تاريخ بيروت الحديث.. حكاية عمر يرويها كما عاشها

صدر في بيروت عن دار صادر العريقة كتاب “تاريخ بيروت الحديث: التراث العادات والتقاليد الأسواق السينما المطابع والأحياء” لمؤلفه محمد صالح أبو الحمايل. وهو في 450 صفحة بتجليد مميز. وهو ليس تاريخا أكاديميا أو بحثا قام به شخص ينقل في الكتب، بل هو إجمالاً مزيج من العمل الميداني والسيرة الذاتية للمؤلف وتسجيل لانطباعات وقراءات وتجارب في بيروت صاغها شخص مثقف قرأ الكثير من الكتب أيضاً وعاش بين الناس.

اقرأ أيضاً: اتحاد نقابات عمال فلسطين في صور يُنظّمان وقفة تضامنية في يوم العمال

تمتعت كثيراً فيما قرأته في الكتاب عن الأسواق التي اندثرت في زمن الحرب وعن شارع المكتبات قرب اللعازرية ودور السينما والمسرح ثم حديث المؤلف عن ذكرياته في الطريق الجديدة والملعب البلدي وكيف نشأت جمعيات عريقة كجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية واعتراضه أنّ هناك من يظن أنّ بيروت مقتصرة على عائلات سبعة في حين هناك عشرات العائلات القديمة ويذكر مؤسسي جمعية المقاصد في القرن التاسع عشر. ويتطرق إلى أزمنة الحرب والولات والاغتيالات ويتكلم عن التنوع الديني وعن العادات والتقاليد.

كتاب
والمثير في كتاب أبو الحمايل هو عشقه للمطالعة ولتثقيف نفسه وانفتاحه على الثقافة الغربية وعشقه للسينما وبدايات دورها في بيروت قديماً وانتشار الدور في الأحياء السكنية. تشعر وأنت تقرأه أنه يمسك بيدك ويسير بك في الشوارع والأحياء يخبرك عن ماضيها وشخصياتها وقبضاياتها وعن أبو عبد البيروتي (من فضلكم ليس أبو العبد) وعن أبو راشد وأبو طالب وعن الروشة وزقاق البلاط وجامع عبدالناصر والبسطة وسوق سرسق وسوق الخضار، الخ.
هو تاريخ شفهي إذا شأنا على الطريقة الأميركية “أورال تراديشن” ولكن بقلم شخص مثقف يندر أن نصادف من أمثاله هذه الأيام في بيروت.

السابق
ما بعد «داعش» الميدان السوري في عين العاصفة والمجابهة القادمة بين حلفاء الأمس
التالي
النائب بلال عبد الله ينشر مقطع فيديو يظهر تلوثاً كبيراً في البحر قبالة شاطئ الجية؟!