«جحيم الغوطة» مستمر.. والروس يقودون «المذبحة»!

أكثر من 10 أيام والغوطة تنزف، قرار الهدنة سقط في مجلس الأمن بصوت الطائرات والغارات، والجانب الروسي يراوغ!

فيما تذبح الغوطة بصمت عربي دولي، وفيما يُقتل الأطفال على أوراق قرارات من مجلس الأمن مصيرها الإجهاض بوقاحة النظام السوري وتواطؤ دول الغرب، ها هو الجانب الروسي المشارك الأوّل بالجريمة والداعم لها، يمّن على المدنيين من الأهالي بخمس ساعات يتوقف فيها صوت الموت!

إلا أنّ صوت الموت لم يتوقف، والخمس ساعات لم تمرّ بدون دماء الأطفال، إذ استشهد بحسب المرصد السوري طفل وأصيب سبعة مدنيين آخرين بجروح جراء إطلاق قوات النظام لأربع قذائف على الأقل على بلدة جسرين.

وفيما تجتهد فصائل المعارضة لإخراج تحرير الشام أو ما يعرف بـ”جبهة النصرة”، إذ صدر بياناً مشتركاً عن”جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” و”حركة أحرار الشام”، أكّد الالتزام بإخراج المقاتلين الذين ينتمون لـ”جبهة تحرير الشام، ها هو الجانب الروسي يمسخ قرار مجلس الامن الذي نصّ على هدنة لمدة شهر، ليستبدلها بهدنة لا تتخطى الـ5 ساعات يومياً، غير معمول فيها على الأرض!

في هذا السياق أكّد وائل علوان المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن” لـ”جنوبية” أنّه “ما تزال القوات الروسية شريكة قوات الأسد في ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق المدنيين في الغوطة الشرقية، تلتف وتراوغ على القرار الأممي القاضي بهدنة كاملة، وإدخال المساعدات للمدنيين”.

مشدداً أنّ “أيّ من المساعدات لم تدخل إلى الغوطة الشرقية، وبدل وقف إطلاق النار اشتد القصف بشكل عنيف جداً على الغوطة الشرقية مع محاولات اقتحام متكررة، القصف ما يزال مستمراً، ونحن في فيلق الرحمن عبرنا عن إنكارنا للمراوغة الروسية بإعلان هدنة يومية لخمس ساعات، فقرار مجلس الأمن واضح، الهدنة تشمل الـ24 ساعة من الأيام الثلاثين المقررة، والمحاولة الروسية هي للإلتفاف على القرار الأممي إضافة إلى أنّ التهجير القسري للمدنيين مخالف تماماً لقرار مجلس الأمن”.

إقرأ أيضاً: الغوطة.. كأنّ شيئاً لم يكن

وأوضح علوان أنّ روسيا ترتكب اليوم جريمة واضحة بحق أهالي الغوطة الشرقية، وبحق المدنيين، إذ تخيرهم بين التهجير القسري وبين الموت بالقصف وبالحصار، لافتاً إلى أنّه لا يمكن القبول بذلك، وقد عمدت الفصائل والفعاليات المدنية إلى إرسال رسائل إلى مجلس الأمن وإلى أعضاء مجلس الأمن لإلزام روسيا بالهدنة وبإدخال المساعدات، ومن أجل التدخل لإخراج عناصر جبهة النصرة.
مشيراً إلى أنّ الفصائل عملت دائماً على إخراج عناصر النصرة فيما روسيا كانت دائماً تعرقل ذلك.

وتابع علوان مبيناً أنّ “كل ما تدعيه روسيا من قصف فصائل الثوار لأي من المدنيين هو عار عن الصحة تماماً، ففصائل الثوار لا تجبر المدنيين على أي شيء، بل على العكس تعمل هذه الفصائل على حرية تنقل المدنيين ودخولهم وخروجهم وتلتزم بهذا الأمر بشكل كامل، ولكن المدنيون في الغوطة الشرقية لا يأمنون الخروج مع استمرار القصف الشديد جداً من قبل القوات الروسية، فحتى في الساعات الخمس التي حددتها روسيا استمر القصف عنيفاً”.

إقرأ أيضاً: جريمة دولية في الغوطة بتنفيذ إيراني روسي

ليؤكد أنّه “لا يوجد اي تطمينات للمدنيين، الذين لا يقبلون بالتهجير القسري ويتمسكون بمنازلهم وأحيائهم، كما لا يوجد أي ثقة من ارتكاب نظام الأسد المزيد من الجرائم والانتهاكات باعتقال المدنيين وتعذيبهم تحت التحقيق وزجهم بشكل إجباري في صفوف قوات الأسد أو ملاحقتهم بسبب توجهاتهم السياسية”.

السابق
إلى مجلس حقوق الانسان لدورته الـ37 المنعقدة في جنيف
التالي
المستقلون يتنافسون في «بيروت الثانية».. وعربيد: لست رجل أعمال وأشعر بالقرف