الإسراع بتفعيل العمل على مشروع «الحزام والطريق الاقتصادي» في الشرق الاوسط وخاصة لبنان

الاقتصاد لبنان الصين

في إطار اللقاء الذي جرى في الصين حول مشروع «الحزام والطريق الاقتصادي» تحدث الأستاذ وائل خليل ياسين قائلاً:

السيدات والسادة، الحضور الكريم
يسعدني في هذا اليوم أن نلتقي وقد جمعنا بلد صديق له تاريخ عريق يتجاوز ١٢٠٠٠ عام، يربطنا به علاقات وطيدة على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي والشعبي.
حيث اننا ونحن بلدان الشرق الاوسط نسعى الى تطوير المصالح المشتركة، حيث تجلى مشروع الحزام والطريق الإقتصادي كإحدى الرؤى التي تتجه اليه انظارنا منذ إنطلاقه.
لبنان البلد القلب للشرق الأوسط الذي يتوسط القارات الثلاث (آسيا، أوروبا، أفريقيا) وامتاز عبر التاريخ أنه جسر الربط بين الشرق والغرب ولديه التاريخ الطويل في مجال التبادل التجاري منذ آلاف السنين من عهد الفنيقيين وهو من المؤكد أنه كان من المحطات الرئيسية للتواصل التجاري بين الصين وباقي البلدان.

لقد حضرنا اليوم لنطرح عليكم رؤيتنا
التي نعمل لأجلها مع المسؤولين السياسيين و الاقتصاديين في لبنان والشرق الاوسط ونسعى هنا في الصين بعلاقاتنا وتواصلنا مع المسؤولين لإنجاحها بضمها لمشروع الحزام و الطريق .
هذه الرؤية تتمثل بالتركيز على أهمية منطقة الشرق الأوسط و خاصة لبنان وكيفية ربط دول الشرق الأوسط بمشروع الحزام والطريق واستخدام البنى التحتيه الاقتصادية الحالية وتطويرها لما يخدم مصلحة الشعب الصيني ونهضة شعوب منطقة الشرق الأوسط.

بداية لا بد لنا الا والتذكير بأن منطقة الشرق الأوسط لها عدة ميزات أهمها:
– تتميز بوجود أهم الممرات المائية العالمية الأكثر حركة للنقل التجاري، فهي تربط المحيط الهندي بالخليج العربي من جهة عبر مضيق هرمز، تربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب من جهة تانية، كما تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر قناة السويس من جهة ثالثة.

اقرأ أيضاً: برعاية ملكيّة: السفير بخاري يحقّق أمنية طفلة «الفستان الأزرق»…

كما يتميز بوجود أهم الموانىء الرئيسية في خارطة المواصلات المائية العالمية.

-يتميز الشرق الاوسط بانه المركز الثقل لإنتاج المواد الخام في العالم، كما يشكل أهم و أكبر الاسواق العالمية استهلاكياً للبضائع الصينية و العالمية.

إن الإسراع بتفعيل العمل على مشروع الحزام والطريق في الشرق الاوسط وخاصة لبنان له أهمية كبرى في ظل الظروف السياسية الراهنة حيث أننا على مشارف إيقاف الحرب في سوريا واليمن. لذالك تتجه أنظار العالم للدول المجاورة لسوريا واليمن وبالأخص لبنان لتميزه بقربه من سوريا، لذلك يجب الاستفادة بالاستثمار في تطوير البنى التحتية الاقتصادية الحالية واستحداث بنى تحتية اقتصادية جديدة . ولدينا رؤية لذلك على صعيد لبنان و نعمل على إنجاحها وهي تتمثل بالاستثمار في تطوير وتشغيل ميناء و معرض طرابلس، شبكات المواصلات البرية و سكك الحديد بالإضافة كما انشاء سوق للبضائع الصينية شبيه بـ”دراغون ماركت” دبي و ميناء جاف في محافظة البقاع وانشاء المصانع المشتركة بين المستثمرين الصينين واللبنانين في منطقة صناعية حرة.

لإنجاح مشروع الحزام والطريق بشكل عام وبكافة الدول، أرى أن ذلك يجب ان يترافق مع برنامج صيني هدفه الإنفتاح الثقافي والإجتماعي والتربوي في كافة الدول التي يمر بها المشروع، وذلك يكون عبر التوسع في تقديم المنح الدراسية وإنشاء المراكز الثقافية ومراكز تعليم اللغة الصينية لأهمية ذلك في تسهيل الأمور للشركات والمستثمرين في هذه الدول، وهذا ما يؤسس لتوطيد العلاقات بين شعوب هذه الدول والشعب الصيني على المدى البعيد، بذلك تصل الصين الى شراكة استراتجية دائمة في كافة المجالات.
كما على الحكومة الصينية القيام ببعض الإجرآت أهمها:
-الإنفتاح على شعوب دول المشروع بتقديم الدعم التقني للمؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية.

-العمل على إنشاء علاقات شراكة وتوأمة بين المدن والجمعيات الصينية والجمعيات ونظيرتها في جميع دول المشروع و خاصةً لبنان.

-وجوب إعطاء الحيز الإعلاني والإعلامي في منطقة الشرق الأوسط الأهمية الكبيرة، إنطلاقاً من لبنان لشرح أهمية مشروع الحزام والطريق لتطوير المنطقة اقتصادياً، ولخلق مساحة من الثقة في الساحة الشعبية والرسمية، لما للإعلام والإعلان من أهمية في تسويق المشاريع، ولإثبات الحضور الفعلي، لذا الدعم الإعلامي مهم ومطلوب لأن يكون ذلك حافزاً لشعوب المنطقة المطالبة والضغط على الحكومات للشروع بالتعاون الفعلي مع المشروع.

الخلاصة : في الإستراتيجية الإقتصادية لدولة الصين والتي تحمل مشروع الحزام والطريق، لا يمكن أن تنجح في خطوتها ومشروعها ما لم تبني علاقات وطيدة تبدأ من الشعوب لتصل إلى الحكومات لبناء جسر من العلاقة المبنية على الثقة، فمن خلال إتصالاتنا ولقاءاتنا مع العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية، والتي أبدت إستعدادات لنسج العلاقات مع المجتمع الصيني، إلا أننا واجهنا صعوبات كبيرة لإقناع هذه المؤسسات الرسمية والإجتماعية لغياب المعلومة ولغياب عامل الثقة الذي يحتاج إلى عمل دؤوب لخلق مساحة واسعة بين هذه المجتمعات وبين الصين.

السابق
أيزنكوت: حزب الله عمل في السنوات الأخيرة على بناء قدرات واسعة للهجوم على الجليل
التالي
ريفي: وصاية إيران تمنع تشكيل الحكومة