هل تستغل اسرائيل مواجهات غزة لإنجاز «صفقة القرن» مع أميركا؟

احتفلت وسائل إعلام العدو بافتتاح مقر السفارة الأميركية في القدس، في الوقت الذي استمرت فيه بإطلاق النار على رؤوس المتظاهرين الفلسطينيين عشية ذكرى النكبة واحتلال فلسطين الـ70.

طيلة سبعة عقود لم يفلح الفلسطينيون في دحر اسرائيل رغم اطلاقهم المقاومة المسلحة عام 1965 لان الوضع العربي ينحدر من سيء الى اسوأ. ومما زاد الطين بلة هذا الشرخ بين حركات المقاومة.

ففي تعليق على أحداث غزة، لمسؤول حركة حماس في لبنان، علي بركة، قال لـ”جنوبية”: “واشنطن حذرت حماس من كل ما جرى وهذا شرف لنا. ونحن جزء من الشعب الفلسطيني. ويشرفنا انها انتفاضة العودة وكسر الحصار. هذه المسيرات بدأت في 30 آذار وكل اسبوع تتجدد وتتوجه الجماهير الى اراضي الـ48 وهو رد على القرار الاميركي بنقل السفارة. واشتعلت في الذكرى الـ70، لذا ارسل الشعب رسالة انه لن يستسلم ولن يتوقف، لذا هي رسالته الاقوى. وهي رسالة للعرب الذي يغطون الجريمة الاميركية في القدس، وتقول انهم غير مخولين الحديث عن القدس ولا يحق لأي زعيم الحديث عنها”.

اقرأ أيضاً: مجزرة نقل السفارة الأميركية إلى القدس لم تحرك الضمير العالمي

وعن خلفيات زيارة الرئيس اسماعيل هنية الى مصر مؤخرا، قال بركة “تلقى دعوة من القيادة المصرية لبحث الحصار والعودة، فقد طلبت مصر بمسيرات سلميّة، ونحن طالبنا باستمرار المسيرة وكسر الحصار، وقد وعدوا بتخفيف الحصار واستقبال جرحى. ونتأمل من الشعب العربي والاسلامي دعم مسيرة العودة واستنكار ما تقوم به اسرائيل”.

وختم علي بركة، بالقول “نطالب بدعم الشعب وان ننزل الى الشوارع وان تحاصر السفارات الاميركية، ولنقل لها ان قرارها ظالم”.

من جهة ثانية، قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح، جمال أشمر، ان “ما يجري ليس مفاجئا، فالقرار الاميركي يتطابق وينسجم مع المصلحة الاسرائيلية في موضوع القدس واللاجئين، من الطبيعي ان تكون ردة الفعل منددة ومقاومة لهذه الخطوة. في المرحلة السابقة استطعنا ان نحصل على قرار الامم المتحدة ومجلس الأمن، باعتباره القرار الاميركي باطلا فيما يتعلق بقرار نقل القدس، وايضا مؤتمر اسطمبول، الذي اتخذ قراره رافضا ومنددا، اضافة الى القمة العربية وقمة القدس. حيث اكدوا رفضهم لقرار ترامب، والتزاما بالمبادرة عام 2001، القائمة على حلّ الدولتين، والمشكلة في هذه المؤسسات المجتمعة ان قراراتها تبقى حبرا على ورق. وهذا يشجع الاحتلال الاسرائيلي على القتل، لذلك وقع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، فهناك لا مبالاة دولية ودعم اميركي غير محدود وموقف عربي معيب. لذا لم يبق امامنا سوى ان نكون وحدنا من يقاتل باللحم الحي، لأننا قررنا منذ زمن طويل ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية”.

ويضيف أشمر “غزة تواجه كل مخططات العدو الاسرائيلي، ومعه واشنطن. وربما لا تدرك هذه الانظمة ان تخليها عن الشعب الفلسطيني يعرض عروشها للخطر، فالشعب الفلسطيني خط الدفاع الأول ليس عن فلسطين وإنما عن الامة العربية”.

اقرأ أيضاً: «صفقة القرن» واضعاف الاونروا… بعد 42 عاما على «يوم الأرض»

ويؤكد، قائلا “نأمل ان تدفع هذه الدماء الطاهرة القوى الفلسطينية الى الوحدة الوطنية، فنحن نقف في العراء وليس امامنا سوى ان نكون معا. كما هو الحال في الميدان، وفي مواجهة المخططات الساعية الى تصفية القضية، وهذا شرط من شروط انتصارنا، وهو ايضا واجب الوفاء للدماء التي نزفت في مسيرة العودة. كل انقسام فلسطيني لحسابات صغيرة يجب ان يسقط امام ما يجري فلا وسيلة او قوة حقيقية سوى ان نوحد طاقاتنا، وبالتالي لا دولة دون غزة، وواهم من يحلم بدولة مستقلة في غزة”.

ويلفت الى ان “صفقة القرن التي تحدّث عنها ترامب تقول بدولة فلسطينية في غزة، لذا يخشى ان يكون التوحش الاسرائيلي هو من اجل استحضار المقاومة المسلحة، ونكون بالتالي امام حرب جديدة على غزة. كما نتخوف من عسكرة الانتفاضة والذهاب الى حرب جديدة يريدها الاحتلال على غزة، تؤدي الى تهجير اهلنا باتجاه سيناء، وما يشكله ذلك من خطر على مشروع الدولة الفلسطينية على حدود 1967. اذ يعمل الاميركيون والاسرائيليون على دولة في غزة وجزء من سيناء”.
ويختم، جمال أشمر، بالكشف انه “من بنود صفقة القرن، كما بات معروفا، تقوم على نقل السفارة الاميركية الى القدس، وتوطين اللاجئين حيث هم، واقامة دولة في غزة وسيناء”.

السابق
انتخابات العراق: فتوى السيستاني وسطوة السلاح نصرت مليشيات الصّدر والفتح
التالي
رمضان في لبنان: عادات وتقاليد جميلة رغم الغلاء