ترحيب بإعادة فتح معبر جوسيه: لعودة العلاقة طبيعية بين سوريا ولبنان

الحدود السورية
ما أهمية عودة الحياة إلى معبر جوسيه ؟ وكيف سيتم تنسيق عودة النازحين السوريين إلى بلادهم عبر هذا المعبر؟

من جديد وبعد خمس سنوات على إغلاق معبر جوسيه الحدودي في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي بين لبنان وسوريا، أعيد إفتتاحه أمس بعد إستكمال أعمال إعادة التأهيل والصيانة لمرافقه المتضررة نتيجة للمعارك التي جرت قبل أربع سنوات بين حزب الله والجيش السوري من جهة ومسلحي المعارضة السورية من جهة ثانية .

هذا المعبر الذي يعرف أيضاً بإسم ” الأمانة “، والذي أغلقته الدولة السورية رسمياً نهاية آب من العام 2012 بعد إستهدافه بالصواريخ من قبل المجموعات المسلحة ومهاجمته مرات عدة. شهد إعادة إفتتاحه حضور لافت رسمي وشعبي من الجهة اللبنانية، وأيضا من الجهة السورية على بعد امتار دون تخطي الخط الحدودي الفاصل.

اقرأ أيضاً: قميص «النازحين السوريين» بين إعادتهم والتطبيع مع النظام السوري

ومن الجانب اللبناني تم تدشين المبنى الجديد لمركز أمن عام القاع الحدودي، بحضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. لتدخل هذه المنطقة الحدودية في البقاع الشمالي من جديد تحت سيطرة السلطة الشرعية والسيطرة الأمنية على ما يعرف بـ “مشاريع القاع “. وهو ما من شأنه إعادة شريان الحياة الرئيسي بالنسبة إلى القاعيين والبقاعيين وتسهيل حركة النقل والعبور.

وقد حضر وزير الداخلية السورية اللواء محمد الشعار الى معبر جوسيه، حيث أعلن أن العلاقات اللبنانية السورية أكبر من اي تصريحات، مؤكدا الا عوائق أمام كل من يرغب بالعودة الى سوريا”. ولفت الشعار الى أن تفعيل حركة الدخول والخروج في المعبر تبدأ من صباح اليوم الجمعة”.

من جهته، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي أنها خطوة أولى لعودة النازحين الى سوريا، معتبرا أن لقاء المسؤولين السوريين أمر طبيعي وهذا سينعكس ايجابيا على لبنان. وقال إن “العلاقة مع الاخوة السوريين اكثر من طبيعية واليوم انتصرنا على الارهاب”.

وفي هذا الإطار، كان لـ جنوبية” حديث مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري، نصري خوري الّذي أشار إلى أن ” عدة إجتماعات إنعقدت بين الجانبين اللبناني والسوري من أجل إعادة تفعيل المعبر، لافتاً إلى أن الجانب السوري إفتتح المعبر منذ ستة أشهر فيما الجانب اللبناني كان قد استمهل لحين الإنتهاء من معركة تحرير الجرود من الجماعات الإرهابية”.

وأكّد أن ” عملية التواصل بين لبنان – وسوريا عن طريق المعابر البرية مستمرة ولم تنقطع، كون هناك 3 معابر تعمل من جهة الشمال ومنها المصنع إضافة إلى هذا المعبر الذي تمّ إغلاقه عام 2012″.

وعن أهمية هذا المعبر رأى خوري أنه “يؤمن تواصل جديد بين لبنان وسوريا كما يسهّل عملية تنقل الأفراد، كاشفا إلى أن هناك “مسعى لتصنيفه معبر درجة أولى يؤمن نقل منتجات البلدين، كما أهمية هذا المعبر بإختصار الطريق لنقل المنتجات الى العراق ودول اخرى”. وأضاف انه “يسهل عملية التبادل بين البقاع وحمص ويساعد في خلق فرص عمل”.

وعن عودة اللاجئين قال إنه “يمكن للنازحين العودة إلى بلادهم عبر كل المعابر، لكن أهمية معبر جوسيه من ناحية إختصار الطريق للنازحين نحو حمص والمناطق المجاورة”. لافتا إلى أن “الأهم أن يُتخذ القرار بإعادة التواصل مع الحكومة السورية بشأن النازحين ووضع الخط اللازمة لترتيب عودتهم إلى بلادهم”. مشيرا إلى ان “هناك حاجة إلى إعادة تفعيل هذا التواصل”.

وأكّد الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري في النهاية ،أن “التواصل بين الجانبين اللبناني – السوري لا يزال قائما ولم ينقطع كما يصوّره البعض، فهناك مجلس أعلى للعلاقات بين البلدين كذلك هناك إتفاقيات قائمة، إضافة إلى سفارتين في كلا البلدين. والكلام عن عدم التنسيق مع سوريا له طابع سياسي.

من جهة ثانية، كان لـ”جنوبية” حديث مع الوزير السابق سجعان قزّي الذي رحّب بإعادة فتح معبر جوسيه، مشيرا إلى أنه “من الطبيعي أن تكون هذه الخطوة جيدّة طالما أن الذي نظمها هو اللواء عباس إبراهيم الذي لديه مصلحة لبنان فوق كلّ إعتبار”.

ورأى أن “من شأن فتح هذا المعبر الشرعي أن يخفف المعابر غير الشرعية بين لبنان وسورية التي تستخدم لتهريب الأسلحة والمخدرات والبشر ذهابا وإيابًا وغير ذلك”.

وأكّد قزّي على أن “فتح المعابر يدلّ على أن الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في الداخل السوري، وإلّا لما كانت الدولة اللبنانية تجاسرت وفتحت هذا المعبر. وبالتالي من المحتّم أن تبدأ عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في ظروف أفضل مما كان في السابق وهذا أمر أساسي بالنسبة لنا لأن إغلاق الحدود أو فتحها يبقيان ثانويين بالنسبة إلى الموضوع الأهم الا وهو عودة النازحين السوريين”.

اقرأ أيضاً: من يمثل النازحين في لبنان؟

وعما يتعلّق بكيفية تنسيق عودة النازحين قال إن “هناك عدّة مستويات لتنظيم ذلك، بداية لا يجب أن يكون لدينا أي عقدة لتنظيم هذه العملية وخاصة بالنسبة للإتصال مع الدولة السورية. فهناك إتصالات بين لبنان وسورية على قدم وساق، وعلى الأقلّ فلننظم هذه العلاقات لإعادة النازحين إلى بلادهم”.

وعن وجود فريق سياسي يعارض الحوار مع النظام السوري، توجّه قزّي لهذا الفريق بالقول “فليقدّم بديلا عن هذا النهج، وإلّا فليضع النازحين في بيته”. وأضاف “الفريق الذي كان يعارض الحوار مع السوريين أصبح 8 أذار أكثر من الذين كانوا 8 أذار ولا يحقّ لهم بالتالي المزايدة”.

الجدير بالذكر أن معبر جوسيه توقف عن العمل منذ نحو 5 سنوات نتيجة انتشار لمقاتلي المعارضة السورية على جانبي الحدود المشتركة، ثم قبل أن يقوم الجيش اللبناني بتطهير المنطقة لتبدأ بعدها مراحل إعادة وتأهيل المعبر بشكل كامل.ذ

السابق
حركة الاموال الايرانية تحت نظر واشنطن: كشف أموال الخامنئي
التالي
غمُوْض يَكْتَنِف مَصِيْرَهُ: آخِر تَطْوُرَات قضية الأمير الوليد بن طلال