مفاجآت أزمة «الخطوط السورية»: الطائرات قديمة.. والأسد يلجأ لبوتين والسماسرة

الطائرة السورية

نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تقريراً عن مساعي شركة “الخطوط العربية السورية” التي تملكها الدولة السورية شراء طائرات روسية في ظل الدعم العسكري المباشر الذي توفره موسكو للرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت المجلة أنّ قدرة سوريا على توسيع أسطولها من الطائرات المدنية عبر شراء طائرات غربية الصنع تعثرت بعدما خلف الأسد والده في العام 2000 واندلعت الحرب الأهلية في العام 2011، مشيرةً إلى أنّ خطة “الخطوط السورية” شراء 50 طائرة “إيرباص” جديدة قبل عقد من الزمن لم تُترجم عملياً.

اقرأ أيضاً: صحيفة تركية تكشف عن تسجيل ثان يدحض رواية النيابة العامة السعودية

وفي هذا السياق، أكدت المجلة أنّ الإدارات الأميركية المتعاقبة شنت حملة على “الخطوط السورية” التي تعتمد على 5 طائرات قديمة العهد، لافتةً إلى أنّ ديبلوماسيين أميركيين عرّفوا عن الشركة في برقيات مسربة في العام 2008 بأنّها “ملكية النظام الأضعف في وجه العقوبات الأميركية الآحادية الجانب والتي تؤثر العقوبات عليها بشكل مباشر على الدولة السورية”.

وأضافت المجلة بأنّ “الخطوط السورية” ممنوعة من شراء الطائرات وقطع الغيار والاستفادة من خدمات الصيانة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغالبية الدول، حتى في حال عرّضت هذه القيود الرحلات الجوية للخطر، مبينةً أنّ طائراتها ممنوعة من التحليق في المجالات الجوية الغربية.

توازياً، تحدّثت المجلة عن مواجهة إيران السيناريو نفسه نظراً إلى العقوبات الأميركية المفروضة عليها، قائلةً إنّ دمشق حذت حذو طهران وطوّرت سبلاً لشراء طائرات من السوق السوداء. وفي هذا الصدد، كشفت المجلة أنّ “الخطوط السورية” عمدت السنة الفائتة إلى شراء طائرة “إيرباص “A-430” عبر سماسرة في كازاخستان وتشاد، مستدركةً بأنّها تبدي تردداً لناحية تكرار هذا المجهود.

من جهته، أكّد طلال عبدالكريم، مدير عام “السورية للطيران”، أنّ القوانين المالية والنظام الساري المفعول يحظر على الشركة اللجوء إلى طرف ثالث. كما كشف عبد الكريم أنّ “السورية للطيران” تفاوض شركة “إيركوت” لصناعة الطائرات الروسية لشراء نحو 20 طائرة من طراز “MC-21” االتي تشبه في تصميمها طائرتي “بوينغ 737 ماكس” وإيرباص A320″ نيو” على أن تدخل قيد الخدمة في العام 2020.

وفيما ألمحت المجلة إلى أنّ طلب الشركة السورية لقي آذاناً صاغية لدى “إيركوت”، شرحت بأنّ الأخيرة تُعد فرعاً لشركة “الطائرات المتحدة” التي تملكها الدولة الروسية والتي فرضت على أنشطتها المرتبطة بالصناعات الدفاعية عقوبات بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.

على مستوى الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة لعرقلة بيع الطائرات الروسية لسوريا، اعتبرت المجلة أنّها “غير واضحة المعالم”، مبينةً أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيحتاج إلى ممارسة ضغط مالي على “إيركوت” وبالتالي المخاطرة بخوض مواجهة مع ذراع مهمة استراتيجياً للدولة الروسية. وفي الوقت الحالي، استبعدت المجلة لجوء ترامب إلى هذا الخيار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

السابق
صحيفة تركية تكشف عن تسجيل ثان يدحض رواية النيابة العامة السعودية
التالي
USAID لتعزيز قدرة المجتمع المدني على تشجيع المشاركة المدنية وكسب التأييد