جعجع: نحن أمام تحدي إقامة دولة لا يعلو قانونها أي قانون آخر

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع خلال لقائه وفداً من مصلحة المعلمين في “القوّات اللبنانيّة”أننا “لا نعيش اليوم في وطن بكل ما للكلمة من معنى، نعيش على أرض فيها مشروع وطن وآباؤنا وأجدادنا ناضلوا من أجل أن يكون لدينا فيها وطن ولو لم نصل إلى هذه المرحلة بعد وبالتالي علينا بالدرجة الأولى العمل على الوصول إلى الوطن، فنحن لو أخذنا الدرجات الست وانهارت الليرة فماذا نكون فاعلون؟ عندها يصبح مرتب كل أستاذ منكم يساوي نصف مرتبه اليوم من ناحية القوّة الشرائيّة وفي هذا الأطار لنفترض أن الدولة أقرت سلسلة الرتب والرواتب للجميع وليس هناك مال متوفر في خزينة الدولة لتغطيتها فما الجدوى في ذلك؟ لذا عليكم بالدرجة الأولى أن تدركوا أن القيادة الحزبية عليها العمل على صعيد الوضع العام ككل ماذا وإلا نكون جل ما نقوم به هو خيانتكم فنحن لا يمكننا ان نكون شعبويين ولو أننا خسرنا في أوقات كثيرة بسبب هذا الأمر إلا أن جل ما يمكنني أن أقوله لكم هو النظر إلى أين أودت بنا الشعبويّة التي دامت 30 عاماً وعندما وضعت أمام الإمتحان حيث يكرم المرء أو يهام أحرق جورج زريق نفسه الأمر الذي لم نشهده يوماً في تاريخ لبنان الحديث”.

وشدد جعجع على أن “التاريخ يمهل قليلاً إلا أنه لا يهمل أبداً لذا أقصى طموحاتنا أن نبقى صادقين مع أنفسنا قبل أي شيء آخر وليس السعي وراء كسب النقاط الآنية إذ جل ما يهمني هو أن ممارسة قناعاتي والقيام بما أراه صواباً ويقع في الصالح العام وليس اعتماد نهج المسايرة باعتبار أنه لو حصلنا كل ما أمكننا تحصيله من مطالب في هذه الدنيا وأصبحنا غرباء في وطننا فهذا لن يفيدنا في شيء”.

إقرأ أيضاً: جعجع يتبنى وثيقة العلامة السيد علي الأمين.. فما هو مضمونها؟

وأوضح جعجع أن “ما نراه اليوم ليس بدولة فقرار السلم والحرب والأمن والإستراتيجيّة ليس بيدها، الأمر الذي يحوّلها إلى بلديّة كبيرة في مكان ما”، لافتاً إلى أن “هناك من يتهمنا جراء موقفنا هذا بأننا مع العدو الصهيوني إلا أنه في الحقيقة طريقة تصرّف هذا البعض هي ما أوصلت العدو الصهيوني إلى ما هو عليه اليوم فيما أكثر ما أزعج وأرعب هذا العدو ليس تلك الخربشات التي يقومون بها وإنما ما قامت به دولة الإمارات العربيّة المتحدة منذ أسبوعين باستقبالها البابا فرنسيس والمظاهرة التي شهدناها، وإذا هناك من أمر يرعب إسرائيل فعلياً فهو هذا الحدث وبعض التصرفات العربيّة هي التي تضايقها بشكل مباشر وليس تلك الخنفشاريات والمزايدات والشعبويات فالجميع يعرف أن إسرائيل من دون غطاء المجتمع الدولي ليست بالشيء المهم وإنما هي على قدر ما هي عليه لا أكثر في حين أنهم يدعون مواجهتها وينقضون بشكل يومي على المجتمع الدولي لذا فإن كل ما نسمعه في هذا الإطار لا يعدو كونه للإسهلاك الداخلي لا أكثر”.

وتابع جعجع: “إن التحديين الأساسيين اللذين يقفان في وجه مشروع الوطن هما إقامة دولة بكل ما للكلمة من معنى حيث لا يعلو قانونها أي قانون آخر ولا صوت يعلو فوق صوتها لا أن يكون المبدأ السائد فيها هو “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”. أما التحدي الثاني فهو إدارة الدولة والمشكلة هنا تكمن بأن الإدارة سيئة إلى حد أنها تخرّب الوضع أكثر من عدم وجود الدولة أو وجود دويلة داخل الدولة فمصداقيتنا العربيّة والدوليّة أنعدمت جراء سوء إدارتنا للدولة ولن نتمكن من الحصول على فلس واحد من مؤتمر “سيدر” من دون إنجاز الإصلاحات مسبقاً وهذا لأن لا ثقة للمانحين بنا فنحن اقترضنا سابقاً مراراً وتكراراً بناءً على وعود بالإصلاح ولم نحرّك ساكناً في هذا الإتجاه”.

ورأى جعجع أنه “لو اقتصر الأمر على تحدي وجود الدويلة فقط لكان الأمر أسهل علينا بكثير للوصول إلى الوطن الذي نريده إلا انه مع انعدام إدارة الدولة فقد أصبح الأمر أصعب بكثير باعتبار أنه لو كان الآخرون يعملون على بناء دولة فعليّة في ظل وجود الدويلة لكان هذا الأمر وحده بمثابة الحل لوجود تلك الدويلة”.

وذكّر جعجع بأنه “في ستينيات القرن الماضي، في أيام المارونيّة السياسيّة التي هاجموها بشكل كبير، وأنا لا أقول أننا يجب أن نعود إليها ولكن كان آن ذاك رئيس وزراء سنغافورة التي تعد اليوم من أنجح الدول بدخل قومي قرابة الـ300 مليار دولار سنوياً بتعداد سكاني قرابة الـ10 مليون نسمة، كان يقول إنهم يريدون وضع كامل جهدهم في العمل من أجل أن تتحوّل سنغفورة إلى لبنان آسيا وللأسف انظروا اليوم أين أصبحنا وأين أصبحت سنغفورة”.

وأردف جعجع: “نحن كـ”قوّات لبنانيّة” لدينا اليوم هاذين التحديين وأولهما استراتيجي مرتبط بلبنان والمنطقة ومتشعب جداً لذا علينا الرسوخ في مكاننا والصمود من أجل أن نرى كيف من الممكن حلّه أما التحدي الآخر الذي من الممكن حله فوراً وهو طريقة أدارة الدولة وهذا هو سبب التوتر الذي شهدته علاقاتنا مع حلفائنا الجدد والبعض من حلفائنا القدامى”.

السابق
المرصد السوري: قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على آخر معقل لداعش شرق الفرات
التالي
حزب الله لأول مرة: يمنح الثقة لحكومة الحريري ويعتذر عن تهجّمات نائبه