عون والحريري يرسمان الصورة النهائية للتسوية الجديدة

كان لافتا تصريح الرئيس سعد الحريري أمس عن سلاح "حزب الله" مما يطرح تساؤلات حول مسار التسوية السياسية. وعل كل حال الأسبوع المقبل لناظره قريب : يكون رئيس الجمهورية قد عاد من إيطاليا ، ورئيس الحكومة المتريث قد عاد من فرنسا ، فهل تكون اسباب تريثه قد زالت ليدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء؟

رأت قناة الـ “ال بي سي اي” ان رئيس الحكومة المتريِّث سعد الحريري  سدَّد ضربةً شبه قاضية لطروحه السابقة منذ دخوله المعترك السياسي منذ إثني عشر عامًا وعشرةِ أشهر ، فأعلن أن حزب الله لديه أسلحة, لكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية .
هكذا ، كان المطلوب موقفاً من حزب الله عن النأي بالنفس عن صراعات المنطقة ، فجاء النأي بالنفس من الحريري ينأى بنفسه عن سلاح الحزب في الداخل ، وتساءلت  “فهل هي فاتورة سياسية يُسدِّدها ؟ ولمَن ؟ وهل هي استمالة لحزب الله ؟ ولأي سبب ؟. هل هو تمهيدٌ للتحالف الإنتخابي في أيار 2018 ؟ وهل يُغطي أيار 2018 ما جرى في أيار 2008 ؟.”

وأضافت “إنها السياسة التي تهزأ بالمبادئ وتسخر من الثوابت ، وهي مرحلة خلط الأوراق، بحيث بات اللبناني يشهد أن الحريري يهادن حزب الله، إلى درجة نفي ِ اي دور لسلاحه في الداخل.

إقرأ ايضًا: معالجة معضلة «السلاح» واجب وطني وليس خياراً

أما الـ “ان بي ان”  إعتبرت ان “الاجواء الايجابية المحيطة بمعالجة استقالة الرئيس الحريري ظلت محافظة على منسوبها المرتفع وقد اكدها رئيس الحكومة بنفسه قبل مغادرته الى باريس للقاء عائلته اذ قال حرفيا :” ان الاجواء ايجابية وانشاء الله سنبشر اللبنانيين الاسبوع المقبل بالرجوع عن الاستقالة اذا استمرت هذه الاجواء” .

وما قاله الحريري عن سلاح حزب الله، يبشر بفتح صفحة حكومية جديدة الاسبوع المقبل من ابرز تجلياتها انعقاد مجلس الوزراء وحتى ذلك الحين تتواصل الاتصالات لترتيب الصيغة الملائمة لبلورة الحل المنتظر للنقاط الخلافية الرئيسية مثل النأي بالنفس .

كما أشارت الـ “ام تي في” أن وجود الرئيس عون في روما والرئيس الحريري في باريس لا يعني انقطاع الكلام المباح عن التسوية وقد رسم الرئيسان من حيث هما صورة بيانية شبه نهائية عما سيكون عليه مضمون التسوية الجديدة.

فضرب حزب الله مبدأ النأي بالنفس وهو اصل الاستقالة ستتم مقاربته انطلاقا مما قاله الرئيس عون لصحيفة “لاستمبا” ومفاده يعود الحزب من سوريا متى انتهت الحرب على الارهاب.

اما الرئيس الحريري ينحو الى اعتماد هذا المنطق في ما خص سوريا واوساطه تؤشر الى نيته التركيز على الحصول على ضمانات لانسحاب الحزب من اليمن وقد سلّف الحريري اليوم الحزب ايضا بالقول  ل “باري ماتش ” ان الحزب لا يستخدم سلاحه في الداخل .

ولا يخفي مطلعون ان عون والحريري يراهنان ضمنا على متغيرات اقليمية ستفرضها الضغوط الدولية ستتكفل باخراج الحزب سريعا من سوريا والاقليم بما لا يجبر الرجلين على تسويد وجهيهما مع الحزب ويعرض التسوية للخطر.

في سياق متصل سرت معلومات تحتاج الى تدقيق بان الحدود اللبنانية السورية ستكون قريبا موضع اهتمام اممي جدي سيحولها الى منطقة مضبوطة لا معبرا سائبا لمرور السلاح والمقاتلين مما سيلزم حزب الله على انسحاب مقاتليه من هناك.

إلى ذلك ردّت “المستقبل” بتوضيح كلام الرئيس الحريري ردا على سؤال للمجلة الفرنسية  ان حزب الله لا يستخدم سلاحه.

واللا، لمن يفهم الف باء اللغة العربية او يترجم عن الفرنسية، تختص بالزمن الحاضر حصرا، تماما كتخصص البعض بتحوير المواضيع وتحريف المضامين وتدبيج التقارير، التي تستند الى بنات افكار ولدت بغير اب، وانتهت سبايا لكل شار او مستأجر. لكن الذي يقره المنطق السليم لا يقبله الفارس السليب ولا يحوز رضوانه.

وبين هذا وذاك، شخصٌ باع جمجمته وشرفاً عسكرياً، فأنكر فضلاً لا يُنكره ذو مروءة او أصل، وزاد على نكرانه، تحريضاً بواجهة مصلحة عامة لأهداف خاصة، اعتاد ان يتوسلها، راكبا عناوين عريضة لا تمت الى مصلحة البلاد والعباد بصلة.

يأتي هؤلاء اليوم ليصبوا على نار الأزمة زيتَ  الفتنة، ويطرحوا أفكارهم في فضاء افتراضي يفصله عن الواقع سنواتٌ ضوئية. ويتنطحون بتقديم حلول، تبدأ بالمقالات، وتنتهي عند حدود التغريد على صفحات تويتر. معلنين حروباً عبثية، في قالب دونكيشوتي

إقرأ ايضًا:  بماذا سيتنازل نصر الله للحريري؟

و”الجديد” قالت إن “الرئيسَ الحريري رَفع سقفَ مواقفِه إلى مرحلةٍ سياسيةٍ متقدّمة  واعتبرت ما قاله هو بمثابة ردُ جميلٍ لموقفِ الأمينِ العامّ لـ حزب الله”  الذي تمسّك بعودةِ الحريري من الاحتجازِ في بلادِ الحجاز حيث تعيشُ المملكةُ أسوأَ مراحلِها فبعدَ الفشلِ الذريعِ في سوريا واليمن والعراق وأخيراً في الأزْمةِ الحكوميةِ المفتعلةِ في لبنان.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر معنيّة لـ”الأنباء” أن “الحل بالنسبة للأزمة القائمة سيكون بصيغة بيان يصدر عن الإجتماع الأول للحكومة بعد انتهاء مرحلة التريّث الاسبوع المقبل، يتناول النأي بالنفس مدعوماً بتصريح شفهي صادر عن حزب الله تجاوباً على الاقل مع الموقف الجديد الذي أطلقه الرئيس ميشال عون من روما باعتباره قتال “حزب الله” في سوريا ضرورة لبنانية”.

السابق
جريصاتي لسامي الجميل: إلى القضاء درّ يا شيخ
التالي
«سرايا المقاومة».. هل تكون الثمن الذي يدفعه حزب الله؟