كلنا للوطن

غريب وليس مستغربًا أن تختصر بلدة الطيبة الجنوبية في عين مقدم برنامج كلنا للوطن على شاشة تلفزيون الجديد، وفي عيون مشاركيه لا سيما الاعلامي البارز ابن الطيبة، الاستاذ عماد مرمل، ليس مستغربا ان تختصر بعين ماء تراثية ودار البلدية والمدرسة الجديدة. لن نحاكم النوايا لنقول ان ثمة حقد على تاريخ بلدة الطيبة ودارها وزعامتها، والذي هو تاريخ الجنوب اللبناني بما يختزن من اصالة وعنفوان وشهامة وعروبة ومقاومة وإباء.
ربما ومن باب حسن الظن، سنرى الأمر من زاوية السطحية الثقافية، او الثقافة المسيسة الانتقائية كما كل شيء في هذا البلد.
كمواطن لبناني جنوبي عاملي وكإبن بلدة الطيبة تحديدا، أود أن ألفت انظار #تلفزيونالجديد ومقدمي ومعدي برنامجه#كلناللوطن ، وضيوفه ومشاهديه، الى أن الطيبة هي قبلة الجنوب والجنوبيين، ودارها محجة كل اللبنانيين، دار الطيبة، مقر ومنطلق زعامة آل الاسعد. منها كامل بك الاسعد الذي دعا الى مؤتمر وادي الحجير ومنها عبد اللطيف بك الاسعد الذي نادى به الجنوبيين سلطانا حين قاوم الانتداب الفرنسي( بيشكوف خبر دولتك، سلطاننا عبد اللطيف…. باريس مربط خيلنا ورصاصنا يلحق جنيف). ومنها دولة الرئيس احمد بك الاسعد (اب الجنوب) كما سماه الشاعر الراحل ابراهيم بري، احمد بك الاسعد الذي بنى مدرسة الطيبة وشق بهمته طرقات الجنوب، هو اول من ارسل المقاومين لمقاومة العدو الاسرائيلي منذ 1948.

في الطيبة مشروع الليطاني وحامل همه ووزير التربية الذي( شتت الدنيا معلمين في عهد وزارته) عنيت به دولة الرئيس كامل بك الاسعد، صاحب الكلمة والموقف والنفس الأبية، وصاحب الدار التي لم تسلم من نار العدو الاسرائيلي وغيره من المعتدين، في الطيبة تاريخ لن تستطيع كل رياح الحقد والتشفي أن تطمس مجده. في الطيبة تاريخ لم تخلده نصبا تذكارية ولا قصورا ولا املاك ولا شركات ولا مشاريع، تاريخ الطيبة وزعامة الطيبة يخلده شعور كل جنوبي بعنفوانه وكرامته ونظافة كفه من الدم والمال.
الطيبة تفتخر بتاريخها ورجالاتها واذا لم تكن وفية لتاريخها لن يكون التاريخ وفيا لها ولتضحيات اهلها وشهدائها.

السابق
إدوارد وايت:الزراعة وتجهيز الأغذية الزراعية هما مصدران رئيسيان للفرص الاقتصادية
التالي
رويترز: التقييم الأولي يشير إلى أنّ خاشقجي قتل في القنصلية السعودية