رسالة إسرائيلية للحريري عبر فرنسا، فكيف سيتصرف؟

الحرب الاسرائيلية
سيناريو الحرب الإسرائيلية المفترضة سيجر كل مناطق لبنان إلى حرب مدمرة كما توضح التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن أي مواجهة مقبلة ستكون على امتداد لبنان بكامله وليس على مناطق وجود حزب الله فقط.

منذ مطلع العام الحالي، يعمد العدو الإسرائيلي إلى توجيه رسائل دولية مفادها أن إيران تتمدد في لبنان عسكرياً عبر إنشاء مصانع سلاح وصواريخ ذكية، ليظهر للرأي العام العالمي أنه الكيان المهدد في المنطقة لا العكس.

آخر هذه الرسائل كان طلبا إسرائيليا من فرنسا لنقل رسالة تحذير لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بشأن مصانع سلاح حزب الله، فهل تقع رحلة الحريري لفرنسا في هذا الإطار؟

لا شك أن العرض الذي قام به نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي استحوذ على اهتمام دولي ولبناني رسمي، ولكن سرعان ما خفت هذا الاهتمام، لا سيما بعد اقتناع السفراء بعدم دقة طروحات نتنياهو، وأن كلامه لا يتعدى الحرب النفسية، وذلك لأن من يريد ضرب المصانع التي عرضها لا يكشف عن مكانها! أما الآن فإنه يحاول إعادة لفت نظر العالم بتحذير لبنان عبر فرنسا بشأن مصانع الحزب، معلناً أنه اذا لم يقم لبنان بمعالجة الموضوع فستضطرإسرائيل إلى أن تتعامل معه بحدة”.

اقرأ أيضاً: الأمن الإسرائيلي وترسيخ سلطة حزب الله في لبنان

في هذا الإطار شدد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل زياد ضاهر على أن “الرئيس سعد الحريري وبعلاقاته الدولية ليس بحاجة لأن يخصص زيارة خارجية لهذا الشأن، وأنه كما اعتدنا، يفعّل اتصلاته الدولية في أي وقت لتجنيب لبنان أي مخاطر خارجية سواء كانت من قبل العدو الإسرائيلي أو غيره”.

وأضاف أنه “علينا أن نتوقع من إسرائيل دائماً محاولة زعزعة الأمن في لبنان، وأننا يجب أن لا نقدم لهم أي ذرائع لضرب عمقنا، وتقع المسؤولية الكبرى هنا على حزب الله لتغليبه المصلحة الإقليمية على المصلحة الوطنية، كما يتصرف حالياً في الموضوع الحكومي بغية الضغط على لبنان وابتزاز المجتمع الدولي بمشروعه الإيراني الذي يحاول ترسيخه لبنانيا،عشية فرض عقوبات من واشنطن على طهران، وعليه فإن وجود هذا النوع من المصانع اذا ثبت سيكون مغامرة ستطال كل لبنان وليس فقط حزب الله”.

هل هناك مصانع الأسلحة لايران في لبنان؟

اعتبر نتنياهو أوائل العام أن المصانع الإيرانية في لبنان قيد الانشاء، وبالتالي يعتقد حالياً أنها أنجزت، وأن إيران اختارت لبنان لصعوبة إقامة هذه المصانع في سوريا لأنها ستكون مكشوفة بالكامل أمام الغارات الإسرائيلية، معتقدة أن إسرائيل ستفكر كثيراً قبل ضرب العمق اللبناني، خوفا من تفجير حرب شاملة.

أين تقع هذه المصانع المزعومة؟

في شباط الماضي، كشف تقرير نقلته صحيفة الجريدة الكويتية نقلاً عن مصادر مطلعة أن حزب الله اشترى أخيراً مجموعة من الأراضي والعقارات في منطقة الشوف في جبل لبنان التي تسكنها أغلبية درزية، بهدف نقل هذه المصانع والصواريخ إليها، لإبعاد الشبهات عن مناطق نفوذه، خصوصاً في قرى الجنوب التي تسكنها أغلبية شيعية.

في هذا الإطار أكدت مصادر مطلعة لجنوبية أن حزب الله اشترى عدداً كبيراً من الأراضي في الشوف في الفترة السابقة وخاصة على ساحل الشوف، وأن العملية تتم تحت أسماء وهمية، في حين لم تؤكد المصادر إذا ما كان الهدف هو بناء مصانع أسلحة أو غير ذلك، وأضافت أن شخصاً إيرانياً كان من بين المشترين ، وكان يحضر سابقاً لإنشاء قرية سكنية في المنطقة لكن المشروع لم ينفذ.

اقرأ أيضاً: خيارات إسرائيلية صعبة لمواجهة تطور تسليح حزب الله

ليسوا بوارد الحرب.

كما رجحت مصادر عسكرية أن إسرائيل تحسب حسابا كبيرا لأي مغامرة قد تقوم بها ضد لبنان، وهي ليست في وارد دفع الأمور إلى حرب لا تعرف كيف تنتهي، وكذلك فإن حزب الله أيضاً ليس في هذا الوارد رغم تأكيده الدائم على جهوزيته التامة لأي مواجهة مقبلة.

سيناريو الحرب الإسرائيلية المفترضة سيجر كل مناطق لبنان إلى حرب مدمرة، كما توضح التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن أي مواجهة مقبلة ستكون على امتداد لبنان بكامله، وليست محصورة في مناطق وجود حزب الله فقط. تاليا لا يمكن أن يأخذ الحزب هذا القراربسهولة، لأنه لن يخرج منه سليماً ومنتصراً مهما جرب تصوير ما سيحدث من دمار، إذا حدث، على أنه انتصار كما حصل سابقاً.

السابق
الرئيس وحزب الله: الزوج المخدوع
التالي
السفير البريطاني: لا نزال نعتبر حزب الله بجناحه العسكري ارهابيا