نعيم قاسم و«لطشة» رئاسة الجمهورية: مع أو ضدّ باسيل؟!

جاء تصريح نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كقنبلة بوجه جبران باسيل، الا ان الحزب تدارك الأمر محاولا سحب صاعقها، فوضح سريعا المقصود بهذه "اللطشة". لكن البعض رأى فيها معنى أخر.

دعا نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الى الفصل بين مسار رئاسة الجمهورية ومسار تأليف الحكومة، فقال “يا إخوان، ما حدا يجعل من معركة رئاسة الجمهورية من الآن سبباً لتعطيل الحكومة، أرجوكم روحوا حلّوا العقد الموجودة وشكّلوا الحكومة”..

وسريعا وضح حزب الله من يقصد الشيخ قاسم بكلامه، قائلا “أكيد ليس المقصود الوزير جبران باسيل، وانتهينا”.

إقرأ ايضا: الشيخ نعيم قاسم: يعني إذا زعلت بتتزفت الطريق؟

 

فيصل عبد الساتر
فيصل عبد الساتر

في هذا الإطار، يقول المحلل السياسي، فيصل عبدالساتر، حول مقاصد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يوم أمس بالنسبة لتشكيل الحكومة قال لـ”جنوبية”: “برأيي هذا الكلام يأتي في سياق تذليل العقبات وربما العقد المسيحية التي تقف عائقا، وكلا الطرفين لديهما طموحات، على كل حال اوضح حزب الله ان ليس المقصود جبران باسيل، بل هو شخص آخر، وقد يكون المقصود سمير جعجع. وبرأيي كلام الشيخ ليس له علاقة بالشخص، بل هو دفع للموضوع باتجاه تشكيل الحكومة، لانه وبحسب المثل “لكل ساعة ربها”. وليس معقولا ان يعمل الفريقان منذ الان على الوصول الى الرئاسة”.

ويتابع، عبدالساتر، بالقول “هذا برأيي يدلل على موقف سياسي من قبل الحزب، بغضّ النظر عن كيفية تلقيّ الاخرين لردة الفعل. فكلنا يعلم ان ما يدور في الساحة اللبنانية هو رهان على خلافة رئيس الجمهورية، وهناك صراع بين باسيل وجعجع. وقد يكون كلا الطرفين قد ذهبا بعيدا في رسم صورة عن مستقبل الجمهورية”.

من جهة ثانية، يصرح المسؤول الاعلامي في التيار الوطني الحر، حبيب يونس، لـ”جنوبية”، ان “الرد جاء من حزب الله وهو الذي قال ان المقصود ليس الوزير باسيل. كان ردا واضحا. ولكن سيئو النية ارادوا ان يأخذوا ما يريدون من الكلام”. وردا على سؤال قال، يونس: “الكل معنيّ، ولا أحد معنيّ بالوقت نفسه”.

ويرى احد المتابعين المقرّب من حزب الله، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، بالقول لـ”جنوبية”: “المقصود أكيد سمير جعجع، لأن جعجع هو من انتخب الرئيس ميشال عون، ولكونه يعتبر ان ميشال عون لن يُكمل ولايته، وانه سيحلّ محله، وسيسحب الرئاسة منه”. ويتساءل، المتابع، قائلا: “هل كان اتفاق معراب يقول ضمنّا باستلام سمير جعجع لمنصب الرئاسة في حال تنحيّ الرئيس ميشال عون قبل انتهاء ولايته او بعد انتهائها؟”.

من جهة أخرى، يؤكد شارل جبّور، المسؤول الاعلامي في القوات اللبنانية، لـ”جنوبية”: “نحن نحترم توضيح حزب الله الرسمي، الا ان التصريح او الموقف هو باعتقادي رسالة مقصودة من الشيخ نعيم قاسم الى الوزير باسيل، لان الموضوع الرئاسي لم يدخل في دائرة اهتمام أي شخص باستثناء الوزير باسيل، فلا الوزير سليمان فرنجية يعمل في هذا الاتجاه، ولا حزب القوات اللبنانية يعمل في هذا الاتجاه، بل ان جلّ تركيزنا هو على تأليف الحكومة. وهي تعتبر ان الموضوع الرئاسي يفتح قبل سنة من انتهاء ولاية العهد”.

ويشير جبّور الى كلام نقل، ان “العماد عون فاتح حزب الله بموضوع خلافة باسيل له. فالواضح ان كل الازمة تتمحور حول خلافة الرئيس ميشال عون. مما يُدلل ان كلام الشيخ قاسم واضح المضمون، من خلال القول ان الحسابات الرئاسية مختلفة عن الحسابات الحكومية، وانه لا تداخل بين الحكومة والرئاسة، مما يعني ان كلامه واضح ودقيق، وانه حان الوقت لتأليف الحكومة”.

الأيام القادمة توّضح ما يقصده الشيخ نعيم قاسم الذي غالبا ما “يُنظف” حزب الله ورائه نتائج التصريحات.. في مختلف القضايا الساخنة.

السابق
وقف تمويل الأونروا يستنفر اللبنانيين…فهل خطر التوطين حقيقي؟
التالي
جنبلاط: ليس هناك في العالم أزعج من الكسل الفكري والاتكالية