كونفدرالية فلسطين-الأردن: مشروع أميركي يتبرّأ منه الجميع ‎

مقترح اميركي جديد يقضي بإقامة كونفدرالية فلسطينية مع الاردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس يضع شرط انضمام اسرائيل اليها واقامة كونفدرالية ثلاثية فلسطينية- اردنية - اسرائيلية، بين نفي الرئاسة الفلسطينية وتأكيدها : ما هي تداعيات هذا القرار المقترح، وهل سيجد طريقه الى التنفيذ؟

في خطوة اميركية جديدة لدعم دولة الاحتلال الاسرائيلي، برز المقترح الاميركي لإقامة كونفدرالية فلسطينية  مع الاردن كجزء من خطة اميركية واستكمالا لمشروعها المزعوم كحل للسلام في الشرق الاوسط.

وتتوالى الانتقادات للسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول القرار المقترح، اذ رأى فيه  مراقبون تصفية للقضية الفلسطينية  واسقاطا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين على حد سواء.

ويواجه الفلسطينيون ضغوطا كبيرة لمحاصرتهم واجبارهم على التراجع عن حقوقهم وسط صمت عالمي مريب، فبعد تمييع حل الدولتين واستبعاده عن طاولة البحث بالرغم من تذكير الاتحاد الاوروبي الدائم انه يظل الحل الواقعي والوحيد للتوصل إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، تقود الولايات المتحدة الاميركية  مشروعا لتنفيذ ما بات يعرف بـ”صفقة القرن ” الاميركية للسلام، بعد وقف الدعم وقطع التمويل نهائيا عن  وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الانروا” مطلع الشهر الجاري، كأداة للضغط لتمرير بنود الصفقة المزعومة والتي لا وجود فيها لحل الدولتين، وسط انقسام بين القوى الفلسطينية وفشل مفاوضات المصالحة.

وبموجب تلك الصفقة  يتم ضم القدس كلها لإسرائيل، كما وضم المستوطنات في الضفة الغربية للكيان المحتل، والسماح بحكم ذاتي للفلسطينيين فقط على الأجزاء المتبقية من الضفة، وغزة وأجزاء من شمال سيناء المصرية.

إقرأ أيضاً: فلسطين و«أين العرب؟»

وقد اثار قرار قطع التمويل عن “الانروا” من قبل الادارة الاميركية، موجة غضب عارمة في الاوساط الفلسطينية  والعربية مع تحذيرات عالمية حول تداعياته الاقليمية ، وتنديد الامم المتحدة ودعوة الدول الاخرى المانحة الى سد العجز المالي.

من جهة اخرى، اشارت “الجزيرة نت” الى ان  كل من حركة حماس والمملكة الاردنية قد رفضتا ما ذكرته مصادر اسرائيلية من قبول الرئيس عباس مقترح الكونفدرالية، في حين اكد مكتب الرئاسة الفلسطينية اجتماع عباس يوم امس الاحد مع ناشطين اسرائيليين في عملية السلام ، دون نفيه او تأكيده ما نقل عن الرئيس حول حقيقة موقفه من المقترح الاميركي للكونفدرالية.

في حين صرح  المتحدث  بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، ان مسألة الكونفدرالية مطروحة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984، وإن موقف القيادة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم يشدد على  أن حل الدولتين هو المدخل الوحيد  للعلاقة  مع الاردن، مضيفا أن قرار الكونفدرالية يقرره الشعبان الفلسطيني والاردني .

واكد سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الاسلامية إن هذا الموقف يشكل اضاعة للحقوق الوطنية ويمس بالعلاقات بين الاردن وفلسطين ويعكس سياسة عبثية بقضايا وطنية ، معتبرا  أن موقف عباس هو موقف شخصي وهو لا يمثل بالضرورة الشعب الفلسطيني.

وقد جاء رد الفعل الاردني على لسان المتحدثة باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات التي رفضت فكرة الكونفدرالية واعتبرت انها “غير قابلة للبحث والنقاش” مشيرة الى ان موقف بلادها “ثابت وواضح” وقائم على “حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية”، بحسب موقع “العربية”.

إقرأ أيضاً: نساء فلسطين… نساء إسرائيل

وكان الرئيس عباس قد اعلن في وقت سابق انه ابلغ مبعوثي الرئيس الاميركي دونالد ترامب وهما  صهره وكبير مستشاريه غاريد كوشنير، ومبعوث  الادارة الاميركية الخاص جيسون غرينبلات، موافقته على اقامة كونفدرالية ثلاثية مع الاردن واسرائيل في حال وافقت الاخيرة على ذلك، بعد اجتماعه معهما العام الماضي في رام الله، حسبما افادت جريدة “الشرق الاوسط”.

وتشير اوساط الى ان مراهنة  الرئيس عباس على وضع شروط لعرقلة اقتراح الكونفدرالية منها دخول اسرائيل في الكونفدرالية الثلاثية الى جانب فلسطين والاردن، مستبعدا عدم موافقة الاخيرة على هذا المشروع، ما اعتبره ايضا بمثابة رفض له.

السابق
حزب سبعة يطلب مساعدة الجمهور
التالي
باسيل في بيت الوسط للقاء الحريري