افرام يعطي الحكومة ثقة مشروطة

نعمة افرام

أكد النائب نعمة افرام في كلمة خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري أنه “في زمن تتعاظم فيه الاوجاع يتطلع الينا الشعب منتظرا الفرج وطالبا من كل واحد منا العمل بما يخفف عنه وطأة الايام وما ينقذ الوطن من الموت الرحيم”.

وقال: “كم صادم أن الانتحار لم يعد خبرا عاجلا، وصورة البحث عن طعام في صناديق القمامة باتت روتينية. إذ أقف اليوم أمام المجلس النيابي الموقر مناقشا الحكومة العتيدة، لا أخفي عليكم ما في داخلي من كابوس يطاردني، ومن حلم يراودني”.

وسأل “أيعقل أن لدينا في لبنان أفضل الخبرات وأكثرها تميزا واحترافا، ونعاني في الوقت عينه من أسوأ الخدمات العامة؟ أيعقل لهذا الوطن الذي أعطى في مجالات متميزة عديدة أن يعجز أمام بديهيات أوصلت دولته إلى مصاف الدول الفاشلة في إدارة هذه القطاعات؟ أيعقل للوطن لذي صاغ يوما بعد الحرب العالمية الثانية بحكمة وحنكة شرعة حقوق الانسان، أن يصل الانسان إلى هذا الدرك المخيف من انتهاك الكرامة البشرية في مستوى الحياة اليومية وأبسط حقوق الانسان فيه؟

اقرأ أيضاً: لماذا سمّى جميل السيد الحريري بـ«الرئيس المغيّب».. وكيف جاء الرد؟

وتمنى أن “نعود لمعنى وجوهر لبنان. إلى روحه التي جعلته أكبر من مساحة جغرافية، وأوسع من باحة تلاق وعيش مشترك. حلمي هو الانسان في لبنان القادر على نقلنا من عوالم الكوابيس السود والاحلام المزهرة، إلى واقع مؤسساتي متألق بميثاق جديد”.

وتابع: “حسنا فعلت الحكومة باختيارها العمل شعارا. في تقديري أن التحدي الأساسي لها ولنا جميعا، هو في اعتماد أفضل منهجية وأفعل خيار لاستعادة ثقة المواطن بالدولة. حسنا وصفت الحكومة الوضع بأننا جميعا في مركب واحد، والثقوب التي تهدد هذا المركب معروفة، ولم يعد من المجدي تقاذف المسؤوليات حولها. حسنا انكبت الحكومة على تظهير التشريع المطلوب في بيانها الوزاري، وربما للمرة الأولى، في سبيل إطلاق الاستثمار العام لا سيما في البنى التحتية والقطاعات كافة، التي وصل فيها النمو إلى حائط مسدود. حسنا اعتمدت الحكومة تصحيح الخلل الاقتصادي بزيادة حجم الاقتصاد، وليس بالتقشف المفرط ولا بفرض ضرائب عشوائية. فسياسة استثمارية ذكية وشفافة كفيلة لتفوق نسبة زيادة الناتج المحلي على نسبة زيادة الدين العام. بذلك نطلق نهضة اقتصادية ونعيد ثقة الأسواق المالية”.

وقال: “إني أجد في البيان الوزاري خارطة طريق إنقاذية لا بأس بها، لكنه أغفل مصطلحات أجد من الضروري أن تدخل في قاموس تعاملنا الرسمي لبناء ذهنية وثقافة جديدة في العمل. كان ينبغي عدم اغفال كلمة الإنتاجية ومفهومها كمبدأ عام في البيان الوزاري فخلق القيمة المضافة هي أساس في القطاع العام ويجب أن يعلو عن أي مساومات لتقديم الخدمة الفضلى بأدنى كلفة ممكنة بشفافية واحتراف. كان ينبغي عدم إغفال مفهوم وآليات خلق فرص العمل. إذ أن رسالة الكيانات الوطنية والقومية هي تطوير حياة الانسان وحمايتها، وتبدأ بتفجير طاقات أبناء الوطن على أرضه”.

كما تمنى “لو تمت الإشارة في البيان إلى بعض المهل الزمنية للإصلاحات التي طرحتها الحكومة على المستويات كافة. فنحن لم نعد، ولم يعد اللبنانيون معنا يحتملون الوعود والانتظار”، وقال: نريد صدمة إيجابية واحدة تلو الأخرى. لم يعد لدى الحكومة ولدينا، ترف التمهل أو التأجيل أو النكايات في أخذ القرارات في وقتها وبسرعة”.

وشدد على أنه “وحدها منظومة الشراكة الجديدة على أساس الإنتاجية، تستطيع أن توقف دوامة الشلل والهواجس والهجرة، فتبني دولة جديدة، عادلة، قادرة، ومنتجة، في كيان مستقر في خدمة الإنسان”.

ومنح ثقة للحكومة مشروطة بـ3 أهداف خلال مئة يوم: الموافقة على خطة للكهرباء تحقق التوازن المالي والتغذية 24/24، تسمية الهيئة الناظمة لإدارة النفايات واقرار مراسيم تطبيقية لقانون إدارة النفايات، وإقرار سياسة عمل بين كل الوزارات لخلق 30 ألف فرصة عمل/سنة تكون بمثابة خارطة طريق للاقتصاد”.

السابق
حديث ودي بين شدياق والموسوي
التالي
سامي الجميل: لن نمنح ثقتنا لحكومة لا ثقة بين وزرائها ولا يجوز لحزب أن يورط دولة