إستعراضات وإعتراضات على موازنة «غب الطلب» قبيل الإنتخابات النيابية

تصدرت المشهد السياسي امس جلسة نيابية حول الموازنة لم تحمل جديدا باستثناء كلام عن الفساد والهدر دون تحديد اي موقع او مسؤول، كذلك جلسة حكومية في الوقت المتاح بين جلستين نيابتين صباحية ومسائية.

فيما مصير مشروع موازنة العام 2018 في الهيئة العامة لمجلس النواب، معروفٌ سلفا، واقرارُه محسوم في ظل التوافق السياسي على تمريره، بحسب ” الانوار” بدت النقاشات التي شهدتها امس ساحة النجمة، للشّكل لا أكثر، خصوصا ان الجلسة منقولة مباشرة على الهواء عشية الانتخابات النيابية ومعظم من تعاقبوا على المنبر يمثّلون اطرافا حاضرة في الحكومة التي أحالت هذا القانون الى البرلمان.

إقرأ ايضًا: اللوائح تشكّلت والقانون النسبي يرجّح كفّة «حزب الله» وحلفائه

واذ أجمعت المداخلات على انتقاد العجلة في درس الموازنة، وصوّبت على غياب الاصلاحات وإهمال معالجة الفساد ومكامنه، وركّزت على رفض اغراق لبنان اكثر في الديون، حضرت بواخر الطاقة في معظم الكلمات ايضا، حيث تمسك من تحدثوا من نواب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، بضرورة عدم تجاوز ادارة المناقصات.
والجلسة التي رفعها رئيس المجلس نبيه بري في الثالثة، استؤنفت في الخامسة والنصف عصرا وتنطلق مجددا قبل ظهر اليوم، لاقرار الموازنة وسلّة قوانين أخرى ضروري إنجازها قبل الذهاب الى مؤتمر سيدر 1 بحسب ما قال رئيس المجلس.

وفي بداية الجلسة  النيابية قالت “الحياة”  تلا رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان تقرير اللجنة الذي لحظ 15 توصية إصلاحية. ثم كانت الكلمة الأولى لرئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة فأكد أن “الكهرباء مسؤولة عن 42 % من الدين العام الذي تخطى الـ80 بليون دولار”، معتبراً أنه “عندما تصبح الدول مجبرة على الإصلاح فإنه يصبح أشد إيلاماً لكثير من المواطنين”. ولفت إلى أن “الحديث عن أن لبنان أفلس غير صحيح وهناك فرص كبيرة من صنع أيدينا، وعلينا المسارعة بالتقدم على المسارات الإصلاحية، لتحقيق الإصلاح”.
ووصف النائب حسن فضل الله، مشروع الموازنة بـ “موازنة العجلة بسبب مؤتمر باريس. والحكومة “نيّمتها” شهرين ونصف الشهر”، وأشار إلى أنها تُبحث تحت ضغط الوقت وهي “سلق بسلق” وهناك خلل فاضح في الحسابات والقيود. ودعا إلى “إتمام المناقصات عبر إدارة المناقصات وأي مناقصة في الدولة تتم خارجها تكون مشبوهة”.

ما النائب أنطوان زهرا فقال: “نحن فعلياً دولة مفلسة، وحسناً فعل الرئيس عون عندما نقل عنه البطريرك الراعي قوله إننا دولة مفلسة، فرب ضارة نافعة”. وأضاف: “نحن في صدد مناقشة الموازنة من أجل الاستدانة، كيف سنقنع الناس بالدولة وما زلنا نجري موازنة استدانة؟”.
وأمل النائب وائل أبو فاعور بأن “تكون الموازنة على رغم الملاحظات عليها فجراً جديداً دستورياً ومالياً للجمهورية اللبنانية”. واعتبر أن “تجربة وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد هي تجربة فاشلة وبائسة بكل المعايير والمطلوب تفويضها إلى جهة سياسية أخرى لا تكون لديها الإحراجات التي لدى الجهة السياسية التي فوضت درس هذا الملف”.
ولاحقا غرد وزير مكافحة الفساد نقولا تويني، غامزاً من قناة أبو فاعور وقال: “في هذه المرحلة يغرق البلد في موضوع مكافحة الفساد وكأنه بدأ فجأة مع هذه الوزارة التي كان عليها حله وإلا ترسب في الامتحان! فماذا عن الخبرة السابقة في هذا الموضوع وعن مجالس الوزراء السابقة؟”.
ورأى النائب نواف الموسوي أن “الموازنة كما قدمت ليست موازنة لدولة على حافية الهاوية بل على السفح نحو قاع الهاوية”. وقال: “يجب أن تعلن السلطات كافة حال الطوارئ الاقتصادية”.

