هل انتحر حسن كامل الصباح؟

هل انتحر حسن كامل الصباح ام قتلته المؤامرة؟ فربما في الشرق لا يفضل المتفوق الموت انتحاراً اما في الغرب فموضة انتحار النوابغ دارجة .

فعلى مدى اسبوع دفع خبر حسن علي خير الدين الطالب في احدى جامعة ” سانت ماري” في مدينة هاليفكس الكندية والذي وجد ” مقتولا” بطعنات سكين في شقته دفع رواد وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام اللبنانية الى صوغ التحليلات وتوجيه اصابع الاتهام الى ” العدو الصهيوني” كون حسن بحسب هؤلاء من المتفوقين في مادة الاقتصاد ويقوم بأعداد بحث حول ” تأثير الصهيونية في الاقتصاد العالمي”. طبعا ومن دون سعي اي من هؤلاء الى انتظار نتائج التحقيقات الاولية الصقت التهمة بـ ” المؤامرة” ودخل هؤلاء في لحظة الى كتاب مذكرات حسن اليومية وبدء سيل القصص التي لا يمكن وصفها سوى بالخيالية.

ومثل حسن كان دور هشام مراد، ذلك الطالب الذي يدرس الفيزياء النووية في جامعة غرونوبل الفرنسية فعنونت قناة المنار على سبيل المثال على موقعها الالكتروني ” ان مراد وجد مطعونا بسكين داخل شقته” بينما تبين فيما بعد وبحسب بيان الشرطة الذي ابلغته لوزارة الخارجية اللبنانية ان مراد توفي بعد سقوطه من شرفة منزله وانه ليس هناك اي دليل على فعل جرمي.

وبالعودة الى تفاصيل ” مقتل” حسن خير الدين في هاليفكس، فبالرغم من ان الحادثة وقعت في التاسع عشر من شباط غير ان الخبر تصدر العناوين في الاعلام اللبناني ووسائل التواصل بعد حوالي الاسبوع . انتشر الخبر وصور الشاب و” المؤامرة” كالنار في الهشيم متحدثة عن سيناريو جريمة كأنها حدثت بالفعل. حتى هذا الحين لم يكن لهذا الخبر اي اثر في الاعلام الكندي ولكن الضجة اللبنانية دفعت وسائل الاعلام الكندية الى السؤال عما يحصل . ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف ان يتوجه السؤال مباشرة الى المعني الاول في الحادثة وهو شرطة مدينة هاليفكس. هنا اصدرت الشرطة بيانها بأن الطالب اللبناني حسن خيرالدين تقول فيه “أنه نظرا لحساسية الحادث الذي حصل مع حسن فإنها لن تقوم بإعلان تفاصيل عن الوفاة التي حصلت في الحرم الجامعي لجامعة “سانت ماري” ولكنها أكدت على أن ليس لديها أي شكوك في أن تكون الحادثة مفتعلة، مما يعزز فرضية الانتحار هذا وقد اقيمت مراسم دفن حسن في مدينة تورتنو في منتصف الاسبوع.

انتحار حسن ليس خبرا مستغربا في المجتمع الكندي الذي يعاني من ارتفاع نسبة الانتحار خاصة بين جيل الشباب نتيجة المخدرات والاستغلال والعنف الجسدي او الجنسي اضافة الى المضايقات المدرسية. وفي هذا السياق يعزو الدكتور في كلية موهاك وجامعة ماكماستر في مدينة هاملتون الكندية علي شعيب بأن ” هذه

النسب العالية من الانتحار في الجامعات الغربية بشكل عام والأميركية والكندية بشكل خاص إلى حدة التنافس بين الطلبة وحاجتهم إلى إبراز قواهم الذهنية والثقافية إلى درجات قصوى لتحصيل المنح والإعطاءات الكبيرة وأيضا لحدز مقاعد لهم في أهم الشركات والمؤسسات العلمية والتكنولوجية، مما يدفع بهؤلاء إلى الإنعزال عن الآخرين والشهر والدراسة والعمل على البحوث لدرجة الإرهاق التام”. ويرى شعيب بأن ” حالات الفشل هي الطامة الكبرى لدى هؤلاء الذين يجهدون لتحصيل أعلى العلامات والمعدلات لكن يفشلون هنا أو هناك مما يدفع العديد منهم للتفكير بالإنتحار”.

إقرأ أيضاً: افتخر يا كامل الصبّاح فيي

ويشير الدكتور شعيب – ابن بلدة الشرقية الجنوبية الى ” ان الطالب اللبناني هادي كسب هو أحد أهم تلك الأمثلة لشاب نجح في الوصول لدراسة فيزياء محركات دفع الصواريخ في جامعة أم أي تي الأميركية وتوفي عام ٢٠١٤ بعد أن وجد الأطباء الشرعيون سم السايناد في دمه مما دفعهم للتيقن بوجود حالة إنتحار بواسطة التسمم. أما في لبنان حينها، فقد استبق كثيرون التحقيقات الإميركية وأسهبوا في نظرية المؤامرة وبأن هادي وهب كان متفوقا (وهذا صحيح وموثق) وبأنه إغتيل لأنه عربي بينما هناك العديد من تلك الحالات المشابهة والتي حصلت مع طلاب أميركيين وأسيويين وأجانب آخرين من دون أن يهب أحد من أقربائهم أو أبناء جلدتهم للحديث عن مؤامرات كونية ضد الهنود أو الصينيين (٦١٪ من الطلبة المنتحرين في الجامعات الأميركية هم من الأسيويين) أو الروس إلخ.

إقرأ أيضاً: الذكرى الـ 79 لحسن كامل الصباح

هذا وكانت الحكومة الكندية قد اصدرت في العام 2012 قانون ” الصحة النفسية” واعتبرته من ضمن الاولويات التي يجب العمل عليها للحد من حالات الانتحار الاخذة في الارتفاع خاصة في السنوات العشر الاخيرة حيث احتل الانتحار المركز السادس ضمن اسباب الموت في كندا.

السابق
الرئيس حسين الحسيني يعلن ترشحه
التالي
ذهول يعتري اللبنانيين بعد الكشف عن تزوير الملف الأمني لزياد عيتاني