هل موّلت السعودية داعش؟ تفاصيل جديدة يكشفها الأمير بندر بن سلطان

من مقابلة الأمير بندر ين سلطان مع “إندبندنت عربية”:

في أواخر 2014، بدأ الحديث عالمياً عن أن السعودية ضخت الأموال والأسلحة والسيارات لتنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق، وأن الأمير بندر كان أحد مهندسي إنشاء جماعات إرهابية جديدة على الأراضي السورية. قال لي الأمير : “قرأت سؤالك”، وكنت قد بعثت إليه قبل الحوار ب 48 ساعة بأبرز المحاور والنقاط التي أريد محاورته عنها، وكان من بينها دوره في حرب سوريا.

وبعد أن سألت السؤال، قال : “على كل حال” ، ثم انطلق بالإجابة وقال : “لا يوجد رجل عاقل يحضر السم ويضعه في كأسه ويشربه ويدعو ربه ألا يموت، لا بل نؤكد أنك ستموت إذا شربت السم. “داعش” سم ليست لنا فقط، بل للدين الإسلامي والعالم. في 11 سبتمبر 2001، كان الرئيس بوش الابن سيلقي خطاباً في الأمم المتحدة ويعلن فيه حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل ويعترف بالدولتين، وجلسنا نعمل على نص الخطاب قرابة 10 أيام، مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جورج تينيت، وهذه نتائج اجتماع المزرعة الذي تحدثت عنه سابقاً والجهود الإضافية التي بذلت، وحين انتهينا من النص الذي سيعلنه بوش، بعد أيام عمل متواصلة وصعبة، وبقيت الموافقة على النسخة النهائية لمسودة الخطاب والتي سيلقيها الرئيس في 12 أو 13 سبتمبر. ليلة 8 سبتمبر، اتصل بي جورج تينيت، وقال إنه استلم رسالة من كولن باول، ويأمل أن نؤجل الاجتماع النهائي الذي سنتفق فيه على الخطاب إلى 10 سبتمبر لأن لدى باول زيارة لبعض دول أميركا الجنوبية. وأعود وأقول لو أننا بحثنا عن أعدى الأعداء للعرب والمسلمين لن نجد من ينجح في تدمير الأمة كما فعل تنظيم القاعدة في 11 سبتمبر وأفسد كل ما تم الترتيب له لخدمة القضية الفلسطينية”.

سألت الأمير مرة أخرى، ماذا عن تنظيم “داعش” الإرهابي، ثم أجاب : “أنت يا أخ عضوان تذكرني بالمنطق الإيراني، أو بالمعنى الأصح، بالتبرير اللامنطقي” ، استغربت مقاطعاً : “أنا” ؟ فقال الأمير دعني أشرح لك ما أقصد : ” السؤال منطقه إيراني لا أنت”، واستطرد ، “كانت إيران تدعي أنها ضد التواجد الأجنبي لأساطيل الدول في الخليج العربي، وتنسى سبب تواجدها، وللتاريخ لم يكن هناك أي تواجد لأي قوات أجنبية في الخليج إلا سفينة واحدة فقط اسمها (لاسال) كانت في البحرين. وعندما قامت إيران بنشر الألغام في الخليج، مما أدى إلى عرقلة الملاحة الدولية، خاصة ناقلات النفط، قامت الدول مضطرة بعملية ما يعرف بتبديل الأعلام على سفنها ووضع الأعلام لعدد من الدول والتي أرسلت أساطيلها لحماية تلك السفن التي تحمل أعلامها وهذا هو سبب تواجد الأساطيل الأميركية والفرنسية والبريطانية والسوفييتية – الروسية. إذاً، كان هنالك فعل وهو تلغيم الخليج نتج عنه رد فعل وهو قدوم الأساطيل”.

ويعود ويكمل : “دعمنا للمقاومة السورية المعتدلة لم يكن سراً، كانت الاجتماعات علنية في الرياض واسطنبول وعمّان، لوزراء الخارجية ورؤساء الاستخبارات وغيرهم، ومثلما قلت لك، وكان الدعم اللوجستي للمقاومة السورية فقط أي الجيش السوري الحر. كان هنالك في غرفة العمليات ممثلون من كذا دولة ومن بينها السعودية وتركيا وقطر ودول غربية عديدة، وحين توليت رئاسة الاستخبارات، اقترحت فتح غرفة أخرى في الأردن. وكل ذلك علنياً وليس سرياً، وهذا مرتبط بتصريح لوزير خارجية قطر ورئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم حين قال إن السعوديين حين شاهدونا أخذنا دور الريادة في سوريا بدأوا بالتدخل، وهو يعرف لماذا تركنا العمل معهم ومع الأتراك ونقلنا تنسيق الدعم عبر الأردن بصفة رئيسية مع استمرار الدعم عبر تركيا”.

وكان الشيخ حمد بن جاسم قد تحدث عبر قناة قطر في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 أن مساعدات الدول للمعارضة السورية كانت تتم عبر تنسيق مشترك وتمر بتركيا، وهو ما يتطابق مع حديث الأمير بندر، وأضاف حمد بن جاسم في تلك المقابلة أنه قد يكون هناك خطأ ما والدوحة دعمت فصيلاً معيناً – مؤكداً دعمهم لجبهة النصرة ونافياً دعم داعش – ويقول الشيخ حمد : “هذا حدث؟ ممكن”، ثم استخدم عبارة “الخندق الواحد”.

 

إقرأ أيضاً: حمد بن جاسم وقصة القاعدة الأميركية.. بيكر منتقداً الدوحة: أغبياء دعهم يتعلمون

السابق
عن خفايا حرب الخليج الثانية.. الإيرانيون دعموا السعودية وأوقعوا بصدّام!
التالي
ارتفاع سعر صفيحة البنزين والمازوت والغاز