وعند الثالثة رفع بري الجلسة إلى الخامسة والنصف عصراً. وقبل انطلاقتها، عقدت خلوة بين الرئيسين بري والحريري، وأخرى بين بري وكنعان.

ونقلت “اللواء” عن مصادر نيابية، إن إقرار الموازنة اليوم محسوم نظراً لمقتضيات مؤتمر “سيدر” والتوافق السياسي المؤمن لتحقيق ذلك، الا ان اللافت انه كان هناك شبه إجماع من تناوب من النواب في مناقشة المشروع، وبلغ عددهم 20 نائباً، على انتقاد العجلة في إقرار المشروع سواء في لجنة المال، أو في الهيئة العامة، إلى حدّ وصفه “بالسلق”، غير ان هذا الامتعاض لم يكن له أي أثر في مسار الجلسة التي انعقدت على مرحلتين أمس، صباحية ومسائية، والتي تحولت في جوانب منها إلى “منبر انتخابي”، حاكى خلاله النواب المرشحون ناخبيهم على الهواء مباشرة، مستحضرين كل العناوين التي تدغدغ مشاعرهم ومع ذلك استغرب الحضور الخجول للنواب أو للحكومة الذي اقتصر على الرئيس سعد الحريري الذي غادر عندما ألقى النائب سامي الجميل كلمته وعدد من الوزراء لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، حيث اضطر رئيس المجلس إلى الانتظار ما يقارب النصف ساعة لتأمين النصاب في الجلسة الصباحية، وهنا فاق عدد النواب غير المرشحين النواب المرشحين، في إشارة إلى ان الموازنة غير موجودة في أولويات المرشحين الذين فضلو الانصراف إلى جولاتهم الانتخابية على الحضور إلى المجلس، فيما استغل النواب غير المرشحين النقل المباشر لوقائع الجلسة لإبقاء ما يشبه بخطاب الوداع.

إقرأ ايضًا: منافسة شرسة بين لوائح السلطة بعد ترشّح قياسي لـ 77 لائحة

اما في الجلسة المسائية، فبرزت الحملة العنيفة التي شنها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على الحكومة “التي تستخف بعقول اللبنانيين” واعتبر أنه “بدلا من ان نكون في حالة طوارئ اقتصادية شاملة فإننا نسلق الموازنة ونخفي الحقائق “. وفنّد المغالطات بالأرقام، داعياً الى القيام بإصلاحات حقيقية وخفض الإنفاق.
وتختتم الجلسة اليوم برد الرئيس سعد الحريري على مداخلات النواب ومن ثم التصويت على الموازنة واقرار ملحق بجدول الاعمال يتضمن اتفاقات وبروتوكولات خارجية.

ولفتت “الجمهورية” أنه على نيّة المستشفيات الحكومية وإضراب موظفيها، عقد مجلس الوزراء جلسة سريعة في مدتها وجدول أعمالها. وناقش 8 بنود كان اللافت فيها البند المتعلّق بسَفر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع وفد مرافق لمتابعة أعمال مؤتمر “سيدر-1” في باريس والمشاركة في مؤتمر الطاقة الإغترابية الخاص في اوروبا. وعلمت “الجمهورية” انّ كلفة مؤتمر الاغتراب مع سفر باسيل على عاتق خزينة الدولة اللبنانية تبلغ نحو مليون دولار.

أُقرّ البند في الجلسة لكنه لم يمرّ في السياسة، إذ اعترض عليه وزراء حركة “أمل” و”الاشتراكي” وتيار “المردة”. وطالب الوزير مروان حمادة بالكفّ عن عقد مؤتمرات اغترابية لجَمع محازبين في تيار معين على حساب الجمهورية اللبنانية على أبواب الانتخابات النيابية، واضعاً هذا الأمر برسم الرأي العام ومشيراً الى انه سيفاتح اللجنة الانتخابية العليا في الموضوع.

السابق
حزب الله يسيّر مواكب انتخابية.. بالسلاح!
التالي
وهاب: نتمنى على الإمارات والكويت المبادرة لرفع الحظر