قيادات وريثة شابة لاحزاب لبنان والجمود يلف الشيعة فقط

الطوائف في لبنان توّرث رجالاتها الا في الطائفة الشيعية، فقد انقطع رحم العائلات والاحزاب السياسية معا. فهل يكون نداء الدولة والمواطنة الخطوة الأولى نحو التغيير؟

كان لافتا يوم أمس ظهور مجيد طلال ارسلان على الشاشة للمرة الأولى في زيارة رافق فيها والده الى دار إحدى الشخصيات السياسية في البلد.

وقبلها بأيام قليلة ظهر طوني سليمان فرنجية من على منبر جريدة محلية على صفحتها الاولى كزعيم له تاريخ وباع طويل في السياسة.

إقرأ ايضا: إطلاق «نداء الدولة والمواطنة»: المعركة الاصلاحية تبدأ من الانتخابات

اما قبلها بأشهر لا زال اللبنانيون يذكرون عملية تسلم تيمور جنبلاط الورثة السياسية تمهيدا للزعامة في الجبل، رغم تواتر معلومات مؤكدة، ولمرات عدة عن رفضه العمل السياسي. اضافة الى وائل شهيب ابن الوزير الاشتراكي أكرم شهيب. ولا زلنا نذكر ابن الرئيس الأسبق ميشال سليمان وتحركاته في جبيل.

هذا التوريث التدريجي وصل الى الوزير السابق عبدالرحيم مراد، والذي يطل بابنه من خلال الدعاية لجامعته التي نالت ترخيصها من على كتف السياسة السورية في لبنان.

وجميع اللبنانيين يعرفون ان الرئيس ميشال عون اورث بناته مقاليد الاستشارات والمساعدات في القصر الرئاسي، اضافة الى توزير الاصهار كونه لا وريث ذكر له.

وبالطبع لن نذّكر بالرئيس أمين الجميل وابنه  النائب سامي، اضافة الى وريث بشير الجميل عبر “البريدج” والدته صولانج توتنجي والنائبة نايلة معوض وابنها.

كل ذلك يبقى في اطار الاجترار السياسي والخلافة والتوريث، الذي لطالما تحدّث عنه الصالون والاعلام السياسييَن في لبنان.

فكيفما “برمنا” في لبنان، نجد الزعيم على منطقة ما، وحاشية ما، مستمر الى أبد الأبدين، حيث حطّ رحاله عند  التغييريين كنايلة تويني بوراثتها عن جدها عن أبيها لمنصب النيابة.

الى هنا والكلام عادي ومعروف، لكن اللافت في الامر كله ان الوراثة ضربت الطوائف المسيحية والمذهب السنيّ، لكنها بدت قاطعة لرحم العائلات الشيعية الإقطاعية الحاكمة في لبنان قبيل صعود حركة أمل وبعدها حزب الله.

فإلى اليوم، يرفض الرئيس نبيه بري التسويق لأحد من ابنائه على انه وريثه السياسي، اضافة الى ان تركيبة حزب الله ليست على نسق الاحزاب اللبنانية التي تم ذكرها آنفا.

فالثنائية الشيعية قضت على العلائلات الشيعية العريقة نهائيا، وتحكمت بالوسط الشيعي السياسي منذ العام 1992 تاريخ توّقف الحرب ودخول لبنان مرحلة السلم الاهلي.

فالتركيز اليوم على سبب هذه القطيعة مع الماضي، هل هو انتقام ام سيطرة؟ خاصة ان الثنائية الشيعية تقطع الطريق على أي وريث سياسي محتمل للعوائل الاقطاعية كأحمد الاسعد ابن الرئيس كامل الاسعد، ورياض الأسعد حفيد رياض الصلح وابن النائب الراحل سعيد الاسعد، وآل حمادة في البقاع، وان كانت ابقت شكليّا على علي عسيران كابن لرئيس مجلس نواب سابق، كونه كان من رجالات الاستقلال، وعلى النائب عبد اللطيف الزين حيث انهما قاطعان لأية وراثة من قبل اولادهما من بعدهما. لدرجة  يبدو وكأن ابقائهما على لائحة الرئيس نبيه بري نوع من “تربيح جميلة”، لا احد يعلم كم يقطف ثمنها بري منهما؟

إقرأ ايضا: شيعة مستقلون يتمردون على «حزب الله» وحركة أمل

فقد اقفلت الثنائية منزل آل بيضون البيروتية الشيعية أيضا، وعدد كبير من البيوت العريقة التي لا يعرف عنها الجمهور الجنوبي والبقاعي أي خبر.

فهل ان الشيعية النابتة حديثا متكلة على تاريخ العائلات ام على تجربة اليسار أم على موقفها الحديث من سياسة الثنائية الشيعية؟؟

السابق
إطلاق «نداء الدولة والمواطنة»: المعركة الاصلاحية تبدأ من الانتخابات
التالي
قتيل في حادث سير مروع في صيدا