج الكيان كمنظمة إرهابية. وهناك أيضا مشروع قانون آخر يتعاطى مع كيفية مساعدة واشنطن لحلفائها الذين يتعرضون للتهديد، وبشكل عام فإن النهج الكلي يختلف عما تم تجربته في الماضي”.

السابق
اصطفافات النووي.. العالم بين موقفين: نعم لأميركا والحق مع إيران
التالي
الموساد نقل لواشنطن نوايا إيران ولذا اوقفت الحرب على غزة