المقاومة استنزفت آخر أوراقها في انتخابات 2018

الانتخابات بعلبك
يلاحظ في المشهد الانتخابي لهذه السنة 2018 أن المقاومة استنزفت آخر أوراقها في لعبة الجوكر السياسية الداخلية ألا وهي ورقة استغلال الأمين العام شخصياً واستهلاكه لتحقيق فوزٍ لبضعة نواب في هذه الدائرة أو تلك!

فجلُّ مرشحي المقاومة هذه المرة كانوا يتلطون وراء عبارة : “ثقة الأمين”، أو: “ثقة السيد”، وذلك ليُحَسِّنوا صورتهم ويرقِّعوا وضعهم أمام الجماهير التي ما عادت ترغب بهم لأن وجودهم وعدمهم أصبح واحداً في المعادلة السياسية بل أصبح وجودهم عبء على القاعدة والقيادة في آنٍ معاً وتتحمل الناس أكلاف ذلك الباهظة ، فالمقاومة هذه المرة استخدمت آخر سلاح لها في المعركة السياسية لانتخابات سنة 2018 ألا وهو محبوبية أمينها العام وشعبيته الخاصة لتلميع صورة مرشحيها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قساوة المعركة الانتخابية وصعوبة الفوز بالإجماع هذه المرة وهذا ما حصل بالفعل من خلال النتائج المخزية في أكثر الدوائر الانتخابية لجهة عدم الكثافة المطلوبة في الاقتراع بالرغم من عظم التضحيات التي قدمها ويقدمها المقاومون ويقدمها مجتمعهم على الأرض وفي ساحة الميدان، والحل كان – كما يرى محللون – بإعراض قيادة المقاومة عن التمسك بمرشحيها الحاليين واستبدالهم بأشخاص أكثر قرباً من الجماهير وأنزه سيرة وسلوكاً وأقدر على نفع الناس فخير الناس أنفعهم للناس ، وقد أدرك المعنيون هذا الخطر فتسربت الأخبار عن تحالفات سياسية بعد الانتخابات تحت الطاولة وذلك بين خصوم الانتخابات وقد عبر عن ذلك أكثر من واحد يوم الانتخاب بعبارة : ( وغداً يوم آخر ) وهذا ما ستترجمه الأيام المقبلة.

إقرأ أيضاً: خلل عقائدي عند شيعة لبنان في شعارات الانتخابات

وقد بلغ الضعف في المواجهة من الخطورة هذه المرة كانت ستضطر الأمين العام للتضحية بأمنه الشخصي ليحصد حفنة من الأصوات البالية لدنياً زائلة متناسياً زهد أمير المؤمنين عليه السلام في السلطة والرياسة إن لم تأته راغمة ، ولكنه تدارك أن الخسارة لبعض المقاعد مع نزوله الشخصي على الأرض ستكون خسارتين فاكتفى باحتمالات الخسارة الواحدة ولكن طريقة تعاطيه مع الأحداث الانتخابية السلطوية الدنيوية تظهر فيها الازدواجية بوضوح بين العنوان والممارسة الميدانية وهذه المرة كان الحال كما في المرات السابقات وإن كان المرة بحدةٍ أكثر وكل ذلك يجعل من الضروري المُلِح التفرقة بين هذا النموذج من عالم الدين وبين رجل السياسة وإلا فسنقول: “مات الدين .. مات الدين .. وعجل الله فرج ولي المؤمنين “.

إقرأ أيضاً: قراءة أولية لنتائج لم تصدر بعد: حزب الله وحلفاؤه يستعدون لاعلان انتصارهم

وهنا سؤال يطرح نفسه وهو: إذا كان أمين المقاومة قد بذل كل ماء وجهه المرة ليحقق نصراً ناقصاً مجتزءاً في انتخابات 2018 رافقه وعود إصلاحية كبرى فوق المستطاع عقلاً وشرعاً وعرفاً فماذا سيصنع بعد أربع سنوات في الاستحقاق الانتخابي القادم؟!خصوصاً عندما سيفشل في الوفاء بالوعد الصادق؟! سؤال برسم أصحاب التجربة في السياسة اللبنانية منذ وجود الكيان اللبناني على الخارطة العالمية …

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 8 أيار 2018
التالي
فقهاء وأحزاب الدولار وشيوخ الدرهم وسادة الدينار